تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[أبو حازم الكاتب]ــــــــ[24 - 11 - 07, 10:26 ص]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:

الشيخ محمد عامر ياسين وفقني الله وإياك

ما ذكرتَه هو الصواب والسنة فبارك الله فيك، وهذا لا يلزم منه ما فهمه الإخوة ومن لم يقتد بالنبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - في هذه السنة من أهل العلم فغاية ما يقال في حقهم الاعتذار لهم فربما يكون ذلك لسبب ما يعذرون به، ولا يخفى على الجميع أن الزواج مأمور به بالإجماع وهو دائر بين الوجوب والندب وإن كان أكثر أهل العلم على أنه مندوب، وعند التحقيق فإن الزواج قد يجب أحياناً وقد يسن أحياناً بل إن الزواج تمر به الأحكام التكليفية الخمسة، وإن كان الراجح سنيته في حال الاعتدال، وهو سنة النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - التي قال فيها لمن أعرض عن الزواج " وأتزوج النساء فمن رغب عن سنتي فليس مني " متفق عليه.

بل هو سنة الأنبياء جميعاً كما قال تعالى: {ولقد أرسلنا رسلاً من قبلك وجعلنا لهم أزواجاً وذرية}

قال القرطبي: (هذه الآية تدل على الترغيب في النكاح والحض عليه وتنهى عن التبتل وهو ترك النكاح وهذه سنة المرسلين) الجامع لأحكام القرآن (9/ 277)

وقال تعالى مرغباً في النكاح: {فانكحوا ما طاب لكم من النساء} واستدل بها البخاري في صحيحه على هذا في باب الترغيب في النكاح.

وروى البخاري ومسلم عن ابن مسعود 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قال: " يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء "

فهذا ترغيب في النكاح لمن استطاع الباءة ومن لم يستطع أبدله بالصوم والصوم من أجل العبادات فما بالك بالمبدل منه وهو النكاح؟

وروى البخاري عن سعيد بن جبير قال: قال لي ابن عباس هل تزوجت؟ قلت: لا قال: " فتزوج فإن خير هذه الأمة أكثرها نساء "

وروى البخاري ومسلم عن سعد بن أبي وقاص 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - قال: رد رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - على عثمان بن مظعون التبتل ولو أذن له لاختصينا "

ومما يبين عظم النكاح أن الله عز وجل ذكره في كتابه كثيراً آمراً به ومبينا أحكامه وكذا سنة رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - حتى وضع العلماء في مصنفاتهم في الحديث والفقه كتاباً خاصاً بالنكاح فضلا عن المسائل المتعلقة بالنكاح والمبثوثة في الكتب الأخرى كالطهارة والصلاة والصوم والحج والجهاد والعتق والحدود والنفقات والرضاع وغيرها وكذا ما يتبع النكاح كالطلاق والإيلاء والخلع والظهار واللعان والعدد.

كما أن عظم الشيء يظهر في الشروط التي تأتي بها الشريعة من أجله وقد عظم الله شروط النكاح فاشترط له الرضا والمهر والولي والشهود.

قال ابن القيم رحمه الله: (وقال المروذي قال أبو عبدالله _ يعني أحمد بن حنبل _:

ليس العزوبة من أمر الإسلام في شيء النبي تزوج أربع عشرة ومات عن تسع، ولو تزوج بشر بن الحارث لتم أمره ولو ترك الناس النكاح لم يكن غزو ولا حج ولا كذا ولا كذا، وقد كان النبي يصبح وما عندهم شيء ومات عن تسع وكان يختار النكاح ويحث عليه ونهى عن التبتل فمن رغب عن سنة النبي فهو على غير الحق ويعقوب في حزنه قد تزوج وولد له والنبي قال: " حبب إلي النساء "

قلت له: فإن إبراهيم بن أدهم يحكى عنه أنه قال: لروعة صاحب العيال فما قدرت أن أتم الحديث حتى صاح بي وقال: وقعت في بنيات الطريق أنظر ما كان عليه محمد وأصحابه ثم قال بكاء الصبي بين يدي أبيه يطلب منه الخبز أفضل من كذا وكذا أين يلحق المتعبد العزب انتهى كلامه) روضة المحبين ونزهة المشتاقين (ص 215)

كما أنه ينبغي أن يعلم أن حب النساء والرغبة فيهن هو من كمال الإنسان وتمام الرجولة والفحولة؛ إذ عدم الرغبة فيهن قد يكون لمرض أو غيره، وإنما يعظم أجر المؤمن حينما يمنع نفسه عن النساء المحرمات مع وجود الداعي والدافع لذلك امتثالاً لأوامر الله عز وجل.

والله أعلم

ـ[أحمد الصدفي]ــــــــ[24 - 11 - 07, 11:33 ص]ـ

توضيح

معذرة يا إخواني الكرام بالنسبة للكلمة التي خرجة مني فو الله لم أقلها استهزأ بالشيخ أبداً كيف به وهو شيخي فقد كنت أحضر عنده بعض الدروس

وإني لأعلم بأن الشيخ أعلم مني بسنة النبي صلى الله عليه وسلم

الكلمة خرجة مني في محمل الاستغراب فقلت إن كان رغب عن ذلك فهدي نبينا خير وأحب إلينا

فإن الأخ قال

فقال له الشيخ: أنه بفضل الله تعالى لو أن أجمل امرأة تكشفت أمامه فإنها لا تساوي عنده هذه ورفع شيئاً من الأرض.

أقول حتى لو كان الأمر كما قال فهدي النبي أحب

لأني فهمت من الأخ أنه جاء بها على محمل الاقتداء بالشيخ في هذا العمل

وهذا خطأ فأردة بيان هذا الأمر

وإني لأعلم أن الشيخ خير مني وإني لا أتجرأ أن أتكلم عليه بسوء لأن الله تعالى يقول من عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب

ونحسب الشيخ والله حسيبه من هؤلاء

واتقوا الله في أخوكم هداكم الله ولا تحملوا الكلام إلا على أحسن المحامل فإنكم مسائلون يوم القيامة

وجزى الله الأخ الزواوي خير الجزاء على ذبه عن عرض أخيه

أستغفر الله العظيم وأتوب إليه

جزاك الله خيرا أخي الكريم محمد على هذا البيان والتوضيح، و أنا أعتذر إن كنت قد وجدت علي، وجزى الله الشيخ أباحازم خيرا.

وأود إلى أن أنبه إلى أن فئاما من الناس ممن افترشوا عرض شيخنا الحبيب، ودأبوا في الوقيعة فيه، قد فرحوا بهذا الأمر، فقائل يقول: هو صوفي، وقائل يقول: جاهل بالسنة، وصاروا يهمزون الشيخ بذلك في مجالسهم، بل قد وصل الأمر ببعضهم إلى الوقوع في عرض الشيخ .....

ولهذا السبب كتبت ما كتبت، فالذي فهمته من ظاهر اقتباسك ثم قولك (غريبه الشيخ ماتزوج بعد، خير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم) أن الشيخ يعارض عن هدي النبي صلى الله عليه وسلم بهدي غيره.

فعذرا أخي الكريم مرة أخرى، فوالله لقد خفت أن يقال لي يوم القيامة: تُكلِّم في عالم من علماء المسلمين وأنت حاضر، فلم تحرك ساكنا!!!

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير