تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[فتوى مهمة للعلامة البراك عن التفريق بين أهل الكتاب والمشركين]

ـ[أبو عبدالله المحتسب]ــــــــ[08 - 04 - 06, 05:34 م]ـ

فضيلة الشيخ عبدالرحمن بن ناصر البراك حفظه الله

هل هناك فرق بين أهل الكتاب والمشركين؟ وهل ينطبق وصف المشركين على أهل الكتاب؟ وما الفرق بين الكفار والمشركين؟ أرجو التوضيح الشافي، وجزاكم الله خيرا.

الجواب:

الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، أمابعد:

فإنه ينبغي أن يعلم أن الألفاظ يختلف معناها بالإفراد والاقتران من حيث العموم والخصوص، وهذا المعنى كثير في القرآن، ومن ذلك لفظ الكفار والمنافقين وأهل الكتاب، وأعم هذه الألفاظ لفظ الكفار فإنه يشمل المنافقين النفاق الأكبر، ويشمل عمومَ المشركين والكفارَ من أهل الكتاب، واسم المنافقين يختص بمن يُظهر الإسلام ويبطن الكفر، فإذا ذكر المنافقون والكفار كقوله تعالى: (إن الله جامع الكافرين والمنافقين في جهنم جميعا) اختص اسم المنافقين بمن يبطن الكفر واسمُ الكافرين بالمعلنين له، وأكثر ما يطلق اسمُ المشركين في القرآن على الكفار من غير أهل الكتاب، كقوله تعالى: (فإذا انسلخ الأشهر الحرم فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم) وقد يطلق لفظ المشركين على ما يعم الكفار في مقابل المنافقين، كما قال تعالى: (ويعذب المنافقين والمنافقات والمشركين والمشركات) فيدخل في ذلك كفرة أهل الكتاب والمجوس، وقد يخص الله بعض طوائف المشركين باسم يُعرفون به كالمجوس، كما قال سبحانه: (إن الذين آمنوا والذين هادوا والصابئين والنصارى والمجوس والذين أشركوا إن الله يفصل بينهم يوم القيامةإن الله على كل شئ شهيد) فعطف الذين أشركوا على المجوس من عطف العام على الخاص، وأما الطوائف الأربع الأولى في هذه الآية فإن منهم المؤمن ومنهم الكافر كفرا ظاهرا أو باطنا، كما قال تعالى: (إن الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحا فلهم أجرهم عند ربهم ولاخوف عليهم ولاهم يحزنون) أي من آمن منهم بالله واليوم الآخر، وهكذا أهل الكتاب منهم المؤمن والكافر، كما قال تعالى: (ولو آمن أهل الكتاب لكان خيرا لهم منهم المؤمنون وأكثرهم الفاسقون) إلى قوله تعالى: (ليسوا سواء من أهل الكتاب أمة قائمة يتلون آيات الله آناء الليل وهم يسجدون) إلى قوله تعالى: (إن الذين كفروا لن تغني عنهم أموالهم ولا أولادهم من الله شيئا وألئك أصحاب النار هم فيها خالدون) وهذا الانقسام في اليهود والنصارى والصابئين إنما هو باعتبار حالهم قبل مبعث النبي صلى الله عليه وسلم، أما بعدما بعث الله خاتم النبيين فكل من لم يؤمن به من اليهود والنصارى وغيرهم فإنه كافر، فإن من مات على ذلك فهو من أهل النار، ولا ينفعه انتسابه لشريعة التوراة والإنجيل، وقد انضاف كفرهم بتكذيبهم محمدا صلى الله عليه وسلم إلى ما ارتكبوه من أنواع الشرك والكفر قبل ذلك، كقول اليهود: (عزير ابن الله) وقول النصارى: (المسيح ابن الله) والشرك في النصارى أظهر منه في اليهود وأكثر، كما قال تعالى: (لقد كفر الذين قالوا إن الله هوالمسيح ابن مريم وقال المسيح يابني إسرائيل اعبدوا الله ربي وربكم إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجن ومأواه النار وماللظالمين من أنصار. لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة وما من إله إلا إله واحد وإن لم ينتهوا عما يقولون ليمسن الذين كفروا منهم عذاب أليم) إلى قوله تعالى: (قل أتعبدون من دون الله مالا يملك لكم ضرا ولا نفعا والله هوالسميع العليم)

وقوله سبحانه: (اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله والمسيح ابن مريم وما أمروا إلا ليعبدوا إلها واحدا لا إله إلا هو سبحانه وتعالى عما يشركون) فتبين مما تقدم أن اليهود والنصارى وسائر المشركين من عبدة الأوثان والمجوس كلهم كفار؛ من مات منهم على كفره

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير