1 - أبو رماد الرمادي شاعر الأندلس يوسف بن هرون القرطبي الكندي الأديب أخذ عن أبي علي القالي وغيره وكان فقيرا معدما ومنهم من يلقبه بأبي حنيش قال الحميدي في كتاب جذوة المقتبس أظن أحد آبائه كان من أهل رمادة موضع بالمغرب وهو شاعر قرطبي كثير الشعر سريع القول مشهور عند الخاصة والعامة هنالك لسلوكه في فنون كثيرة من المنظوم مسالك نفق عند الكل حتى كان كثير من شيوخ الأدب في وقته يقولون فتح الشعر بكندة وختم بكندة يعنون امرأ القيس ويوسف بن هرون والمتنبي وكانا متعاصرين وصنف كتابا في الطير وسجن مدة ومدح أبا إسماعيل القالي عند دخوله الأندلس في سنة ثلاثين وثلثمائة بقصيدة طنانة منها
من حاكم بيني وبين عذولي @@@الشجو شجوي والعويل عويلي
أي جارحة أصون معذبي @@@ سلمت من التعذيب والتنكيل
إن قلت في بصري فثم مدامعي @@@ أو قلت في كبدي فثم غليلي
وثلاث شيباتٍ نزلن بمفرقي @@@ فعلمت أن نزولهن رحيلي
طلعت ثلاث في نزول ثلاثة @@@ واشِ ووجه مراقب وثقيل
فعزلنني عن صبوتي فلئن ذللت @@@ لقد سمعت بذلة المعزول (403)
2 - أبو نصر بن نباتة التميمي السعدي عبد العزيز بن عمر بن محمد بن أحمد ابن نباتة بن حميد بن نباتة بن الحجاج بن مطر بن خالد بن عمرو بن رباح بن سعد كان شاعرا مجيدا جمع بين حسن السبك وجودة المعنى وكان يعاب يعاب بكبر فيه طاف البلاد ومدح الملوك والوزراء والرؤساء وله في سيف الدولة غرر القصائد ونخب المدائح وكان قد أعطاه فرسا أدهم أغر محجلا فكتب إليه
يا أيها الملك الذي أخلاقه @@@ من خلقه ورواؤه من رأيه
قد جاء بالطرف الذي أهديته @@@ هاديه يعقد أرضه بسمائه
أولاية أوليتها فبعثته @@@ رمحا سبيب العرف عقد لوائه
نحتل منه على أغر محجل @@@ ماء الدجنة قطرة من مائه
وكأنما لطم الصباح جبينه @@@ فاقتص منه فخاض في أحشائه
متمهلا والبرق في أسمائه @@@ متبرقعا والحسن من أكفائه
ما كانت النيران يكمن جرها @@@ لو كان للنيران بعض ذكائه
لا تغلق الألحاظ في إعطافه @@@ إلا إذا كفكفت من غلوائه
لا يكمل الطرف المحاسن كلها @@@ حتى يكون الطرف من اسرائه
ومعظم شعره جيد وله ديوان كبير وجرى له مع ابن العميد أشياء تقدم ذكر شيء منها في ترجمته وتوفي يوم الأحد بعد طلوع الشمس ثالث شوال ودفن في مقبرة الخيزران ببغداد
وقال أبو الحسن محمد بن نصر البغدادي عدت ابن نباتة في اليوم الذي توفي فيه فأنشدني
متع لحاظك من خل تودعه @@@ فما أخالك بعد اليوم بالوادي
وودعته وانصرفت فأخبرت في طريقي أنه توفي وقال أبو علي محمد بن وشاح سمعت ابن نباتة يقول كنت يوما قائلا في دهليزي فدق على الباب فقلت من فقال رجل من أهل الشرق فقلت ما حاجتك فقال أنت القائل
ومن لم يمت بالسيف مات بغيره @@@ تنوعت الأسباب والداء واحد
فقلت نعم فقال أرويه عنك فقلت نعم فمضى فلما كان آخر النهار دق على الباب فقلت من فقال رجل من أهل تاهرت من المغرب فقلت ما حاجتك فقال أنت القائل ومن لم يمت بالسيف البيت فقلت نعم وعجبت كيف وصل شعري إلى الشرق والغرب
(405)
3 - الشريف الرضي نقيب العلويين أبو الحسن محمد بن الحسين بن موسى بن محمد الحسيني الموسوي البغدادي الشيعي الشاعر المفلق الذي يقال أنه أشعر قريش ولد سنة تسع وخمسين وثلثمائة وابتدأ بنظم الشعر وله عشر سنين وكان مفرط الذكاء له ديوان في أربع مجلدات وقيل أنه حضر مجلس أبي سعيد السيرافي فسأله ما علامة النصب في عمر فقال بغض على فعجبوا من حدة ذهنه ومات أبوه في سنة أربعمائة أو بعدها وقد نيف على التسعين وأما أخوه الشريف المرتضى فتأخر (406)
4 - أبو الحسن التهامي علي بن محمد الشاعر له ديوان مشهور دخل مصر بكتب من حسان بن مفرج فظفروا به وقتلوه سرا في جمادى الأولى
وله مرثية في ولده وكان قد مات صغيرا وهي في غاية الحسن ولم يمنعني من الإتيان بها إلا أن الناس يقولون هي محذورة فتركتها ولكن من جملتها بيتان في الحساد ومعناهما غريب
إني لأرحم حاسدي لحرّ ما@@@ ضمت صدورهم من الأوغار
نظروا صنيع الله بي فعيونهم @@@ في جنة وقلوبهم في نار
ومنها في ذم الدنيا الدنيا
جبلت على كدر وأنت تريدها @@@ صفوا من الأقذاء والأكدار
ومكلف الأيام ضد طباعها @@@ متطلب في الماء جذوة نار
وإذا رجوت المستحيل فإنما @@@ تبني الرجاء على شفير هار
ومنها
¥