لا يضق ذرعك الرحيب فان النار @@@ يعلو لهيبها ثم تطفا
قد رأينا من كان أشفى على الهلاك @@@ فوافته نجاته حين أشفى
ثم خرج عني ولم يقعد فتفاءلت بقوله فلم يخرج اليوم حتى جاءني رسول القادر بالله ومعه ثياب ودنانير وبغلة بمركب ثم قال لي أجب أمير المؤمنين وسلم إلي الدنانير والثياب والبغلة فغيرت من حالي ودخلت الحمام وصرت إلى القادر بالله فرد إلي قضاء الكوفة وأعمالها وأثرى حالي أو كما قال (428)
8 - أبو منصور الثعالبي عبد الملك بن محمد بن اسمعيل النيسابوري الأديب الشاعر صاحب التصانيف الاديبة السائرة في الدنيا عاش ثمانين سنة قال ابن بسام صاحب الذخيرة كان في وقته راعي بليغات العلم وجامع أشتات النثر والنظم رأس المؤلفين في زمانه وأمام المصنفين بحكم أقرانه سار ذكره سير المثل وضربت إليه آباط الإبل وطلعت دواوينه في المشارق والمغارب طلوع النجم في الغياهب وتآليفه أشهر مواضع وأبهر مطالع وأكثر راو لها وجامع من أن يستوفيها حد أو وصف أو يوفيها حقوقها نظم أو رصف وذكر له طرفا من النثر وأورد شيئا من نظمه فمن ذلك ما كتبه إلى الأمير أبي الفضل الميكالي
لك في المفاخر معجزات جمة @@@ أبدا لغيرك في الورى لم تجمع
بحران بحر في البلاغة شابه @@@ شعر الوليد وحسن لفظ الأصمعي
كالنور أو كالسحر أو كالبدر أو @@@ كالوشي في برد عليه موشع
شكرا فكم من فقرة لك كالغني @@@ وافي الكريم بعيد فقر مدقع
وإذا تفتق نور شعرك ناضرا @@@ فالحسن بين مرصّع ومضّرع
ارجلت فرسان الكلام ورضت @@@ أفراس البديع وأنت أمجد مبدع
ونقشت في فص الزمان بدائعاً @@@ تُزري بآثار الربيع الممرع
وله من التآليف يتيمة الدهر في محاسن اهل العصر وهو أكبر كتبه وأحسنها وأجمعها وفيها يقول ابن قلاقس
أبيات أشعار اليتيمه @@@ أبكارُ أفكارِ قديمه
ماتوا وعاشت بعدهم @@@فلذاك سميت اليتيمه
وله أيضا كتاب فقه اللغة وسحر البلاغة وسر البراعة وفي كتبه دلالة على كثرة اطلاعه وله أشعار كثيرة وكانت ولادته سنة خمسين وثلثمائة وتوفي في هذه السنة أو التي قبلها ونسبته إلى خياطة جلود الثعالب وعملها قيل له ذلك لانه كان فراء
(430)
9 - أبو العلاء المعري أحمد بن عبد الله بن سليمان التنوخي اللغوي الشاعر صاحب التصانيف المشهورة والزندقة المأثورة والذكاء المفرط والزهد الفلسفي وله ست وثمانون سنة جدر وهو ابن ثلاث سنين فذهب بصره ولعله مات على الإسلام وتاب من كفرياته وزال عنه الشك قاله في العبر وقال ابن خلكان الشاعر اللغوي كان متضلعا من فنون الأدب قرأ النحو واللغة على أبيه بالمعرة وعلى محمد بن عبد الله بن سعد النحوي بحلب وله التصانيف الكثيرة المشهورة واالرسائل المأثورة وله من النظم لزوم مالا يلزم وهو كبير يقع في خمس مجلدات أو ما يقاربها وله سقط الزند أيضا وشرحه بنفسه وسماه ضوء السقط وله كتاب الهمزة والردف أكثر من مائة مجلد وله غير ذلك وأخذ عنه أبو القسم بن المحسن التنوخي والخطيب أبو زكريا التبريزي وغيرهما وكانت ولادته يوم الجمعة عند مغيب الشمس سابع عشرى شهر ربيع الأول سنة ثلاث وستين وثلثمائة بالمعرة وعمى من الجدري أول سنة سبع وستين غشى يمني عينيه بياض وذهبت اليسرى جملة
والمعري نسبة إلى معرة النعمان بلدة صغيرة بالشام بالقرب من حماة وشيزر وهى منسوبة الى النعمان بن بشير الأنصاري رضي الله عنه
قيل ولد أعمى وترك أكل البيض واللبن واللحم وحرم اتلاف الحيوان وكان فاسد العقيدة يظهر الكفر ويزعم أن له باطنا وانه مسلم في الباطن وأشعاره والدالة على كفره كثيرة منها
أتى عيسى فأبطل شرع موسى @@@ وجاء محمد بصلاة خمس
وقالوا لا نبي بعد هذا @@@ فضل القوم بين غد وأمس
ومهما عشت في دنياك هذي @@@ فما يخليك من قمر وشمس
إذا قلت المحال رفعت صوتي @@@ وإن قلت الصحيح أطلت همسي
وقال
تاه النصاري والحنيفة ما اهتدت @@@ ويهود بطرى والمجوسي مضله
قسم الورى قسمين هذا عاقل @@@ لا دين فيه ودين لا عقل له (449)
10 - لما خرج الماوردي من بغداد إلى البصرة أنشد أبيات ابن الأحنف
أقمنا كارهين لها فلما @@@ الفناها خرجنا مكرهينا
وما حب البلاد بنا ولكن @@@ أمر العيش فرقة من هوينا
خرجت أقر ما كانت لعيني @@@ وخلفت الفؤاد بها رهينا
وهو منسوب إلى بيع الماورد (450)
¥