تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وأخذت تصدر عنه فتاوى وتصريحات تخرج عن الأدب مع الرسول صلى الله عليه وسلم ومع سنته الصحيحة، من ذلك حديث الذبابة الذي رواه مسلم فقد قال: لو أخبرني طبيب كافر بأن الذبابة ليس في أحد جناحيها داء وفي الآخر شفاء لصدقت هذا الطبيب الكافر وتركت حديث النبي صلي الله عليه وسلم، وأجاز أن يستمر زواج المسلمة من غير المسلم مع أن الله تعالى يقول: (ولا تمسكوا بعصم الكوافر) [الممتحنة]، فمن كانت مسلمة متزوجة غير مسلم أمر الله بتركها إياه وأمر المسلمين بالتعويض له عما فقد من زوجة مسلمة فارقته.

وفي إجابته على أسئلة مجلة (دير شبيغل) الألمانية حول تطبيق حد السرقة وحد الزنا، قال: إن هذه الاحكام أصبحت تاريخية لا تناسب عصرنا، ولن نقطع يد السارق ولن نعاقب الزاني العقوبة الواردة في القرآن، هذا وقد رد عليه العلماء من السعودية والشام ومن غيرها. وكان يومها الرجل الأول فعلياً في نظام دولة الإنقاذ، وكان الرجل في تنظيم جماعة الإخوان المسلمين في السودان هو وأتباعه، ولقد استطاع أن يكون على رأس الهرم في الجماعة السودانية، وأخذ ينحرف بها عن خط الجماعة حتى فاصله مجموعة من الإخوان على راسهم الأستاذ السيد الصادق عبد الماجد والدكتور الحبر يوسف أستاذ في الجامعة للغة العربية والدكتور عصام البشير.

وتدرج في الأمر حتى حل تنظيم الجماعة الذي كان يترأسه وشكل جبهة عريضة أوسع منه، هي جبهة الميثاق، ثم الجبهة القومية السودانية للإنقاذ وبموجب لوائحها وتنظيماتها ينضم إليها كل سوداني دون النظر إلى دينه، مسلماً كان أو نصرانياً أو وثنياً.

وقام الضابط السوداني عمر البشير في مجموعة من الضباط وكلهم صرحوا بأنهم تلاميذ وأتباع حسن الترابي بانقلاب بمعرفة الترابي وموافقته ضد الديمقراطية التي أيدوها في السودان، وسموها جميعاً ثورة الإنقاذ الوطني، وحكومتها حكومة إنقاذ السودان. وأخيراً شكل مع البشير حزباً وحيداً هو حزب المؤتمر الشعبي الذي انتخب عمر البشير رئيساً له، الأمين العام.

وقد قامت الثورة بزعامة الترابي الفكرية وتوجيهاته بإلغاء جميع الصحف وجميع الأحزاب وتأسيس جبهة الإنقاذ وهي الحكومة الوحيد المسموح به. وقام الترابي بسن دستور جديد للسودان، ولم يعتبر الإسلام المصدر الوحيد للتشريع في السودان، بل فرق بين جنوب السودان وشمال السودان. ونص الدستور على أن من مصادر التشريع في السودان العرف السوداني الجنوبي، وهو عرف وثني وغالبية أهله الساحقة وثنيون وغير مسلمين. والحكم الشرعي أن أحكام الإسلام تطبق على جميع رعايا الدولة. وهناك في الإسلام أحكام تتعلق بالكفار تطبق عليهم، وأحكام تتعلق بالمسلمين وتطبق عليهم، ونظام الإسلام العام يطبق على الجميع ولا يحكم غير الإسلام أبداً.

وتولى الترابي رئاسة المجلس التشريعي. وسن من مشروعات القوانين. وأتباعه الذين يشكلون الأغلبية في المجلس ما يضيق على رئيس الدولة عمر البشير، وما يوصل الترابي إلى رئاسة الدولة، وهذا ما لا يرضي قائد الثورة البشير، فحصل خلاف بين الترابي والبشير. فالخلاف بينهما كان على السلطة ولم يكن لله ولا لتطبيق شرع الله وأحكامه، فأصدر البشير كرئيس للدولة حل المجلس وأبعد الترابي عن كل المسؤوليات هو وأتباعه.

وقد شكل الترابي حزباً جديداً سماه حزب المؤتمر الوطني الشعبي، وأصبح هذا الحزب معارضاً للبشير وحكومته. وقد قام الترابي في يوم الثلاثاء الموافق: 20/ 2/2001 م بتوقيع مذكرة تفاهم مع قائد المتمردين جون قرن الذي كان الترابي يطلق عليه قائد المتمردين، وعدو الإسلام والمسلمين، ويعبئ الشباب على الجهاد لقتاله وقتال جيشه، وقدم السودان مئات الشهداء من هذا الشباب المجاهد، ولا يزال القتال مستمراً في جنوب السودان بين أتباع قرنق الكفار وبين الشباب السوداني المسلم المجاهد.

علماً بأن مذكرة التفاهم بين الكافر قرنق وحزب الترابي كانت ضد حكم البشير والتعاون لإسقاط حكمه.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير