7 - جاء سيل بمكة حتى بلغ الماء الحجر والباب وهدم أكثر من ألف دار ومات نحو من ألف إنسان (208)
8 - وفي سنة عشر ومائتين تزوج المأمون بوران بنت الحسن بن سهل بواسط وكان عرساً لم يسمع بمثله في الدنيا نثر فيه على الهاشميين والقواد والوجوه بنادق مسك فيها رقاع متضمنة لضياع وجوار ودواب ومن وقع في حجره بندقة ملك ما فيها وأقام أبوها الجيش كله بضعة عشر يوماً فكتب له المأمون بخراج فارس والأهواز سنة ودخل عليها في الليلة الثالثة من وصوله فلما قعد عندها نثرت جدتها ألف درة فقال لها سلي حوائجك فقالت الرضى عن إبراهيم بن المهدي ففعل ولما أصبح جلس للناس فقال له أحمد بن يوسف الكاتب باليمن والبركة وشدة الحركة والظفر في المعركة فقال يعرض بحيضها
فارسٌ ماضٍ بحربته @@@ صادقاً بالطعن في الظلم
رامَ أن يدمي فريسته @@@ فاتقته من دمٍ بدمِ (210)
9 - عبد الملك بن هشام البصري النحوي صاحب المغازي هذب السيرة ونقلها عن البكائي صاحب ابن إسحاق وكان أديبا إخباريا نسابة سكن مصر (218)
10 - التقى الأفشين والخرمية لعنهم الله وهزمهم ونجا بابك فلم يزل الأفشين يتحيل عليه حتى أسره وقد عاث هذا الملعون وأفسد البلاد والعباد وامتدت أيامه نيفا وعشرين سنة وأراد أن يقيم ملة المجوس بطبرستان واستولى على أذربيجان وغيرها وفي أيامه ظهر المازيار القائم بملة المجوس بطبرستان (222)
11 - أتى المعتصم ببابك الخرمي قال ابن الجوزي في الشذور أنبأنا محمد بن عبد الباقي أنبأنا على بن المحسن عن أبيه أن أخا بابك الخرمي قال له لما دخل على المعتصم بابك أنك قد عملت ما لم يعمل أحد فاصبر الآن صبرا لم يصبره أحد فقال له سترى صبري فأمر المعتصم بقطع أيدهما بحضرته فبدأ ببابك فقطعت يمينه فأخذ الدم فمسح به وجهه وقال لئلا يرى في وجهي صفرة فيظن أني جزعت من الموت ثم قطعت أربعته وضربت عنقه وقذف في النار وفعل ذلك بأخيه فما فيهما من صاح (223)
12 - توفي الأمير إبراهيم بن المهدي بن محمد المنصور العباسي الأسود ولذلك ولضخامته يقال له التنين ويقال له ابن شكله وهي أمه وكان أديبا فصيحا شاعرا محسنا رأسا في معرفة الغناء وأنواعه ولي إمرة دمشق لأخيه الرشيد وبويع بالخلافة ببغداد ولقب المبارك (224)
13 - وفي ذي الحجة توفي الواثق بالله أبو جعفر وقيل أبو القاسم هارون بن المعتصم محمد بن الرشيد بن المهدي العباسي عن بضع وثلاثين سنة وكانت أيامه خمس سنين وأشهرا ولي بعهد من أبيه وكان أديبا شاعرا أبيض تعلوه صفرة حسن اللحية في عينيه نكتة دخل في القول بخلق القرآن وامتحن الناس وقوي عزمه ابن أبي دؤاد القاضي ولما احتضر ألصق خده بالأرض وجعل يقول يا من لا يزول ملكه ارحم من قد زال ملكه واستخلف بعده أخوه المتوكل فأظهر السنة ورفع المحنة
وكان سبب موته أن طبيبه ميخائيل عبر عليه ذات يوم فقال له يا ميخائيل ابغ لي دواء للباه فقال يا أمير المؤمنين خف الله في نفسك النكاح يهد البدن فقال لا بد من ذلك فقال إذا كان ولا بد فعليك بلحم السبع اغله بالخل سبع غليات وخذ منه ثلاثة دراهم على الشراب وإياك أن
تكثر منه تقع في الإستقساء ففعل الواثق ذلك وأخذ منه فأكثر لمحبته في الجماع فاستسقى بطنه فأجمع الأطباء أن لا دواء له إلا أن يسجر له تنور بحطب الزيتون وإذا ملى ء جمرا نحى ما في جوفه وألقى فيه على ظهره ويجعل تحته وفوقه الأشياء الرطبة ويودع فيه ثلاث ساعات وإذا طلب ماء لم يسق فأن سقى كان تلفه فيه فأمر الواثق فصنع به كذلك وأخرج من التنور وهو في رأي العين أنه أحترق فلما أصاب جسمه روح الهواء اشتد عليه فجعل يخور كما يخور الثور ويصيح ردوني إلى التنور فاجتمعت جواريه ووزيره محمد بن الزيات فردوه إلى التنور فلما ردوه إليه سكن صياحه وأخرج ميتا (232)
¥