((القول بأن الجوع نتيجة نوع من القوانين البشرية قول لا يسنده رأي علمي، ومجرد تحليل بعض الأرقام يبين لنا أن هذا رأي غير حقيقي: فالمحيطات تغطي 71 %من مساحة سطح الأرض، 29% هي الجزء اليابس من مساحة السطح، وهي تبلغ 56 مليون ميل مربع، منها 30% تغطية الغابات، 20% تغطية السهول العشبية، 18%جبلي، 32% محررات حادة أو قطبية)).
((ويقرر روبرت سولتر، وهو من ثانتز من خبراء وزارة الزراعة في الولايات المتحدة، أن 25 مليونا من الأميال المربعة – أي: نصف مساحة اليابس فقط – يمكن استعماله في الزراعة بالطرق المتبعة حاليا في استغلال التربة، أما الجبال والصحارى؛ فلا تعتبر صالحة للزراعة ولو أن السنوات الأخيرة قد شهدت انتصارات ملحوظة حققتها طرق الزراعة الغنية في هذه البقاع، ومع ذلك؛ فإن هذا الرقم يضع تحت تصرف البشر 16 مليونا من الأفدنة يزرعونها، أي: بمعدل: ثمانية لكل فرد من السكان على أساس تعداد العالم الحاضر ... )).
((وقد قدر علماء الزراعة والتغذية الذين يدرسون العلاقة بين المساحة المنزرعة وإنتاج الطعام في ضوء علم التغذية الحديث، أنه: نحو فدانين لكل شخص يكفيان لتوفير العناصر الضرورية لغداء معقول، وعلى أساس هذه النسبة: تستطيع الزراعة أن تستغل ربع المساحة الصالحة للزراعة في العالم)).
((وإلى اليوم لم تبلغ المساحة المنزرعة في العالم أكثر من بليونين من الأفدنة، أي: بنسبة الثمن من المساحة الممكن زراعتها، وقد أسقطنا من حسابنا نصف مساحة اليابس، فالجبال والصحارى لم تحسب ضمن الأرض الصالحة للزراعة، مع أن مئات الآلاف من الأفدنة في الصحراوات المدارية قد تحولت أخيرا إلى الزراعة بفضل الأساليب الحديثة، وإن الروس يكسبون بطرقهم الزراعية المدهشة أراضي جديدة واسعة من الصحارى القطبية يحولونها إلى الزراعة)).
((ومن النظريات الأخرى التي تثير الفزع: القول بأن إنتاج الطعام لا يمكن زيادته لأننا بلغنا الحد الأقصى لطاقة التربة، وكذلك حدود التشبع البشري؛ ولكن الحقائق هي:
أولا: من الخمسين في المائة من أراضي العالم التي يمكن زراعتها لا يزرع إلا نحو عشرة في المائة.
ثانيا: إن غلة الفدان في أكثر جهات العالم يمكن زيادتها زيادة كبيرة باستعمال طرق زراعية معقولة)).
((ولقد انتهت لجنة منظمة الأغذية والزراعة التي طبعت التقرير الخاص بالتغذية في العالم إلى أن إنتاج القمح في الهند يمكن زيادته 30% في المائة في عشر سنوات: منها 20% بواسطة استخدام المخصبات، 5% بواسطة استعمال أصناف جديدة،5% بواسطة حماية المحصول من الآفات والحشرات ... )).
((ويستطرد التقرير؛ فيقول: إنه بعد انقضاء هذه الفترة؛ قد تستخدم وسائل جديدة تؤدي إلى رفع هذه الزيادة إلى 50%، ويمكن أن يحدث نفس الشيء في جهات كثيرة من العالم)).
((ويقدر ريموند كريستنس أن نصف الزيادة في الإنتاج الزراعي بالولايات المتحدة خلال الحرب العالمية الثانية كان يرجع إلى إدخال طرق فنية جديدة .. )).
((إن إمكانية علاج الحيوان المستأنس والنبات بوصفها وسائل إنتاج غذائي، تستطيع زيادة حصيلتها كما وكيفا، ولدينا أمثلة كثيرة على ذلك بين الحربين العالميتين الأولى والثانية، استطاعت تربية الحيوان على أسس علمية أن تزيد من معدل إنتاج اللبن في الدانمرك من 2000 إلى 3200 رطل لكل رأس، وفي إنجلترا من 2700 إلى 3200 رطل، وفي نيوزيلندا من 2000 إلى 3100 رطل)).
((وهناك طريقة التوسع الزراعي؛ بزراعة أراضي جديدة وأنواع جديدة من التربات، وحيوانات جديدة للأغراض الغذائية، كذلك نستطيع استغلال موارد غذائية لم تطرق بعد؛ كالثروة الهائلة التي تزخر بها البحار، كما أنه من الممكن تربية الأحياء في مياه المحيطات لتزيد من موارد الإنسان الغذائية)).
((إن أول نصر كبير على الجوع سوف يأتي في شكل زيادة أساسية في الإنتاج العالمي للغذاء، وتقف الطبيعة والعلم كلاهما على استعداد للمعاونة في هذا السبيل)).
((وهناك مساحات شاسعة من الأراضي غير المستعملة تنتظر الاستغلال، وتستطيع الفنون الزراعية أن توضح لنا أحسن طرق استغلالها، كما تستطيع أن تبين لنا كيف نريد استفادتنا من الأرض التي تزرع فعلا، وكذلك من البحر، أو حتى من مركبات المواد غير العضوية ... )).
¥