تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

تلحنني فأقصر فقال إنما لحن هشيم وكان لحانة لأن السداد بالفتح القصد في الدنيا والسبيل وبالكسر البلغة وكل ما سددت به شيئا فهو سداد يعني بكسر السين ومنه قول العرجي

أضاعوني وأي فتى أضاعوا @@@ ليوم كريهة وسداد ثغر

فأمر له بجائزة جزيلة (203)

2 - فقيه العصر والإمام الكبير والجليل الخطير أبو عبد الله محمد بن إدريس الشافعي المطلبي بمصر وله أربع وخمسون سنة أخذ عن مالك ومسلم بن خالد الزنجي وطبقتهما وكان مولده بغزة ونقل إلى مكة وله سنتان قال المزني ما رأيت أحسن وجها من الشافعي إذا قبض على لحيته لا تفضل عن قبضته وقال الزعفراني كان خفيف العارضين يخضب بالحناء وكان حاذقا بالرمي يصيب تسعة من العشرة وقال الشافعي استعملت اللبان سنة الحفظ فأعقبي صب الدم سنة قال يونس بن عبد الأعلى لو جمعت أمة لوسعهم وقال اسحق بن راهويه لقيني أحمد بن حنبل بمكة فقال تعال حتى أريك رجلا لم تر عيناك مثله قال فأقامني على الشافعي وقال أبو ثور الفقيه ما رأيت مثل الشافعي ولا رأى مثل نفسه وقال الشافعي سميت ببغداد ناصر الحديث وقال أبو داود ما أعلم للشافعي حديثا خطأ وقال الشافعي ما شيء أبغض إلى من الكلام وأهله قاله في العبر

ولد الشافعي سنة خمسين ومائة بغزة أو بعسقلان أو اليمن أو اليمن أو مني أقوال ونشأ بمكة وحفظ القرآن وهو ابن سبع سنين والموطأ وهو ابن عشر وتفقه على مسلم بن خالد الزنجي مفتي مكة وأذن له في الإفتاء وعمره خمس عشرة سنة ثم لازم مالكا بالمدينة وقدم بغداد سنة خمس وتسعين فاجتمع عليه علماؤها وأخذوا عنه وأقام بها حولين وصنف بها كتابه القديم ثم عاد إلى مكة ثم خرج إلى بغداد سنة ثمان وتسعين فأقام بها شهرا ثم خرج إلى مصر وصنف به كتبه الجديدة

كالأم والأمالي الكبرى والإملاء الصغير ومختصر البويطي ومختصر المزني ومختصر الربيع والرسالة والسنن قال ابن زولاق صنف الشافعي نحوا من مائتي جزء ولم يزل بها ناشراً للعلم ملازما للاشتغال إلى أن أصابته ضربة شديدة فمرض بسببها أياما ثم مات يوم الجمعة سلخ رجب سنة أربع ومائتين قال ابن عبد الحكم لما حملت أم الشافعي به رأت كأن المشتري خرج من فرجها حتى انقض بمصر ثم وقع في كل بلد منه شظية فتأوله أصحاب الرؤيا أنه يخرج عالم يخص علمه أهل مصر ثم يتفق في سائر البلدان وقال الإمام أحمد أن الله تعالى يقيض للناس في كل رأس مائة سنة من يعلمهم السنن وينفى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم الكذب فنظرنا فإذا في رأس المائة عمر بن عبد العزيز وفي رأس المائتين الشافعي وقال ابن الربيع كان الشافعي يفتي وله خمس عشرة سنة وكان يحيى الليل إلى أن مات وقال أبو ثور كتب عبد الرحمن بن مهدي إلى الشافعي أن يضع له كتابا فيه معاني القرآن ويجمع مقبول الأخبار فيه وحجة الإجماع وبيان الناسخ والمنسوخ من القرآن والسنة فوضع له كتاب الرسالة قال الأسنوي الشافعي أول من صنف في أصول الفقه بإجماع وأول من قرر ناسخ الحديث من منسوخه وأول من صنف في أبواب كثيرة من الفقه معروفة (204)

3 - أشهب بن عبد العزيز أبو عمرو العامري صاحب مالك وله أربع وستون سنة وكان ذا مال وحشمة وجلالة قال الشافعي ما أخرجت مصر أفقه من أشهب لولا طيش فيه وكان محمد بن عبد الله بن عبد الحكم أشهب يفضل أشهب على ابن القاسم قال ابن عبد الحكم سمعت أشهب يدعوه على الشافعي بالموت فبلغ ذلك الشافعي فقال

تمنى رجال أن أموت وأن أمت @@@ فتلك طريق لست فيها بأوحد

فقل للذي يبغي خلاف الذي مضى @@@ تزود لأخرى مثلها فكأن قد (204)

4 - الإمام أبو داود الطيالسي واسمه سليمان بن داود البصري الحافظ صاحب المسند كان يسرد من حفظه ثلاثين ألف حديث قال الفلاس ما رأيت أحفظ منه وقال عبد الرحمن بن مهدي هو أصدق الناس قال في العبر قلت كتب عن ألف شيخ منهم ابن عون وطبقته وقال ابن ناصر الدين الحافظ الكبير من الحفاظ المكثرين قيل غلط في أحاديث رواها من لفظه وأتى في ذلك من قبل اتكاله على حفظه قال عمر بن شبة كتبوا عن أبي داود من حفظه أربعين ألف حديث وقيل أنه أكل حب البلاذر لأجل الحفظ والفهم فأحدث له جذاماً وبرصاً (204)

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير