ـ[أبو عبدالله النجدي]ــــــــ[20 - 11 - 02, 04:25 ص]ـ
أخي الشاطبي ......................... وفقه الله
لا يصرف الإطعام في الكفارات إلاّ إلى من يصدق عليه وصف (مسكين)، فمن علمنا تحقق ذلك الوصف فيه أعطيناه، ومن طلبها وكان ظاهره الصدق، أو كان مستور الحال أعطيناه، ووكلنا أمره إلى الله تعالى، فإنا لم نؤمر بأن نشق عن قلوب الناس.
أما دليل ذلك فحديث عبيدالله بن عدي بن الخيار عن رجلين أنهما أتيا النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وهو في حجة الوداع، وهو يقسم الصدقة، فسألاه منها، فرفع فيهما النظر وخفضه فرآهما جلدين، فقال: " إن شئتما أعطيتكما، ولا حظ فيها لغني، ولا لقوي مكتسب " خرّجه أبوداود والنسائي، وقال الإمام أحمد: " ما أجوده من حديث " اهـ.
"""""""""""""""""""""
والأصل في الإطعام أن تملّك الفقير ما يُشبعه من أوسط ما تطعمه لأهلك، لقوله تعالى (فكفارته إطعام عشرة مساكين من أوسط ما تطعمون أهليكم .... ) الآية. وإن غدّيتهم، أو عشّيتهم أجزأك، لظاهر الآية، وهو قول الحنفية والمالكية ورواية عن أحمد، اختارها جمع من المحققين كابن تيمية وغيره، خلافا للشافعية والمذهب عند الحنابلة.
وعلى هذا فبطاقات تفطير الصائم، تجزيء في ذلك، إذا علمت أنهم لا يفطّرون إلاّ من يستحق الزكاة من الفقراء والمساكين.
"""""""""""""""""""
أما قولك (هل يشترط أن تصرف (الكوبونات) في بلد المُطعم؟):
فالأصل أن تصرف في بلد المطعم، كزكاة الفطر، فليتحرّ الإنسان مساكين بلده فهم أحق بإطعامه، هذا هو الأصل.
ما لم يوجد ما يصرف عن هذا الأصل، كأن لا يجد فقيرا في بلده، أو تحدث مسغبة في بلد آخر وتشتد الحال، أو تكون له ثَمّ رحم محتاجة، إلى غير ذلك من الأسباب فيمكن نقلها حينئذ، فلو نقلها في عصرنا إلى الفقراء داخل الأرض المحتلة، أو غيرها من البلاد لكان حسنا.
"""""""""""""""""""
الأخ عبدالله زقيل ـ وفقه الله ـ: هو ما ذكرت بالنسبة إلى الجمعيات المعروفة، فالأصل فيهم العدالة ـ إن شاء الله تعالى ـ.
لكنّ الأخ يسأل عن بطاقات التفطير المعروفة، وهذه الجمعيات لا تلتزم بصرفها إلى الفقراء ـ فيما أعلم ـ، ولا يلزمهم ذلك شرعا، لأن (التفطير) مشروع ولو لغني، والنصوص في ذلك عامة، لا تختص بالفقير. فهم يضعون مائدة طويلة في مساجد شتى، وفي بلدان شتى، يطرقها الصائمون من أنحاء البلد، ولا يمكنهم التحقق من هؤلاء جميعا، وفي بعض البلاد يكون التفطير مصحوبا بأنشطة ثقافية متنوعة، و يكون بعض الحاضرين لتلك الموائد من غير الفقراء، ولكن جاء لحضور المحاضرات المصاحبة، ومشاركة إخوانه في هذه المناسبة.
ولذا لا ينبغي إطلاق الحكم في المسألة، بل يجب التفصيل، فإن كانت تلك الجمعيات تشترط ألاّ تصرفها إلاّ إلى المساكين فنعم، ولو بان بعد ذلك أن آخذها ليس مستحقاّ لها فلا حرج، وهذا ما يدل عليه حديث أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ الذي أوردتَه ـ بارك الله فيك ـ، والفقهاء يقولون في مثل هذا: (فإن بان غنيا أجزأه) ...
أما إن كانت تجمع لتفطير الصوّام مطلقا، فلا ينبغي صرف الكفارة إلى هذا المصرف بإطلاق، لما ذُكر قبلُ.
""""""""""""""""
وأما فتوىالشيخ المنجد ـ وفقه الله ـ فلا تتعارض مع هذا، بل تؤكده، حيث يقول: (على أن تصل إلى مستحقيها مما ذكر في الآية من خصال الكفارة المنصوص عليها) اهـ
وهذا أخص من سؤال الأخ.
على أنّ في هذه الفتوى قيد لو طبقناه لمنعنا نقل الإطعام إلى خارج بلادنا، حيث نصت على أنه (إذا لم يوجد الفقير المستحق للزكاة في البلد الذي أنت فيه فإنه لا بأس بنقل الكفارة إلى بلد آخر) اهـ
وهذا ليس بلازم، بل يجوز نقل الزكوات ونحوها إلى خارج البلد للمصلحة الراجحة، ولو وجد في بلد المطعم بعض المستحقين، كما كان النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يأخذها من أهل البوادي والأعراب، ويصرفها إلى فقراء المهاجرين، والمفاضلة هاهنا راجعة إلى قاعدة المصالح والمفاسد، وهذا اختيار شيخنا عبد العزيز بن باز ـ رحمه الله ـ، والله تعالى أعلم.
ـ[الشاطبي الجليلي]ــــــــ[20 - 11 - 02, 06:16 ص]ـ
اخي (دراسات عليا) سلمه الله
اشكرك على هذه المشاركات النافعة واشكر الاخ عبدالله ايضا
ولكن ماصحة الحديث الذي اورده اصحاب السنن؟ واين ذكر الا مام احمد رضي الله عنه هذا الحكم؟ وهل الراوي (عبيد الله) صحابي؟
وهل وقفتما بارك الله فيكما على راي للشيخ ابن عثيمين رحمه الله؟
ـ[عبد الله زقيل]ــــــــ[20 - 11 - 02, 02:51 م]ـ
الأخ دراسات عليا.
وهل أنا لم أذكر الضابط الذي ذكرته أنت غفر الله لك؟
وأعيد الكلام لك:
ينبغي أن يعلم أن هؤلاء وكلاء لك في صرف الكفارة وهي الإطعام، فإذا وثقت بهم، وعرفت من حالهم أنهم يصرفونها للفقراء وخاصة المؤسسات الخيرية المعروفة مثل مؤسسة الحرمين، أو هيئة الإغاثة، أو إدارة المساجد.
وسألتهم لمن تصرف؟ وكيف تصرف؟
ثم أعطيتهم فهذا يكفي في ذلك.ا. هـ.
ودعمت قولي بفتوى الشيخ المنجد.
وكأنك كررت نفس الكلام.
وبالمناسبة:
كان من المفروض أن أكتب " الشاطبي الجليلي " في بداية ردي، ولكن وقع بصري على اسمك فورد في البداية.
¥