تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[عبد القادر المغربي]ــــــــ[03 - 04 - 06, 02:43 م]ـ

بارك الله فيكم، و هل من مزيد

ـ[أبو عبد الله الساحلي]ــــــــ[03 - 04 - 06, 04:09 م]ـ

تعريف الصغائر وأمثلتها

بناءً على الاختلاف السابق في تعريف الكبيرة، اختلف العلماء في تعريف الصغيرة. وهو تعريف لا بد من الوقوف عليه؛ ليكتمل التصور حول مفهومي الكبائر والصغائر، فبضدها تتميز الأشياء.

ونعرض فيما يلي للنقاط التالية:

النقطة الأولى: تعريف الصغائر لغة

النقطة الثانية: تعريف الصغائر اصطلاحاً،

النقطة الثالثة: تعداد جملة من صغائر الذنوب على ضوء التعريف المختار.

النقطة الأولى ـ تعريف الصغائر لغة:

صغر: الصاد والغين والراء أصل صحيح يدل على قلة وحقارة وصَغُرَ صَغَارةً وصِغَراً، وصَغِرَ يَصْغَرُ صَغَراً وصُغْراناً، فهو صَغِير وصُغَار. والجمع: صِغَار، والصغيرة من الإثم جمعها صَغِيرات وصغائر.

ومن ذلك الصِّغَر وهو ضد الكِبر، والصغير خلاف الكبير، والصغر والكبر من الأسماء المتضايفة التي تقال عند اعتبار بعضها ببعض، فالشيء قد يكون صغيراً في جنب شيء، وكبيراً في جنب شيء آخر، وقد تقال باعتبار الزمان: فلان صغير وفلان كبير، إذا كان ما له من السنين أقل مما للآخر، وتارة باعتبار الجثة، وتارة باعتبار القدر والمنزلة، وهو المقصود هنا.

مثل قوله تعالى: {لا يغادر صغيرةً ولا كبيرةً إلا أحصاها ووجدوا ما عملوا حاضرًا ولا يظلم ربك أحدًا} [الكهف: 49].

وقوله تعالى: {وكل صغير وكبير مستطر} [القمر: 53].

كل ذلك بالقدر والمنزلة من الخير والشر باعتبار بعضها ببعض (1).

النقطة الثانية: تعريف الصغائر اصطلاحاً: فيما يلي أهم التعاريف للصغيرة، هذا عرضها ثم بيان الراجح منها:

1 ـ قول ابن عباس وأبي عبيدوأبي ثور الكلبي وأحمد بن حنبل: «الصغيرة ما دون الحدَّين: حد الدنيا وحد الآخرة» (2).

أي: كل ما لم يوجب حداً في الدنيا، أو وعيداً في الآخرة.

وبتعبير آخر: كل ذنب لم يُختم بنارٍ، أو غضب، أو لعنة، أو عذاب وهو تعريف جيد.

2 ـ قول سفيان الثوري: «الصغائر ما كان بينك وبين الله» (3).

يرد عليه: إن أراد أنها أصغر من ذنوب العبد فيما بينه وبين العباد؛ لأن الثانية لا يجري فيها المساهلة والإسقاط؛ فمُسلَّمٌ من هذا الوجه، وإن أراد الإطلاق في كل ذنب بين العبد وربه، فهذا غير مُسَلَّمٍ لورود ذنوب كثيرة منصوص عليها بأنها من أعظم الكبائر في جملة ما يكون بين العبد وربه؛ كترك الصلاة، أو الصوم، أو ترك دفع الزكاة.

3 ـ قول الماوردي: «الصغائر ما قلَّ فيها الإثم» (4)

وهو مقياس صحيح عموماً، فإنَّ الصغائر من اسمها ينبغي أن يكون إثمها قليلاً، لكن يرد عليه بأن فيه إبهاماً يتعلق بتحديد قلة الإثم والمقياس الضابط لذلك.

4 ـ قول القرافي: «الصغيرة ما قَلَّتْ مفسدتُها» (5)

ويقال فيه ما قيل في سابقه: بأن قِلة المفسدة من علامات الصغائر، لكن معرفة قلة المفسدة وضابطها أمرٌ يصعب مناله.

5 ـ قول ابن حزم: «ما لا تَوعُّد فيه بالنار، فلا يلحق في العِظم ما تُوعِّد فيه بالنار فهو الصغيرة» (6)

ويرد عليه بأنه غير جامع، فالتوعد يكون بالنار ويكون بغيرها؛ كاللعنة والعذاب والغضب.

6 ـ قول ابن نجيم أنَّ الصغيرة: «كل ذنب تاب عنه» (7)

ويرد عليه بأنه غير مانع؛ لأنه يجمع الكبائر التي تاب عنها المكلف، فالكبيرة التي يتوب عنها المكلف لا تصير صغيرة، إنما تمحى بالتوبة ويُزال حكمها.

7 ـ قول أبي الخطاب الحنبلي: «الصغائر هي المستقبحات من المعاصي والمباحات» (8)

وهو تعريف غير صحيح من وجوه:

أ ـ الإبهام: فما هو ضابط القبح في المعاصي.

ب ـ أنه غير مانع؛ لأنه أدخل الكبائر ضمن الصغائر؛ فالكبائر أيضاً من مستقبحات الذنوب.

جـ ـ أنه أدخل مستقبحات المباحات ضمن المعاصي!!.

التعريف المختار للصغيرة:

بعد عرض هذه التعاريف ومناقشتها يمكن اختيار التعريف الأول منها مع زيادة عليه:

فالصغيرة: كل ذنب لم يُوجب حداً في الدنيا، أو وعيداً في الآخرة، وكان قليل المفسدة.

وبعد عرض هذا التعريف لا بد من تجلية معناه والوقوف على حقيقته، ومعرفة الأثر المترتب عليه، إذ هو المعنى المقصود، والغرض المنشود، وهذا يتأتى من خلال ما يلي:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير