تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[ابن معين]ــــــــ[19 - 11 - 02, 01:50 ص]ـ

أخي الكريم: محمد الأمين ..

ألا ترى معي أن القول بأن ابن جريج كما قال الدارقطني (وحش التدليس، لا يدلس إلا فيما سمعه من مجروح) هو قول عام ينطبق على جميع رواياته.

إلا أننا نخصص قبول عنعته (عن بعض شيوخه) إذا وجدت قرائن تدل على قلة تدليسه أو عدمها عن هذا الشيخ، وهذه القاعدة قد نص عليه العلماء في بعض المدلسين كما لا يخفاك.

ومن ذلك ابن جريج فإننا نقول بقبول عنعته عن بعض شيوخه إذا وجدت قرينة تدل على قلة تدليسه عن هذا الشيخ أو عدمها.

وإذا نظرت في الأمثلة السابقة والتي فيها ذكر ابن جريج تجد أن جميع المواطن التي ذكر فيها ابن حجر أن ابن جريج قليل التدليس هو في روايته عن شيخه نافع، وقد استدل ابن حجر على ذلك بقرينة _ ذكرتها فيما سبق _ وهناك قرينة أخرى تؤيد قبول عنعنة ابن جريج عن نافع خاصة وهي إكثاره من الرواية عن نافع، بل عد من أثبت الرواة عنه، فالقول بقلة تدليسه عن نافع له ما يؤيده.

وأما ما ذكرته في باقي حديثك فلا يتسع لي الوقت الآن للتعقيب عليه.

إلا أني أحب التعقيب على قولك (وأما معرفة إن كانت عنعنة المدلس مقبولة أم لا، فإن كان هناك نص من المتقدمين قبلناه، وإلا فالأمر صعب ... ).

فأقول: لا يخفاك أن نصوص الأئمة المتقدمين في بيان حال المدلسين (صراحة) قليلة، فكثيراً ما يكون كلامهم هو بوصف الراوي بالتدليس دون بيان نوع تدليسه، وهل هو مكثر من التدليس أم لا؟ إلى غير ذلك.

ولهذا لا نقف عند نصوصهم فقط، بل لا بد من معرفة طريقة تعاملهم مع المدلسين، والنظر في تصرفاتهم العملية _ وهو ما نبهتَ أنت عليه بأن ننظر في تصرف الشيخين، وإن كنت أخالفك في تدليس قتادة _، وكذلك لا بد من معرفة القرائن التي استعملوها في قبولهم لعنعنة المدلس وبيان دلالة هذه القرائن على قلة تدليس الراوي، حتى يمكن تطبيق هذه القرائن على حال المدلسين الذين اختلف المحدثون في طبقتهم.

وإلا كيف نرجح بين اختلافهم؟

ـ[محمد الأمين]ــــــــ[19 - 11 - 02, 07:19 م]ـ

أخي الفاضل ابن معين

قولك: صحيح. لكنك تعتبر مقولة الدارقطني -بنظرك- عامة لمروياته، وأنت تخالفه في ذلك. فحتى عندما يأتي نصٌ من المتقدمين لا تقبله. رغم أنك تعلم أنهم قد اطلعوا على أضعاف أضعاف الطرق التي وصلتنا. وتمكنوا بذلك من نخل مرويات كل راوٍ بما نحن على إياس من اللحاق بهم بذلك.

فإذا قمنا بتنحية الجهابذة المتقدمين جانباً وطالبناهم بإثبات تدليس أو عدالة أو ضعف كل راوٍ اتهموه بذلك، نكون قد هدمنا علم الجرح والتعديل كله. إذا أن كثيراً من الرواة الضعفاء يصعب إثبات ضعفهم لأن الكثير من مرويات الضعفاء لم تصلنا أصلاً. وأما التدليس فهذا أصعب في الإثبات علينا في عامة الرواة، من الحفاظ المتقدمين لما كان عندهم من الطرق.

وأنا أوافقك في استنتاجك بقلة تدليس ابن جريج عن نافع. لكن هذا لا يعارض ما ذكره الحافظ الدراقطني!

قولك:

أقول: هذا ليس معناه أن ابن جريج يدلّس عن الجميع، بل يدلّس عن المجروحين فقط. فلو تأملت مقولة الدراقطني لعلمت أن من المستبعد أن يدلّس ابن جريج عن جبل الحفظ نافع. لأن نافع ثقة ثبت، بينما ابن جريج يدلّس عن المجروحين فقط بنص الحافظ الدارقطني.

ـ[أخو من طاع الله]ــــــــ[20 - 11 - 02, 07:04 ص]ـ

الأخ محمد الأمين ..

حملك عبارتهم في من لم يدلّس عنهم ابن جريج على أنهم ثقات فلم يدلّس عنهم، فيه استعجال في فهم مناط التدليس ..

فإنّ مرادهم بقولهم لم يدلّس عنهم، ليس أنّه لم يسقطهم، بل أنّه لم يسقط بينه وبينهم أحدًا، فيطهر روايته عنهم صحيحة.

والمدلّس الذي يدلّس عن الضعفاء خاصّة، هو من يسقط الضعيف، ويبقة من فوقه، وقد يكون ثقة، لا أنّه يسقط رجلاً فيبقى شيخه الضعيف ..

وفقنا الله وإياك

ـ[محمد الأمين]ــــــــ[20 - 11 - 02, 07:57 م]ـ

(حرر)

ـ[ابن معين]ــــــــ[21 - 11 - 02, 03:08 ص]ـ

جزاك الله خيراً أخي الفاضل على تعقيبك، وقد أردت أن أعلق على كلام الأخ محمد الأمين بمثل ما ذكرت.

أخي الفاضل: محمد الأمين ..

قلت_ أي ابن معين_ تعقيباً على وصف الدارقطني لابن جريج بأنه وحش التدليس: (هو قول عام ينطبق على جميع رواياته)، والمعنى أن الأصل هو عدم قبول عنعنته عن جميع شيوخه (أي في جميع رواياته)، ثم ذكرت بعد ذلك أنه قد يستثنى من هذا العموم من دلت الدلائل على قبول عنعته عن بعض شيوخه لوجود دليل على ذلك.

فكلامي فيه إعمال لقول الدارقطني وليس فيه إهمال!

فلا أدري كيف فهمت من قولي (فحتى عندما يأتي نص من المتقدمين لا تقبله)؟!!

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير