[مقالة نافعة للحافظ ابن تيمية عن الإمام أبي محمد ابن حزم رحمهما الله تعالى.]
ـ[محمد براء]ــــــــ[03 - 04 - 06, 08:00 م]ـ
قال رحمه الله في الفتاوى المجلد الرابع:
" .. وكذلك أبو مُحمَّدِ ابنُ حزمٍ فيما صنَّفهُ من المللِ والنِّحلِ، إنَّما يُستحمدُ بموافقةِ السُّنَّةِ والحديثِ مثل ما ذكره في مسائلِ القَدَرِ و الإرجاءِ ونحو ذلك، بخلافِ ما انفردَ به من قولِه في التفضيلِ بينَ الصَّحابَةِ، وكذلكَ ما ذَكَرَهُ في باب الصِّفاتِ؛ فإنَّهُ يُستَحمَدُ فيه بموافَقَةِ أهلِ السُّنَّةِ والحديثِ، لكونه يَتثبتُ الأحاديثَ الصحيحةَ، ويُعظِّمُ السَّلفَ وأئمَّةَ الحديثِ، ويقولُ إنَّهُ موافقٌ للإمامِ أحمدَ في مسألةِ القرآنِ وغيرِها، ولا ريبَ أنَّه موافقٌ لهُ ولهم في بعض ذلكَ، لكنَّ الأشعرِيَّ ونحوُه أعظمُ موافقةً للإمامِ أحمدَ بن حنبل، ومن قبلَه من الأئمَّةِ؛ في القرآن والصفاتِ وإن كان أبو مُحمَّدِ ابنُ حزمٍ في مسائلِ الإيمانِ و (القَدَر أقومُ من غيرِه، وأعلمُ بالحديثِ، وأكثرُ تعظيماً لهُ ولأهلِه من غيره، لكن قد خَالَطَ من أقوالِ الفلاسفَةِ والمعتزلةِ في مسائلِ الصِّفاتِ ما صَرَفَهُ عن موافقةِ أهلِ الحديثِ في معاني مذهبِهم في ذلكَ، فَوافَقَ هؤلاء في اللَّفظِ وهؤلاء في المعنى، وبمثلِ هذا صارَ يَذُمُّه مَن يذُمُّه من الفُقَهاءِ والمتكلمينَ وعُلماءِ الحديثِ، باتِّباعِه لظاهرٍ لا باطنَ لهُ، كما نَفى المعاني في الأمرِ والنَّهيِ والاشتقاقِ، وكما نفى خرقَ العاداتِ ونحوه من عباداتِ القلوبِ، مضموماً إلى ما في كلامه من الوقيعةِ في الأكابرِ، والإسرافِ في نفي المعاني، ودعوى متابعةِ الظَّواهرِ، وإن كانَ له من الإيمانِ والدِّينِ والعلومِ الواسعةِ الكثيرةِ ما لا يدفَعُه إلا مُكابرٌ، ويُوجدُ في كتبِه من كثرةِ الاطِّلاعِ على الأقوالِ، والمعرفة بالأحوالِ، والتعظيم لدعائم الإسلامِ ولجانب الرسالة، ما لا يجتمعُ مثله لغيرهِ، فالمسألةُ التي يكون فيها حديثٌ يكونُ جانبُه فيها ظاهرَ الترجيحِ، وله من التمييز بين الصَّحيحِ والضَّعيفِ والمعرفةِ بأقوالِ السَّلفِ ما لا يكادُ يقعُ مثلُه لغيرهِ من الفُقَهاءِ ".
ـ[عادل البيضاوي]ــــــــ[03 - 04 - 06, 10:56 م]ـ
جزاك الله خيرا على هذا النقل ووالله إني لأحب هذا الإمام لتعظيمه للحديث ولعلمه الواسع الذي لايدفعه _ كما قال شيخ الاسلام_ إلا مكابر
ـ[وائل عاشور]ــــــــ[03 - 04 - 06, 11:00 م]ـ
رحم الله الأئمة ...
وجزاك الله خيرا على النقل النفيس.
ـ[محمد براء]ــــــــ[28 - 09 - 06, 07:30 م]ـ
قَالَ الحَافِظُ أبُو الفِدَاءِ إسمَاعِيلُ ابنُ كَثِيرٍ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى فِيْ «تاريخه» (14/ 291) (في أحداث سنة ثلاث وستين وسبعمائة):
"مَنامٌ غريبٌ جدَّاً: ورأيتُ -يعني المصنف في ليلة الاثنين الثاني والعشرين من المحرم سنة ثلاث وستين وسبعمائة- الشَّيخ محي الدِّين النَّواويَّ رحمه الله فقلتُ لهُ: يا سيِّدي الشيخ! لم لا أدخلتَ في شرحك المهذبَ شيئاً من مُصنَّفات ابن حزم؟.
فقال ما معناه: إنَّه لايحبُّه!.
فقلتُ لهُ: أنت معذور فيه فإنه جمع بين طرفي النَّقيضين في أصوله وفروعه، أمَّا هو في الفروع فظاهريٌّ جامدٌ يابسٌ، وفي الأصول تول مائع قرمطَة القرامِطَة وهرس الهرائسة، ورفعتُ بها صوتي حتى سمعتُ وأنَا نائمٌ!.
ثم أشرتُ له إلى أرض خضراء، تشبه النَّخيل بل هي أردأ شكلاً منه، لا ينتفع بها في استغلال ولا رعيٍ، فقلتُ له: هذه أرض ابن حزم التي زرعهَا!.قال: انظر؛ هل ترى فيها شجراً مُثمراً أو شيئاً يُنتفع به!.
فقلتُ: إنَّما تصلُح للجلوس عليها في ضَوءِ القمر.
فهذا حاصلُ ما رأيته، ووقع في خلدي أنَّ ابن حزمٍ كان حاضراً عند ما أشرت للشَّيخ محيي الدِّين إلى الأرض المنسوبة لابن ِحزم، وهو ساكتٌ لا يتكلَّمُ!.
ملاحظة: وقع في المقال الأول خطأ نحوي وهو: "وإن كان أبو مُحمَّدِ ابنُ حزمٍ في مسائلِ الإيمانِ و (القَدَر أقومُ من غيرِه، وأعلمُ بالحديثِ، وأكثرُ تعظيماً لهُ ولأهلِه من غيره، ".
والصواب: "وإن كان أبو مُحمَّدِ ابنُ حزمٍ في مسائلِ الإيمانِ والقَدَر أقومَ من غيرِه، وأعلمَ بالحديثِ، وأكثرَ تعظيماً لهُ ولأهلِه من غيره ".
ـ[أبوعبدالرحمن الدرعمي]ــــــــ[28 - 09 - 06, 08:08 م]ـ
رحم الله الأئمة ...
وجزاك الله خيرا على النقل النفيس.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[28 - 09 - 06, 11:45 م]ـ
رحمهم الله تعالى
وللفائدة ينظر مواضع أخر من كلام شيخ الإسلام في أبي محمد ابن حزم
http://saaid.net/book/open.php?cat=88&book=2185
ـ[سعيد السلفي]ــــــــ[30 - 09 - 06, 11:51 م]ـ
رحمهم الله اجمعين
و للعلم فقد استشهد بعض من يقول بعدم تكفير تارك عمل الجوارح بالكلية بتزكية شيخ الاسلام ابن تيمية لابم حزم في مسائل الايمان و نقل عن ابن حزم قوله في المحلي ((مسالة: و من ضيع الاعمال كلها فهو مؤمن عاص ناقص الايمان لا يكفر ... ))
فما جواب هذا الاشكال
¥