تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

فإذا ما كانت تربية الابن من الأساس صالحة فإنه من المستبعد أن يخرج ذلك الابن على غير ذلك , فعليه يجب أن يكون الأبوان على قدر من الأخلاق والسلوك الحسن حتى يكونا قدوة له , وكما قيل:الأم مدرسة إذا أعددتها أعددت شعبا طيب الأعراق.

2) استغلال الوقت

فالفراغ كما قلنا في المبحث الأول من أسباب الوقوع في الرذائل , وقد قرر علماء النفس والتربية في الغرب أن فراغ الشباب يعد واحدا من أكبر أسباب الجرائم فيها. وأجمعوا على أن الشاب إذا اختلى بنفسه أوقات فراغه وردت عليه الأفكار والهواجس، والأهواء، فلا يجد نفسه الأمارة إلا وقد تحركت وهاجت أمام هذه الموجة من التخيلات والأهواء والهواجس، فيتحرك لتحقيق خيالاته مما يحمله على الوقوع في كثير مما هو محظور. وعلاج هذه المشكلة إن يسعى الشباب في تحصيل عمل يناسبه من قراءة أو تجارة أو كتابة أو غيرها مما يحول بينه و بين هذا الفراغ و يستوجب أن يكون عضوا سليما عاملا في مجتمعه لنفسه و لغيره.

3) الرفقة الحسنة , و البيئة المحيطة بالشباب

فقد قررنا سابقا أن كلا من الرفقة السيئة والبيئة المحيطة بالشخص لها التأثير المباشر عليه فهي إما أن تكون له أو تكون عليه وخير من مثل ذلك هو رسولنا الكريم في الحديث السابق الذكر وهو قوله صلى الله عليه وسلم ?مثل الجليس الصالح والسوء، كحامل المسك ونافخ الكير، فحامل المسك: إما أن يحذيك، وإما أن تبتاع منه، وإما أن تجد منه ريحا طيبة، ونافخ الكير: إما أن يحرق ثيابك، وإما أن تجد ريحا خبيثة?متفق عليه , فمثل صلى الله عليه وسلم الجليس الصالح بحامل المسك , والرفيق السوء بنافخ الكير , ثم بين صلي الله عليه وسلم عاقبة كل من رفقة الاثنين , فالأول أقل شيء تجده منه هو الريح الطيبة , والثاني أقل ما تجده منه أن يحرقك أو يحرق ثوبك , فوجب على الإنسان أن يتحرى الصديق الصالح ويبتعد عن الجليس السوء.

4) الإعلام

إن للإعلام تأثيرا سلبيا على عقول الناس جميعًا كبيرهم وصغيرهم وقد تنوع الإعلام بين مرئي ومسموع ومقروء كلها تقصف العقول قصفا فلهذا وجب على المختصين أن يكافحوه بنشر كل ما هو من شأنه توعية المواطن , بحيث يكون همه الوحيد هو نشر كل ما هو مفيد , والتحذير من كل ما هو مشين فبهذا يمكننا القضاء على كل ما هو مخالف لعاداتنا الإسلامية والأخلاقية.

الخاتمة

إن المخدرات آفة يتجاوز خطرها الشباب ليهدد مصير البلاد , وإذا كنا لا نريد الشطط في الخيال والتصور بأن إغراق بلادنا بالمخدرات وراءه مخطط لتدميرنا ويجعلنا دول عاجزة عن العمل والعطاء.

إن التقدم ليس تكنولوجيا فقط بل بشباب قادر على بناء الوطن فقد أظهر العديد من الدراسات والأبحاث أن معظم الدول العربية يرتفع فيها معدل حالات التعاطي رغم شدة القوانين التي تعاقب التهريب والتعاطي , ومع ذلك فالظاهرة تتفاقم لماذا؟

لابد أن هناك أسباب تم تجاهلها ألا وهي الظروف الاجتماعية المعاصرة التي تسهل الطريق للسقوط في التعاطي والإدمان ومن هذه الظروف وأهمها هي تلك الظروف الاجتماعية التي تربط الفرد مع الأسرة والقبيلة والمجتمع , إن تدهور العلاقات الاجتماعية داخل الأسرة سبب في انحراف الكثير من الشباب , وعليه فالواجب علينا مراعاة تلك الظروف ومحاولة علاجها لكي نقضي على تلك الآفة.

ان الوازع الديني الذي يفتقده كثير من شبابنا وسبب ذلك من الأسرة أولا ثم من المجتمع ثانيا هو من أهم أسباب تفكك الأسرة ومن ثم ينتج شباب غير قادر على تحمل المسئوليات تجاه دينه ووطنه ومجتمعه الذي يعيش فيه.

ان الحل لهذه المشكلة هي الرجوع إلى دين الله عز وجل الذي ارتضاه الله لنا , به وحده يمكننا ان نعود كما كنا امة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر.

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير