تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[أسباب انشراح الصدر، وأسباب القلق وعلاجه، ومن فوائد غض البصر]

ـ[أبو عبد الله مصطفى]ــــــــ[07 - 04 - 06, 02:33 م]ـ

أسباب انشراح الصدر، وأسباب القلق وعلاجه، ومن فوائد غض البصر


أسباب انشراح الصدر، وأسباب القلق وعلاجه، ومن فوائد غض البصر

معنى انشراح الصدر: شرح الصدر أي: اتساعه و انبساطه و انفتاحه
ذكر ابن القيم في كتابه القيم (زاد المعاد في هدي خير العباد) أسباباً لانشراح الصدر وهي:
1 - التوحيد: فالهدى و التوحيد من أعظم أسباب شرح الصدر، و الشرك و الضلال من أعظم أسباب ضيق الصدر و انحراجه.
2 - الإيمان: فنور الإيمان الذي يقذفه الله في قلب العبد يشرح الصدر و يوسعه و يفرح القلب.
3 - العلم (الموروث عن النبي صلى الله عليه وسلم): فإنه يشرح الصدر و يوسعه حتى يكون أوسع من الدنيا، والجهل يورثه الضيق و الحصر و الحبس.
4 - الإنابة إلى الله سبحانه و تعالى و محبته بكل القلب و الإقبال عليه و التنعم بعبادته.
5 - دوام ذكر الله على كل حال و في كل موطن.
6 - الإحسان إلى الخلق و نفعهم بما يمكنه من المال و الجاه و البدن و أنواع الإحسان.
7 - الشجاعة.
8 - إخراج دغل القلب من الصفات المذمومة التي توجب ضيقه و عذابه و تحول بينه و بين حصول البرء.
9 - ترك فضول النظر و الكلام و الاستماع و المخالطة و الأكل و النوم.
أسباب القلق وعلاجه،
نشهد في هذا العصر حضارة كبرى لم يشهد لها التاريخ مثيلاً جعلت الإنسان يعيش في راحة كبيرة ولكنها (اي تلك الحضارة) قصرت خدمتها على الجانب الجسدي و أهملت الجانب الروحي الذي يتميز به الإنسان عن غيره من الكائنات، وكان أحد إفرازات هذا القصور القلق الذي أدى بكثير من الناس خصوصاً في الغرب الى الإنتحار، ولم يجدوا له حلاً غير تلك الحبوب المهد ئة.
وللأسف لقد وجدت أثار هذا القلق في بلاد المسلمين عندما قصر البعض منهم في أمور دينهم وعاشوا بعيداً عن ذكر الله تعالى وطاعته.
وأسباب القلق كثيرة، لكن نذكر أهمها:
(1) ضعف الإيمان: فالمؤمن قوي الإيمان لايعرف القلق. قال الله تعالى (ومن يعمل من الصالحات وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة)، ,ويقوى الإيمان بعمل الطاعات وترك المعاصي وقراءة القرآن وحضور مجالس الصالحين وحبهم والتفكر في خلق الله تعالى.
(2) الخوف على الحياة وعلى الرزق: فهناك من يخاف الموت فيقلق بسبب ذلك، ولو أيقن أن الآجال بيد الله ماحصل ذلك القلق. والبعض يخاف على الرزق ويصيبه الأرق وكأنه ماقرأ قوله تعالى (إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين) ولم يسمع قول الله عز وجل (وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها)، حتى النمل في جحره يرزقه الله تعالى، ولايعني ذلك أن يجلس الإنسان في بيته ينتظر أن تمطر السماء ذهباً، بل يسعى وبفعل الأسباب امتثالاً لقوله تعالى (فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه) ويتوكل على الله (ومن يتوكل على الله فهو حسبه).
(3) المصائب: من موت قريب أو خسارة مالية أو مرض عضال أو حادث أو غير ذلك، لكن المؤمن شأنه كله خير إن اصابته سراء شكر فكان خيراً له وإن اصابته ضراء صبر فكان خيراً وجزاء الصبر أن الله يأجره ويعوضه خيراً مما أصابه. فيجب أن يعلم أن ذلك بقدر الله وقضائه، وما قدّر الله سيكون لا محالة لو اجتمع أهل الأرض والسماء أن يردوه ما وجدوا إلى ذلك سبيلاً. عندما ترسخ هذه العقيدة في نفس الإنسان فإنه يرضى وتكون المصيبة عليه برداً وتكون المحنة منحة، ولقد شاهدنا أنه كم من مشكلة صارت بإنسان جعلت منه رجلاً قوياً صامداً وعلمته التحمل بعد أن كان في نعمة ورغد لا يتحمل شيئاً وغيرت من نظرته للحياة وأصبح سداً أمام المعضلات.
(4) المعاصي: وهي سبب كل بلاء في الدنيا والآخرة، وهي سبب مباشر لحدوث القلق والاكتئاب. قال الله تعالى (وماأصابك من سيئة فمن نفسك) وقال (ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون)، والبعض يقول: نريد أن نُذهب القلق و (الطفش) فيفعل المعاصي، لكنه في الحقيقة يزيد الطين بلة وهو كالمستجير من الرمضاء بالنار.
¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير