13 - عُيّن ابن النسوي لشرطة بغداد فاتفقت الكلمة من السنة والشيعة انه متى ولي نزحوا عن البلد ووقع الصلح بهذا السبب بين الفريقين وصار أهل الكرخ يترحمون على الصحابة وصلوا في مساجد السنة وخرجوا كلهم إلى زيارة المشاهد وتحابوا وتواددوا وهذا شيء لم يعهد من دهر (442)
14 - وفيها كما قال في العبر في صفر زال الأنس بين السنة والشيعة وعادوا إلى أشد ما كانوا عليه وأحكموا الرافضة سوق الكرخ وكتبوا على الأبراج محمد وعلى خير البشر فمن رضى فقد شكر ومن أبى فقد كفر واضطرمت الفتنة وأخذت ثياب الناس في الطرق وغلقت الأسواق واجتمع للسنة جمع لم ير مثله وهجموا دار الخلافة فوعدوا بالخير وثار أهل الكرخ والتقى الجمعان وقتل جماعة ونبشت عدة قبور للشيعة مثل العونى والناسى والجذوعى وطرحوا النيران في التراب وتم على الرافضة خزى عظيم فعمدوا إلى خان الحنفية فأحرقوه وقتلوا مدرسهم أبا سعد السرخسي رحمه الله (443)
15 - أبو القاسم عبد الواحد بن علي بن برهان العكبري النحوي صاحب التصانيف قال الخطيب كان مضطلعا بعلوم كثيرة منها النحو واللغة والنسب وأيام العرب والمتقدمين وله أنس شديد بعلم الحديث وقال ابن ماكولا سمع من ابن بطة وذهب بموته علم العربية من بغداد وكان أحد من يعرف الأنساب لم أر مثله وكان فقيها حنفيا أخذ علم الكلام عن أبي الحسين البصري وتقدم فيه وقال ابن الأثير له اختيار في الفقه وكان يمشي في الأسواق مكشوف الرأس ولا يقبل من أحد شيئا مات في جمادي الآخرة وقد جاوز الثمانين وكان يميل إلى أرجاء المعتزلة ويعتقد أن الكفار لا يخلدون في النار (456)
16 - أبو القاسم القشيري عبد الكريم بن هوازن النيسابوري الصوفي الزاهد شيخ خراسان وأستاذ الجماعة ومصنف الرسالة توفي في ربيع الآخر وله تسعون سنة روى عن أبي الحسين الخفاف وأبي نعيم وطائفة قال أبو سعد السمعاني لم ير أبو القسم مثل نفسه في كماله وبراعته جمع بين الشريعة والحقيقة رحمه الله
وقال السخاوي عبد الكريم بن هوازن بن عبد الملك ابن طلحة بن محمد القشيري أبو القسم المفسر المحدث الفقيه الشافعي المتكلم الأصولي الأديب النحوي الكاتب الشاعر الصوفي لسان عصره وسيد وقته سيد لم ير مثل نفسه في كماله وبراعته جمع بين علمي الشريعة والحقيقة وصنف التفسير الكبير قبل العشر والاربعمائة وخرج في رفقه إلى الحج فيها الإمام أبو محمد الجويني وأحمد بن الحسين البيهقي الأمام وكان أملح خلق الله وأظرفهم شمائل ولد سنة ست وسبعين وثلثمائة في ربيع الأول وتوفي في صبيحة يوم الأحد قبل طلوع الشمس سادس عشر ربيع الآخر ودفن في المدرسة بجانب شيخه أبي علي الدقاق
قال السبكي ومن تصانيفه التفسير الكبير وهو من أجود التفاسير وأوضحها والرسالة المشهورة المباركة التي قل ما تكون في بيت وينكب والتحبير في التذكير وأدب الصوفية ولطائف الاشارات و كتاب الجواهر وعيون الأجوبة في أصول الأسئلة و كتاب المناجاه وكتاب نكت أولى النهى و كتاب أحكام السماع (465)
17 - وكان ولده (ولد أبي القاسم القشيري) أبو نصر عبد الرحيم إماما كبيرا أشبه أباه في علومه ومجالسه
ثم واظب درس إمام الحرمين أبى المعالي حتى وصل طريقه في المذهب والخلاف ثم خرج للجم فوصل إلى بغداد وعقد بها مجلس وعظ وحصل له قبول عظيم وحضر الشيخ أبو اسحق الشيرازي مجلسه وأطبق علماء بغداد أنهم لم يروا مثله وجرى له مع الحنابلة خصام بسبب الاعتقاد لأنه تعصب للاشاعرة وانتهى الأمر إلى فتنة قتل فيها جماعة من الفريقين وتوفي بنيسابور ضحوة نهار الجمعة سابع عشرى جمادى الآخرة سنة أربع عشرة وخمسمائة ودفن بالمشهد المعروف بهم والقشيري بالضم والفتح نسبة إلى قشير بن كعب قبيلة كبيرة (465)
18 - البكري أبو بكر المقرئ الواعظ م دعاة الأشعرية وفد على نظام الملك بخراسان فنفق عليه وكتب له سجلا أن يجلس بجوامع بغداد فقدم وجلس ووعظ ونال من الحنابلة سبا وتكفيرا ونالوا منه ولم تطل مدته (476)
ـ[علي بن حسين فقيهي]ــــــــ[08 - 01 - 08, 05:14 م]ـ
2 - الفوائد الفقهية
¥