[سؤال حول عدد الصحابة؟]
ـ[نضال دويكات]ــــــــ[09 - 04 - 06, 03:37 م]ـ
هل عدد الصحابة معروف بالجملة؟؟؟ وهل كل اسماء الصحابة معروفة على الاطلاق؟؟؟
ـ[صلاح الدين الشريف]ــــــــ[10 - 04 - 06, 03:26 ص]ـ
الأخ الفاضل نضال دويكات
قال ابن الأثير في (مقدمة أسد الغابة صـ 18):
وأصحاب رسول الله،صلى الله عليه وسلم،على ما شرطوه ـ أي في تعريف الصحابي ـ كثيرون؛ فإن رسول الله شهد حنيناً ومعه اثنا عشر ألفاً سوى الأتباع والنساء، وجاء إليه هوازن مسلمين فاستنفذوا حريمهم وأولادهم، وترك مكة مملوءة ناساً، وكذلك المدينة أيضاً، وكل من اجتاز به من قبائل العرب كانوا مسلمين؛ فهؤلاء كلهم صحبة، وقد شهد معه تبوك من الخلق الكثير ما لا يحصيهم ديوان، وكذلك حجة الوداع، وكلهم له صحبة، ولم يذكروا إلا هذا القدر، مع أن كثيراً منهم ليست له صحبة، وقد ذكر الشخص الواحد في عدة تراجم، ولكنهم معذورون، فإن من لم يرو ولا يأتي ذكره في رواية كيف السبيل إلى معرفته!.
ـ[مصعب الجهني]ــــــــ[24 - 08 - 10, 04:16 ص]ـ
عدد الصحابة:
لا يمكن القطع بتحديد عدد أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، لتفرقهم في البلدان والقرى والبوادي، ولم يكن على عهد النبي صلى الله عليه وسلم كتاب جامع يكتب فيه اسم من أسلم، ومن ولد في الإسلام. كما قال كعب بن مالك رضي الله عنه في سياق قصة تخلفه عن غزوة تبوك: (وَالْمُسْلِمُونَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَثِيرٌ وَلَا يَجْمَعُهُمْ كِتَابٌ حَافِظٌ) رواه البخاري (4418) ومسلم (2769).
وقد جزم الحافظ أبو زرعة الرازي (شيخ الإمام مسلم) بأن عدد الصحابة (114000) مائة وأربعة عشر ألفاً. رواه عنه الخطيب البغدادي في "الجامع" (2/ 293).
وقال السفاريني رحمه الله في "غذاء الألباب":
"فائدة: ذكر أبو زرعة الرازي أن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يزيدون على المائة ألف .....
وروى أنهم مائة ألف وأربعة وعشرون ألفاً، وجزم بهذا العدد الجلال السيوطي رحمه الله في الخصائص الكبرى" انتهى بتصرف.
وهذا العدد (مائة وأربعة عشر ألفاً، أو مائة وأربعة وعشرون ألفاً) ليس بعيداً عن الصواب، فإن وقائع السنة تدل على أن الصحابة رضي الله عنهم كانوا نحو هذا العدد.
ففي غزوة تبوك (وكانت في شهر رجب من السنة التاسعة من الهجرة، أي قبل وفاة النبي صلى الله عليه وسلم بعامين إلا شهرين تقريباً).
خرج الرسول صلى الله عليه وسلم ومعه ثلاثون ألف مقاتل، ومعهم عشرة آلاف فرس. "زاد المعاد" (3/ 526 - 529).
ولم يتخلف عن النبي صلى الله عليه وسلم في تلك الغزوة ممن يستطيع الجهاد إلا كعب بن مالك وصاحباه.
فإذا انضم إلى هذا العدد النساء والصبيان والعجزة وأهل البوادي والأماكن البعيدة عن المدينة [كمكة والطائف] الذين لم يخرجوا في تلك الغزوة، فلا يبعد أن يتجاوز عدد الصحابة مائة ألفٍ.
وقد وصف جابر بن عبد الله رضي الله عنهما كثرة من حجوا مع النبي صلى الله عليه وسلم حجة الوداع من المدينة فقال: (فَصَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْمَسْجِدِ، ثُمَّ رَكِبَ الْقَصْوَاءَ، حَتَّى إِذَا اسْتَوَتْ بِهِ نَاقَتُهُ عَلَى الْبَيْدَاءِ نَظَرْتُ إِلَى مَدِّ بَصَرِي بَيْنَ يَدَيْهِ مِنْ رَاكِبٍ وَمَاشٍ، وَعَنْ يَمِينِهِ مِثْلَ ذَلِكَ، وَعَنْ يَسَارِهِ مِثْلَ ذَلِكَ، وَمِنْ خَلْفِهِ مِثْلَ ذَلِكَ) رواه مسلم (1218).
وهؤلاء هم الذين خرجوا مع النبي صلى الله عليه وسلم من المدينة وما حولها، وقد انضم إليهم بشر كثير من الطريق، ومن أهل مكة وما حولها.
وقد نقل السخاوي كلام أبي زرعة أنهم مائة ألف وأربعة عشر ألفاً، واختاره، بعد أن ذكر أقوالاً أخرى للعلماء في ذلك.
وانظر: "فتح المغيث" (4/ 49 - 54).
فرضي الله عن الصحابة أجمعين، وجعلنا من أتباعهم بإحسان.
والله أعلم.