أردت أن تأكل الفراخ ولا @@@ يأكلك الدهر أكل مضطهد
هذا بعيد من القياس وما @@@ أعزه في الدنو والبعد
لا بارك الله في الطعام إذا @@@ كان هلاك النفوس في المعد
كم دخلت لقمة حشا شرهٍ @@@ فأخرجت روحه من الجسد
ما كان أغناك عن تصعد البرج @@@ ولو كان جنة الخلد
قد كنت في نعمة وفي دعة @@@ من العزيز المهيمن الصمد
تأكل من فأر بيتنا رغدا @@@ وأين بالشاكرين للرغد (318)
4 - أبو بكر محمد بن الحسن بن دريد بن عتاهية الأزدي البصري اللغوي العلامة صاحب التصانيف أخذ عن الرياشي وأبى حاتم السجستاني وابن أخي الأصمعي وعاش ثمانيا وتسعين سنة قال أحمد بن يوسف الأزرق ما رأيت احفظ من ابن دريد ما رأيته قرى ء عليه ديوان إلا وهو يسابق في قراءته وقال الدارقطني تكلموا فيه وقال ابن خلكان إمام عصره في اللغة والآداب والشعر الفائق قال المسعودي في كتاب مروج الذهب في حقه كان ابن دريد ببغداد ممن برع في زماننا هذا في الشعر وانتهى في اللغة لم يوجد مثله في فهم كتب المتقدمين وقام مقام الخليل بن أحمد فيها وكان يذهب بالشعر كل مذهب فطورا يجزل وطورا يرق وشعره أكثر من أن نحصيه
وكان من تقدم من العلماء يقول إن ابن دريد أعلم الشعراء وأشعر العلماء ومن مليح شعره قوله
عزراء لو جلت الخدور شعاعها @@@ للشمس عند شروقها لم تشرق
غصن على دعص تأود فوقه @@@ قمر تألق تحت ليل مطبق
لو قيل للحسن احتكم لم يعدها @@@ أو قيل خاطب غيرها لم ينطق
فكأننا من فرعها في مغرب @@@ وكأننا من وجهها في مشرق
كانت فيهتف بالعيون ضياؤها @@@ الويل حل بمقلة لم تطبق
وكانت ولادته بالبصرة في سكة صالح سنة ثلاث وعشرين ومائتين ونشأ بها وتعلم فيها وسكن عمان وأقام بها ثنتي عشرة سنة ثم عاد إلى البصرة وسكنها زمانا ثم خرج إلى نواحي فارس وصحب ابني ميكال وكانا يومئذ على عمالة فارس وعمل لهما كتاب الجمهرة وقلداه ديوان فارس فكانت تصدر كتب فارس عن رأيه ولا ينفذ أمر إلا بعد توقيعه فأفاد معهما اموالا عظيمة وكان لا يمسك درهما سخاء وكرما ومدحهما بقصيدته المقصورة فوصلاه بعشرة آلاف درهم ثم انتقل إلى بغداد وعرف الإمام المقتدر بالله خبره ومكانه بالعلم فأمر أن يجري عليه خمسون دينارا في كل شهر ولم تزل جارية عليه إلى حين وفاته وكان واسع الرواية لم ير أحفظ منه وسئل عنه الدارقطني أثفة هو أم لا فقال تكلموا فيه وقيل إنه كان يتسامح في الرواية فيسند إلى كل واحد ما يخطر له وقال أبو منصور الأزهري البغوي دخلت عليه فرأيته سكران فلم أعد إليه وقال ابن شاهين كنا ندخل عليه فنستحي من العيدان المعلقة والشراب المصفى وذكر أن سائلا سأله شيئا فلم يكن عنده غيردن من نبيذ فوهبه له فأنكر عليه أحد غلمانه وقال تتصدق بالنبيذ فقال لم يكن عندي شيء سواه ثم أهدى له بعد ذلك عشر دنان من النبيذ فقال لغلامه أخرجنا دنا فجاءنا عشرة وينسب إليه من هذه الأمور شيء كثير وعرض له فالج فسقى التريان فشفى ثم عاوده الفالج بعد حول لغداء ضار تناوله فبطل من محزمه إلى قديمة وكان مع هذا الحال ثابت العقل صحيح الذهن يرد فيما يسأل ردا صحيحاً
وتوفي يوم الأربعاء لثنتي عشرة ليلة بقيت من شعبان ودريد بضم الدال المهملة وفتح الراء وسكون الياء المثناة من تحتها وبعدها دال مهملة وهو تصغير ادرد والادرد الذي ليس فيه سن وهو تصغير ترخيم لحذف الهمزة من أوله كما تقول في تصغير أسود سويد وأزهر زهير (321)
5 - أبو علي محمد بن علي بن حسن بن مقلة الكاتب صاحب الخط المنسوب وقد وزر للخلفاء غير مرة ثم قطع يده ولسانه وسجن حتى هلك وله ستون سنة
ورثى يده فمن ذلك قوله
ما سئمت الحياة لكن توثقت @@@ بأيمانهم فبانت يمينى
بعت ديني لهم بدنياي حتى @@@ حرموني دنياهم بعد ديني
ولقد حطت ما أستطعت بجهدي @@@ حفظ أرواحهم فما حفظوني
ليس بعد اليمين لذة عيش @@@ ياحياتي بانت يميني فبيني
ومن شعره أيضا
وإذا رأيت فتى بأعلى رتبة @@@ في شامخ من عزه المترفع
قالت لي النفس العروف بقدرها@@@ ما كان أولاني بهذا الموضع
وله
إذا مامات بعضك فابك بعضا @@@ فإن البعض من بعض قريب
وهو أول من نقل هذه الطريقة من خط الكوفيين إلى هذه الصورة
¥