تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ما قلته هو اعتقاد عوام النصارى وهو ما كان راسخًا لدى الكنيسة على مدى قرون طوال مظلمة. لكن نشوء علوم النقد الأعلى والأدنى للكتاب المقدس ومراجعة المصادر على أيدي علماء يتسمون بالنزاهة العلمية والصرامة الأكاديمية بدد هذه الأوهام تمامًا.

ويمكن الرجوع في هذا الأمر لكتاب (المسيح في مصادر العقائد المسيحية) للواء أحمد عبد الوهاب نشر مكتبة وهبة بالقاهرة - فقد حشد المؤلف هذا الكتاب بعشرات النقول من المصادر الأكاديمية النصرانية الغربية التي تؤكد أن هذه الكتب مجهولة المؤلف والتاريخ، فضلاً عن تضارب المخطوطات واختلافها وغيرها من المسائل.

والله أعلم.

ـ[المستشار]ــــــــ[05 - 04 - 06, 03:57 ص]ـ

هذا بعض مشاركة كنتُ كتبتها في موضعٍ آخر رأيتُ وضعه هنا إجابة على السؤال المذكور أعلاه، وهي بتمامها على هذا الرابط:

http://70.84.212.52/vb/showthread.php?p=23665#post23665

يتحدث د. موراني عن الإنجيل فيقول: ((لا يعتبر الباحث الانجيل (مثلا) كتابا مقدسا في الأبحاث الموضوعية اذ ان اعتبره مقدسا أو حتى وحيا فارق ميدان الموضوعية في البحث. وكيف يعتبره وحيا عندما يجد في بداية كل كتاب فيه اسم مؤلفه الذين نشؤوا ما بين 60 الي110 عام بعد نشاط عيسى! النظرة التأريخية شيء ونظرية الكنيسة وتعاليمها شيء آخر تماما)). http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=3015&page=2&pp=15

وسنقتصر من عبارة د. موراني على أمرين:

أولاً: أن مؤلفي الإنجيل الحالي لم يُدْرِكوا نبي الله عيسى عليه السلام، فالإسناد منقطع، بدلالة قول د. موراني: ((الذين نشؤوا ما بين 60 الي110 عام بعد نشاط عيسى!)).

ويُعَلِّل أحد القسيسين هذه القضية في مناظرة العلامة رحمة الله الهندي له بقوله (يعني القس): ((إن سبب فقدان السند عندنا وقوع المصائب والفتن على المسيحيين إلى مدة ثلاثمائة وثلاث عشرة سنة)).

وهذه ليست بعلة على الحقيقة، لأن ما أصاب المسلمين عبر العصور هو أكبر وأعظم مما أصاب النصارى، ومع هذا احتفظ المسلمون بأسانيدهم حتى اليوم، مما يؤكد أن الله عز وجل اختصهم دون غيرهم بشرف الإسناد، وقد ذكر ذلك جماعة من علماء المسلمين، كأبي عمرو بن الصلاح في ((معرفة أنواع علم الحديث)) المشهور بـ ((مقدمة ابن الصلاح))، وغيره ..

فالنصارى لم يأتِ عليهم ما أتى على النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه من الاضطهاد والأذى، ولا ما أتى على المسلمين بعد النبي صلى الله عليه وسلم، من ألوان الحروب المختلفة التي قادها التتار حينًا والصليبيون أحيانًا ..

ومع كل هذا احتفظ المسلمون بأسانيدهم ..

وقد ألمح الإنجيل الذي بيد النصارى الآن إلى بعض ما أصاب المسلمين حين قال: ((وأما المعزي الروح القدس الذي سيرسله الآب باسمي، فهو يعلّمكم كل شيء ويذكركم بكل ما قلته لكم ... متى جاء المعزي ... ، فهو يشهد لي، وتشهدون أنتم أيضاً ...... لكني أقول لكم الحق: إنه خير لكم أن أنطلق، لأنه إن لم أنطلق لا يأتيكم المعزي، ولكن إن ذهبت أرسله إليكم .... إن لي أموراً كثيرة أيضاً لأقول لكم، ولكن لا تستطيعون أن تحتملوا الآن، وأما متى جاء ذاك، روح الحق، فهو يرشدكم إلى جميع الحق، لأنه لا يتكلم من نفسه بل كل ما يسمع يتكلم به، ويخبركم بأمور آتية)) [يوحنا 14/ 26، 15/ 26، 16/ 14].

فهذه البشارة الواردة في الإنجيل بالنبي صلى الله عليه وسلم تُسَمِّيه صلى الله عليه وسلم: ((المعزي))، وذلك لكثرة ما كان يعزي أصحابه، من جراء ما يلحقهم من الأذى والعنت الشديد.

ثم تتابعت على المسلمين أيام وليالي، ذاقوا فيها ألوانًا عديدة من القهر والاستبداد والاحتلالات ومحاولة قلب الحقائق وتغيير الهوية وقطع الصلة بينهم وبين إسلامهم .. ومع كل هذا بقي الإسلام، وبقيت الأمة المسلمة، وبقيت الأسانيد والإجازات حتى عصرنا هذا .. وستبقى إن شاء الله إلى ما شاء الله.

وأنا شخصيًّا أتشرَّف ببعض هذه الأسانيد ..

فالعلة إذن في فقدان أسانيد النصارى ليست في المصائب ولا الفتن كما يبررها القس المشار إليه .. ولو كانت المصائب والفتن هي العلة لكانت أمتنا المسلمة أولى وآكد على ضياعِ أسانيدها، وهذا ما لم يحدث بحمد الله تعالى ..

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير