1 - موقفه من نزول المسيح عليه السلام لا يختلف عن موقف الإصلاحيين، وقد أشرت إلى فداحة خطئهم في الصفحات الماضية.
2 - أما الأحاديث التي قالها الرسول صلي الله عليه وسلم بصفته البشرية ـ على حد زعم الترابي ومن سبقه إلى مثل هذا القول ـ فالعبرة فيها بكمال النهاية لا بنقص البداية، وكمال النهاية في حديث تأبير النخل قوله صلي الله عليه وسلم:
" أنتم أعلم بأمر دنياكم "، ويكون هذا الحديث ناسخاً للحديث الأول.
وقال شيخ الإسلام ابن تيميه رحمه الله:
" الأنبياء صلوات الله عليهم معصومون فيما يخبرون به عن الله تعالى وفي تبليغ رسالاته باتفاق الأمة. وأما العصمة في غير ما يتعلق بالتبليغ فللناس فيه نزاع: والقول الذي عليه جمهور الناس ـ وهو الموافق للمنقول عن السلف ـ إثبات العصمة من الإقرار على الخطأ والذنوب مطلقاً "
والمشكلة عند أصحاب هذا الرأي أنهم يعدون كل حديث يخالف أهواءهم من الأحاديث التي قالها صلي الله عليه وسلم بصفته البشرية.
3 - لا أدري كيف تكون شروط الاجتهاد غير منضبطة عند علماء الأصول، وتكون شروط الدكتوراه والماجستير منضبطة في الولايات المتحدة الأمريكية؟!
إن الذين يعرفون جامعات الولايات المتحدة يعلمون أن شهادات معظمها مزورة، ولم تعد مقبولة حتى في بعض الدول المتخلفة
4 - قال الترابي عن الشوكاني رحمه الله:
" فكتاب الشوكاني دليل لنا رغم أنه شيعي زيدي "، وجوابنا على ذلك: كان الشوكاني زيدياً، ثم اعتنق مذهب أهل السنة، وتخلي عن مذهب الزيدية وعاش بقية عمره في صراع مع بني قومه، وكتابه الذي فات المحاضر ذكر اسمه هو نيل الأوطار وهو من كتب أهل السنة ومراجعهم المهمة.
ومن جهة أخرى فهناك بون شاسع بين الزيدية، والاثني عشرية الأمامية التي يدين بها زعيم الثورة الإيرانية [آية الله الخميني]، ولا أدري كيف اختلطت الأمور على الدكتور الترابي ووقع بمثل هذا الخطأ المؤسف؟!
5 - زعم الترابي أن السنة والشيعة يتفقون على 95 % من أصول الإسلام وفروعه ... ليته أخبرنا كيف توصل إلى هذه الإحصائية التي تشبه إلى حد كبير نتائج انتخابات الرؤساء العسكريين في دول العالم الثالث!!
ويبدو أن حسن الترابي ـ هداه الله ـ سمع ذكر هذه النسبة من دعاة التضليل الشيعة الذين يسمون أنفسهم دعاة التقريب بين المذاهب، أو أن الأمور التبست عليه فظن أنه ليس هناك من فروق تستحق الذكر بين الزيدية والإمامية الاثني عشرية.
وكان من أبسط الواجبات عليه قبل أن ينتهي إلى هذه النتائج المؤسفة أن يعود إلى أمهات الكتب الشيعة الأمامية الإثني عشرية أمثال:
الكافي للكليني، وفصل الخطاب في إثبات تحريف كتاب رب الأرباب للطبرسي، و وسائل الشيعة للحر العاملي، وروضات الجنات في أحوال العلماء والسادات للموسوي الخونساري، وتفسير الصافي للكاشاني، والخصال للصدوق، وتنقيح المقال للمامقاني، والاستبصار فيما اختلف من الأخبار للطوسي.
ومن أهم كتبهم الحديثة: المراجعات للمدعو عبد الحسين شرف الدين، وعقائد الإمامية للدكتور محمد رضا مظفر، وواقع الشيعة لمحمد المهدي الشيرازي، و أبو هريرة لعبد الحسين شرف الدين.
بل من أبسط الواجبات على المحاضر أن يعود إلى كتب زعيم الثورة الإيرانية الخميني ومن أشهرها: تحرير الوسيلة، والحكومة الإسلامية. لو عاد المحاضر إلى هذه المراجع المهمة عند الشيعة الإمامية لعلم علم اليقين أننا نختلف معهم اختلافاً لا لقاء بعده. ومن أهم الأمور التي نختلف معهم فيها:
- القرآن الكريم: فهم يعتقدون أن لهم قرآنا غير قرآننا يسمى مصحف فاطمة، وليس فيه من قرآننا حرف واحد
- السنة: فالرافضة لا يؤمنون بصحة أي حديث عند أهل السنة ولو كان متواتراً إلا إذا رواه أئمتهم. وليس أئمتهم من آل البيت وإنما من الآيات والمراجع الذين أشربوا حب الكذب وأسموه تقية.
- يعتقد الرافضة كفر أصحاب رسول الله صلي الله عليه وسلم إلا خمسة أو سبعة
- يؤمن الرافضة بعصمة أئمتهم الإثني عشر من الخطأ والزلل ... ومثل هذا الاعتقاد يتعارض مع المفاهيم الديمقراطية التي ينادي يها الترابي ويزعم أنها مفاهيم إسلامية!
¥