تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

خرجنا لنستسقي بفضل دعائه @@@ وقد كان هدب الفيم أن يبلغ الأرضا

فلما ابتدا يدعو تقشعت السما @@@ فما تم إلا والغمام قد انفضا

ومن المنسوب إليه أيضا

قل للمليحة في الخمار المذهب @@@ أفسدت نسك أخي التقي المترهب

نور الخمار ونور خدك تحته @@@ عجبا لوجهك كيف لم يتلهب

وجمعت بين المذهبين فلم يكن @@@ للحسن عن ذهبيهما من مذهب

فإذا أتت عيني لتسرق نظرة @@@ قال الشعاع لها اذهبي لا تذهبي (384)

23 - ابن حجاج الأديب أبو عبد الله الحسين بن أحمد بن محمد بن جعفر ابن الحجاج البغدادي الشيعي المحتسب الشاعر المشهور ذو المجون والخلاعة والسخف في شعره كان فرد زمانه في فنه فإنه لم يسبق إلى تلك الطريقة مع عذوبة ألفاظه وسلامة شعره من التكلف ويقال أنه في الشعر في درجة امرئ القيس وأنه لم يكن بينهما مثلهما لأن كل واحد منهما مخترع طريقة وله ديوان كبير يبلغ عشر مجلدات الغالب عليه الهزل والمجون والهجو والرفث وكان شيعيا غاليا

وتوفي يوم الثلاثاء سابع عشرى جمادى الآخرة بالنيل وحمل إلى بغداد ودفن عنه مشهد موسى بن جعفر رضي الله عنه وكان أوصى أن يدفن عند رجليه ويكتب على قبره وكلبهم باسط ذراعيه بالوصيد ورآه بعد موته بعض أصحابه في المنام فسأله عن حاله فأنشد

أفسد سوء مذهبي @@@ في الشعر حسن مذهبي

لم يرض مولاي على @@@ سبي لأصحاب النبي

والنيل التي مات بها على وزن نهر مصر بلدة على الفرات بين بغداد والكوفة خرج منها جماعة من العلماء والأصل فيه نهر حفره الحجاج بن يوسف في هذا المكان آخذ من الفرات وسماه باسم نيل مصر وعليه قرى كثيرة (391)

24 - وكيع الشاعر المتقدم في زمانه على أقرانه ومن شعره

لقد قنعت همتي بالخمول @@@ فصدت عن الرتب العالية

وما جهلت طعم طيب العلا @@@ ولكنها تؤثر العافية

ونظم أبو الفتح االقضاعي المدرس بتربة الشافعي بالقرافة في هذا المعنى فقال

بقدر الصعود يكون الهبوط @@@ فإياك والرتب العالية

وكن بمكان إذا ما سقطت @@@ تقوم ورجلاك في عافية

لكن المتنبي أخذ بعلو همته في نقض ما قالوا فقال

إذا غامرت في شرف مروم @@@ فلا تقنع بما دون النجوم

فطعم الموت في أمر حقير @@@كطعم الموت في أمر عظيم (393)

25 - توفي البديع الهمذاني أبو الفضل أحمد بن الحسين بن يحيى بن سعيد الحافظ المعروف ببديع الزمان صاحب المقامات المشهورة والرسائل الرائقة كان فصيحا مفوها وشاعرا مفلقا روى عن أبي الحسين أحمد بن فارس صاحب المجمل وعن غيره ومن رسائله المال إذا طال مكثه ظهر خبثه وإذا سكن متنه تحرك نتنه وكذلك الضيف يسمج لقاؤه إذا طال ثواؤه ويثقل ظله إذا انتهى محله والسلام ومن رسائله حضرته التى هى كعبة المحتاج لا كعبة الحجاج ومشعر الكرم لا مشعر الحرم ومني الضيف لا مني الخيف وقبلة الصلات لا قبلة الصلاة ومن شعره من جملة قصيدة طويلة

وكاد يحكيك صوب الغيث منسكبا @@@ لو كان طلق المحيا يمطر الذهبا

والدهر لو لم يخفف والشمس لو نطقت @@@ والليث لو لم يصد والبحر لو عذبا

وله كل معنى حسن من نظم ونثر وكانت وفاته بمدينة هراة مسموما وقال الحاكم أبو سعيد عبد الرحمن بن دوست جامع رسائل البديع توفي البديع رحمه الله تعالى يوم الجمعة حادي عشر جمادى الآخرة قال الحاكم المذكور وسمعت الثقات يحكون أنه مات من السكتة وعجل دفنه فأفاق في قبره وسمع صوته بالليل وأنه نبش عنه فوجدوه قد قبض على لحيته ومات من هول القبر.

والحريري به اقتدى في مقاماته وإياه عني بإنشاده

ولو قبل مبكاها بكيت صبابة @@@ بسعدى شفيت النفس قبل التندم

ولكن بكت قبلي فهيج لي البكا @@@ بكاها فقلت الفضل للمتقدم (398)

26 - الببغاء الشاعر المشهور أبو الفرج عبد الواحد بن نصر المخزومي النصيبيني مدح سيف الدولة والكبار ولقبوه بالببغاء لفصاحته وقيل للثغة في لسانه ذكره الثعالبي في يتيمة الدهر وقال هو من أهل نصيبين وبالغ في الثناء عليه وذكر جملة من رسائله ونظمه ومن شعره

يا سادتي هذه روحي تودعكم @@@ إذ كان لا الصبر يسليها ولا الجزع

قد كنت أطمع في روحي الحياة لها @@@ والآن إذ بنتم لم يبق لي طمع

لا عذب الله روحي بالبقاء فما @@@ أظنها بعدكم بالعيش تنتفع

وله أيضا

ومهفهف لما اكتست وجناته @@@ خلع الملاحة طرزت بعذاره

لما انتصرت على أليم جفائه @@@ بالقلب كان القلب من أنصاره

كملت محاسن وجهه فكأنما اقتبس @@@ الهلال النور من أنواره

وإذا ألح القلب في هجرانه @@@ قال الهوى لا بد منه فداره

وله وهو معنى بديع

وكأنما نقشت حوافر خيله @@@ للناظرين أهلة في الجلمد

وكأن طرف الشمس مطروف وقد @@@ جعل الغبار له مكان الأثمد

وأكثر شعر الببغاء جيد ومقاصده فيه جميلة وكان قد خدم سيف الدولة ابن حمدان مدة وبعد وفاته تنقل في البلاد وتوفي يوم السبت سلخ شعبان وقال الخطيب في تاريخه توفي ليلة السبت سابع عشرى شعبان وقال الثعالبي سمعت الأمير أبا الفضل الميكالي يقول عند صدوره من الحج وحصوله ببغداد سنة تسعين وثلثمائة رأيت بها أبا الفرج الببغاء شيخا عالي السن متطاول الأمد قد أخذت الأيام من جسمه وقوته ولم تأخذ من ظرفه وأدبه (398)

27 - وفيها وقيل في التي بعدها أبو الفتح البستي الشاعر المفلق علي بن محمد الكاتب شاعر وقته وأديب ناحيته صاحب الطريقة الأنيقة في التجنيس الأنيس البديع التأسيس فمن ألفاظه البديعة قوله من أصلح فاسده أرغم حاسده من أطاع غضبه أضاع أدبه عادات السادات سادات العادات من سعادة جدك وقوفك عند حدك الرشوة رشاء الحاجات أجمل الناس من كان للأخوان مولى الفهم شجاع العقل المنية تضحك الأمنية حد العفاف الرضا بالكفاف (400)

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير