تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[((فبطن الأرض خير من ظاهرها)) ابن القيم]

ـ[الصحبة الصالحة]ــــــــ[13 - 04 - 06, 01:30 ص]ـ

هناك كلام لابن القيم حول الذنوب والمعاصي وانتشار الفساد ذكر في نهاية كلامه ((فبطن الأرض خير من ظاهرها)

أين أجد هذا الكلام في كتبه؟

ـ[سليمان التويجري]ــــــــ[14 - 04 - 06, 12:20 ص]ـ

قال الإمام ابن القيم - رحمه الله تعالى - في كتابه النفيس (الفوائد، ص 48 - 49): (ياليت قومي يعلمون! .. تلمَّح القوم الوجود ففهموا المقصود فأجمعوا الرحيل قبل الرحيل، وشمروا للسير في سواء السبيل، فالناس مشتغلون بالفضلات وهم في قطع الفلوات، وعصافير الهوى في وثاق الشبكة ينتظرون الذبح .. وقع ثعلبان في شبكة فقال أحدهما للآخر: أين الملتقى بعد هذا؟!، فقال: بعد يومين في الدباغة؛ تالله ما كانت الأيام إلا مناماً فليستيقظوا وقد حصلوا على الظفر!، ما مضى من الدنيا أحلام وما بقى منها أماني والوقت ضائع بينهما، كيف يَسْلم من له زوجة لا ترحمه وولد لا يعذره وجار لا يأمنه وصاحب لا ينصحه وشريك لا ينصفه وعدو لا ينام عن معاداته ونفس أمارة بالسوء ودنيا متزينة وهوى مرد وشهوة غالبة له وغضب قاهر وشيطان مزين وضعف مستول عليه؟!، فإن تولاه الله وجذبه اليه انقهرت له هذه كلها، وإن تخلى عنه ووكله الى نفسه اجتمعت عليه فكانت الهلكة!.

لمَّا أعرض الناس عن تحكيم الكتاب والسنة والمحاكمة إليهما واعتقدوا عدم الاكتفاء بهما وعدلوا إلى الآراء والقياس والاستحسان وأقوال الشيوخ عرض لهم من ذلك فساد في فطرهم وظلمة فى قلوبهم وكدر فى أفهامهم ومَحْق فى عقولهم، وعمَّتهم هذه الأمور، وغلبت عليهم حتى ربي فيها الصغير وهرم عليها الكبير فلم يروها منكراً، فجاءتهم دولة أخرى قامت فيها البدع مقام السنن، والنفس مقام العقل، والهوى مقام الرشد، والظلال مقام الهدى، والمنكر مقام المعروف، والجهل مقام العلم، والرياء مقام الإخلاص، والباطل مقام الحق، والكذب مقام الصدق، والمداهنة مقام النصيحة، والظلم مقام العدل، فصارت الدولة والغلبة لهذه الأمور .. وأهلها هم المشار اليهم، وكانت قبل ذلك لأضدادها، وكان أهلها هم المشار اليهم، فإذا رأيت دولةً هذه الأمور قد أقبلت وراياتها قد نصبت وجيوشها قد ركبت فبطن الأرض واللهِ خير من ظهرها، وقلل الجبال خير من السهول، ومخالطة الوحش أسلم من مخالطة الناس .. اقشعرت الأرض، وأظلمت السماء، وظهر الفساد في البر والبحر من ظُلم الفجرة، وذهبت البركات، وقلَّت الخيرات، وهزلت الوحوش، وتكدرت الحياة من فسق الظلمة، وبكي ضوء النهار وظلمة الليل من الأعمال الخبيثة والأفعال الفظيعة، وشكا الكرام الكاتبون والمعقبات إلى ربهم من كثرة الفواحش وغلبة المنكرات والقبايح؛ وهذا واللهِ منذرٌ بسيل عذابٍ قد انعقد غمامه، ومؤذن بليل بلاءٍ قد ادلهم ظلامه، فاعزلوا عن طريق هذا السبيل بتوبة نصوح ما دامت التوبة ممكنة وبابها مفتوح، وكأنكم بالباب وقد أغلق، وبالرَّهن وقد غلق، وبالجناح وقد علق، [وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ]) انتهى.

ـ[الصحبة الصالحة]ــــــــ[14 - 04 - 06, 06:45 م]ـ

أسأل الله أن يكتب لك الأجر والمثوبةفي الدنيا والآخرة

ـ[سليمان التويجري]ــــــــ[15 - 04 - 06, 02:31 ص]ـ

وإياك أخي الكريم / الصحبة الصالحة.

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير