[المخدرات وأثرها على الفرد والمجتمع]
ـ[ابو سند محمد]ــــــــ[15 - 04 - 06, 08:36 م]ـ
[المخدرات وأثرها على الفرد والمجتمع]
المقدمة
الحمد لله الذي نزّل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا، والْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجَا حمدا كثيرا دائما ما تتابع الليل والنهار، كلّما حمد الله جل وعلا الحامدون، وكلّما غفل عن حمده سبحانه الغافلون
وأشهد أنْ لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنّ محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا إلى يوم الدين
أما بعد
فإن نعم الله علينا كثيرة قال الله تعالى في كتابه العزيز ?وَإِن تَعُدّواْ نِعْمَةَ اللّهِ لاَ تُحْصُوهَآ إِنّ اللّهَ لَغَفُورٌ رّحِيمٌ?النحل18 , ومن أعظم هذه النعم نعمة العقل , وبالعقل ميز الله عز وجل الإنسان وكرمه على سائر خلقه قال تعالى?وَلَقَدْ كَرّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مّنَ الطّيّبَاتِ وَفَضّلْنَاهُمْ عَلَىَ كَثِيرٍ مّمّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً?الإسراء70] , ففي هذه الآية الكريمة يخبرنا الله تعالى عن تشريفه لبني آدم وتكريمه إياهم في خلقه لهم على أحسن الهيئات وأكملها كقوله تعالى ?لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم?التين،فهو يمشي قائما منتصبا على رجليه ويأكل بيديه، وغيره من الحيوانات يمشي على أربع ويأكل بفمه، وجعل له سمعا وبصرا وفؤادا يفقه بذلك كله وينتفع به ويفرق بين الأشياء ويعرف منافعها وخواصها ومضارها في الأمور الدينية والدنيوية , ولقد أمرنا الله تعالى بشكره على هذه النعم , ومن تمام شكره له المحافظة على ما أنعم الله به عليه.
ومن العجب أن بعض هؤلاء الناس يعبث بما أنعم الله عليه به , كعبثه بصحته , وعقله وذلك بأن يقوم بتناول المخدرات التي تذهب بعقل المرء وتجعله لا يتحكم في تصرفاته , فتجعله كالبهيمة لا يعقل ما يفعل كما تؤدي به إلى تدمير صحته، هذا على النطاق الخاص به , أما على نطاق الأسرة والمجتمع الذي يعيش فيه فهي تؤدي به إلى دمار كبير , وإن قلنا أنها تؤدي إلى دمار أكثر مما تؤدي الحروب من دمار لا نكون قد ضخمنا الأمر.
إن للمخدرات أسباب تؤدي إلى انتشارها في المجتمع فوجب على المجتمع بجميع فئاته التصدي لهذه الآفة الفتاكة , وفي هذا البحث سوف تجد أن شاء الله تعالى أسباب تعاطي المخدرات وخاصة بين الشباب و سوف تجد باب لطرق مكافحتها , وغيرها من المباحث التي سوف تكون إن شاء الله تعالى عونا لكل من أراد أن يساهم في نزع هذه العادة السيئة عن مجتمعنا , هذا المجتمع الذي لا يرضي بمثل هذه العادات , لا من الناحية الدينية , ولا من الناحية الاجتماعية , ولا الناحية الأخلاقية , فنحن بحمد الله تعالى مجتمع مسلم , والإسلام لا يرضي للمسلم هذه العادة التي تضرهَ , قال الله تعالى ?لاَ تَقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيماً? , وقال سبحانه وتعالى ?وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ? , وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ?لا ضرر ولا ضرار? , فوجب على المسلم أن لا يفعل الشئ الذي فيه ضرر به أو ضرر على من حوله , وإذا نظرنا إلى هذه الآفة وجدناها تؤدي بالضرر إلى من تعاطاها ومن حوله , وهو بذلك مخالف لقول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم , كما أن فيها من إسراف المال الشئ الكثير , ولقد قال الله تعالى ?إِنّ الْمُبَذّرِينَ كَانُوَاْ إِخْوَانَ الشّيَاطِينِ وَكَانَ الشّيْطَانُ لِرَبّهِ كَفُوراً?الإسراء 27, كما أن مجتمعنا الذي نعيش فيه مجتمع يحترم فيه الصغير الكبير , ويوقر فيه الابن والديه , والجار يحترم فيه جاره , والصديق يساعد صديقه , فهذه الآفة الخبيثة إذا دخلت مثل هذا المجتمع سوف تهدم كل هذه القيم التي ورثناها عن إباءنا وهم ورثوها عن أجدادنا , فتؤدي بالتالي إلي تدمير هذا المجتمع , ونزع كل هذه القيم.
¥