تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[دور طلبة العلم في الدعوة إلى الله]

ـ[عبد اللطيف الحسيني]ــــــــ[22 - 04 - 06, 03:18 م]ـ

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وآله وصحبه ومن والاه، ثم أما بعد،

ظواهر كثيرة تعج بها الساحة الإسلامية في العالم، منها الايجابي المثمر، ويقابله السلبي غير المجدي. من هذه الظواهر ظاهرة انصراف كثير من طلبة العلم المجيدين عن الدعوة إلى الله بحجة التركيز والتعمق في التخصصات الشرعية المختلفة، بل قد يذهب بعضهم إلى الاستدلال بأن العلم لا يبذل إلا لأهله، وغير ذلك من الاستدلالات التي لا تسمن ولا تغني من جوع. وقد تخفي بعض هذه الحجج البراقة نوعا من الكبر والتعالي والاستقواء بالعلم.

وكأن العلم وجد ليحبس في الصدور أو ليطرح للمدارسة مع العلماء. مع أن أقل طلبة العلم اجتهادا يعرف أن العلم يبذل للأحوج فالأحوج، فمدارسة أركان الصلاة مع الأقران من طلبة العلم مفيدة، وخير منها بلا جدال ولا مثنوية تعليم الجاهل ما تصح به صلاته. فإن لم يكن هذا حظ النفس فلا أدري ما هو؟!!

أما الظاهرة الأخرى فهي تصدر من بضاعته في العلم كاسدة للدعوة، وكثيرا ما يكون ذلك سدا للثغرة التي تركها طلبة العلم. ومن يتصدر للدعوة في عرف الناس لا بد أن يكون "شيخا" فيبدأ الناس بسؤاله واستفتائه، فإن كان صاحب بصيرة وتقوى امتنع عن الإجابة ورد الأمر إلى أهله اي إلى العلماء وطلبة العلم، فكيف إذا كان أهله غائبون؟ وعن نصح الناس منشغلون. وقد يغلب على الداعية حب الشهرة، والحياء من قول لا أدري، فيقع في دائرة الفتيا بغير علم، فيخطىء، ثم يخطىء، ثم يستكبر فيصر على الخطأ، وهكذا تكبر الفجوة بين العلماء والدعاة، وينحرف العوام عن الحق.

فهل طلبة العلم أبرياء من هذا التقصير؟ أم ماذا؟

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير