جاورت أعدائي وجاور ربه @@@ شتان بين جواره وجواري
وتلهب الأحشاء شيب مفرقي @@@ هذا الشعاع شواظ تلك النار
وله بيت بديع من قصيدة وهو
وإذا جفاك الدهر وهو أبو الورى @@@ طرا فلا تعتب على أولاده
ورآه بعض أصحابه بعد موته في النوم فقال له ما فعل الله بك قال غفر لي قال بأي الأعمال قال بقولي في مرثية ولدي
جاورت أعدائي وجاور ربه @@@ شتان بين جواره وجواري (416)
5 - أبو العلاء صاعد بن الحسن الربعي البغدادي اللغوي الأديب نزل الأندلس وصنف الكتب وروى عن أبي بكر القطيعي وطائفة قال ابن بشكوال كان يتهم بالكذب وقال ابن خلكان صاعد بن الحسن بن عيسى الربعي البغدادي اللغوي صاحب كتاب الفصوص روى بالمشرق عن أبي سعيد
السيرافي وأبي علي الفارسي وأبي سليمان الخطابي ودخل الأندلس في أيام هشام بن الحكم وولاية المنصور بن عامر في حدود ثمانين وثلثمائة وأصله من بلاد الموصل ودخل بغداد وكان عالما باللغة والأدب والأخبار سريع الجواب حسن الشعر طيب المعاشرة فأكرمه المنصور وزاد في الإحسان إليه والأفضال عليه وكان مع ذلك محسنا للسؤال حاذقا في استخراج الأموال وجمع كتاب الفصوص نحا فيه منحى القالي في أماليه وأثابه عليه خمسة آلاف دينار وكان يتهم بالكذب في نقله فلهذا رفض الناس كتابه ولما دخل مدينة دانية وحضر مجلس الموفق مجاهد بن عبد الله العامري أمين البلد وكان في المجلس أديب يقال له بشار وكان أعمى يا أبا العلاء فقال لبيك فقال ما الجر نفل في كلام العرب فعرف أبو العلاء أنه وضع هذه الكلمة وليس لها أصل في اللغة فقال له بعد أن أطرق ساعة هو الذي يفعل بنساء العميان ولا يفعل بغيرهن ولا يكون الجرنفل جرنفلا حتى لا يتعداهن إلى غيرهن فخجل بشار وضحك من كان حاضرا
(417)
6 - أبو عمر بن دراج أحمد بن محمد بن العاص بن أحمد بن سليمان بن عيسى بن دراج الأندلسي القسطلى بفتح القاف وسكون المهملة وفتح الطاء وتشديد اللام نسبة إلى قسطلة مدينة بالأندلس يقال لها قسطلة دراج الشاعر الكاتب الأديب شاعر الأندلس الذي قال فيه ابن حزم لو لم يكن لنا من فحول الشعراء إلا أحمد بن دراج لما تأخر عن شأو حبيب والمتنبي وكان من كتاب الإنشاء في أيام المنصور بن أبي عامر وقال الثعالبي كان مصقع الأندلس كالمتنبي مصقع الشام ومن نظمه وصف وداعه لزوجته وولده الصغير
ولما تدانت للوداع وقد هفا @@@ بصبري منها أنة وزفير
تناشدني عهد المودة والهوى @@@ وفي المهد مبغوم النداء صغير
عيي بمرجوع الخطاب ولحظه @@@ بموقع أهواء النفوس خبير
تبوأ ممنوع القلوب ومُهدت @@@ له أذرعٌ محفوفة ونحور
فكل مفداة الترائب مرضع @@@ وكل محياة المحاسن ظِيرُ
عصيت شفيع النفس فيه وقادني @@@ رواح لتدآب السُرى وبكور
وطار جناح البين بي وهفت بها @@@ جوانح من ذعر الفراق تطير
لئن ودعت مني غيورا فأنني @@@ على عزمتي من شجوها لغيور
ولو شاهدتني والهواجر تلتظي @@@ علي ورقراق السراب يمور
اسلّطُ حر الهاجرات إذا سطا @@@ على حر وجهي والأصيل هجير
وأستنشق النكباء وهي لوافح @@@ واستوطئ الرمضاء وهي تفور
وللموت في عين الجبان تلون @@@ وللذعر في سمع الجرئ صفير
لبان لها إني من البين جازع @@@ وإني على مض الخطوب صبور
أميرٌ على غول النتايف ماله @@@ إذا ريع إلا المشرفي وزير
ولو بصرت بي والسرى جل عزمتي @@@ وجرسى لجنّان الفلاة سمير
ودارت نجوم القطب حتى كأنها @@@ كؤوس مهاً والى بهن مدير
وقد خليت طرق المجرة إنها @@@ على مفرق الليل البهيم قتير
وثاقب عزمى والظلام مروع @@@ وقد غض أجفان النجوم فتور
لقد أيقنت أن المنى طوع همتي @@@ وإني بعطف العامري جدير (421)
7 - وذكر أبو علي بن شوكة قال اجتمعنا جماعة من الفقهاء فدخلنا على القاضي أبي علي بن أبي موسى الهاشمي فذكرنا له فقرنا وشدة ضرنا فقال لنا اصبروا فإن الله سيرزقكم ويوسع عليكم وأحدثكم في مثل هذا ما تطيب به قلوبكم اذكر سنة من السنين وقد ضاق بي الأمر شيء عظيم حتى بعت رجل دارى (نصفها) ونفذ جميعه ونقضت الطبقة الوسطى من داري وبعت أخشابها وتقوت بثمنها وقعدت في البيت لم أخرج وبقيت سنة فلما كان بعد سنة قالت لي المرأة الباب يدق فقلت افتحي له الباب ففعلت فدخل رجل فسلم علي فلما رأى حالي لم يجلس حتى أنشدني وهو قائم
ليس من شدة تصيبك إلا @@@ سوف تمضي وسوف تكشف كشفا
¥