تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

أن يرى شخصاً على حالة ويريد أن ينبهه، أما إذا كانت الحركة لمصلحة الصلاة فإنه يجوز للمصلي أن يتحرك لمصلحة الصلاة مثل أن يرى فرجة في الصف الذي أمامه فيتقدم بخطوات يسيره، ولا بأس في ذلك ولا حرج، لأن النبي e تحرك لمصلحة الصلاة، فإنه رقى المنبر فكبر عليه عليه الصلاة والسلام كما في حديث سهل بن سعد الساعدي في الصحيحين رضي الله عنه وأرضاه، فكبر عليه ثم ركع عليه ثم رفع ثم نزل القهقرى ثم سجد في أصل المنبر، ثم قام إلى الركعة الثانية وطلع على المنبر ثم قال:"إنما صنعت هذا لتأتموا بي ولتعلموا صلاتكم"، فجعل هذا من مصلحة الصلاة، ومتعلقة بالجماعة وتشريعاً للأمة، فإذا كانت هذه الحركات لمصلحة فلا بأس بها، أما ما ورد في السؤال من كونه يخرج المنديل، فالأصل أن المصلي يجوز له أن يبصق أثناء صلاته لورود السنة والأذن بذلك، فقد ثبت في الصحيح عن رسول الله e أنه إذا احتاج المسلم أن يتنخم وهو في صلاته، أن لا يتنخم عن يمينه فيؤذي الذي عن يمينه، ولا يتنخم قبل وجهه ولكن يتنخم تحت قدمه اليسرى، فيبصق ثم يدفن نخامته بقدمه، وهذا حينما كانت المساجد من التراب، ولذلك تختص الرخصة بهذه الأحوال، أما إن كان في مسجد مفروش فإنه لا يتنخم على الفراش، فقد بين النبي e ذنوب أمته وقال:"منها النخامة في المسجد"، فلا يجوز أن يتنخم على الفراش ولكن يتنخم في المنديل، فإذا جاءته النخامة واحتاج أن يخرج المنديل فلا بأس، ولكن ماذا يفعل؟، يدخل يدٍ واحدة إلى جيبه، ويخرج المنديل منديلاً واحداً، لأنه بدل أن يشتغل بيديه يستطيع أن يشتغل بيد واحدة، فيدخل يده في جيبه ويخرج منديلاً واحداً هذه طريقة، والطريقة الثانية أن يأخذ جيبه الأيسر ويسحبه إلى قريب من فمه ويجوز له أن يعطف على جنبه كما يجوز له يعطف على الفراش، فالكل جائز ولا بأس به ولا حرج فيه والله تعالى أعلم.

السؤال الخامس:

يقول السائل: شيخنا الكريم وفقك الله وفتح عليك، ما هي أفضل الطرق لضبط الفقه وهل دراسة متن معين في مذهب معين من المنهجية الصحيحة لدراسة الفقه؟، وجزاك الله خيراً.

الجواب:

أفضل الطرق عاد الله المستعان يا أخوان أشفقوا في السؤال والفتوى، لا يحسب أحد أن كل سؤال يعني همل بالسهل، أفضل طريقة أفضل الضوابط أفضل الأصول أفضل الكتب أفضل التفاسير أفضل كتب الفقه، هذه يحتاج أن تكون قرأت جميع كتب التفاسير، حتى تستطيع أن تشهد أمام الله أن هذا أفضله، وتكون قرأت جميع كتب العقيدة حتى تشهد أمام الله أن هذا أفضله، فإذا سأل أحد عن أفضل كتب العلم قل له كتاب الله وسنة النبي e، إذا سأل عن أفضل كتاب في الحديث قل له صحيح البخاري وصحيح مسلم، لأنها من خيار الأحاديث التي أتفق عليها، فأشفق على من تسأل قل ما هي الطريقة المعتبرة أو كذا أو نحو ذلك، على كل حال الفقه لا بد فيه من منهجية، ونحن ذكرنا غير مرة أن متون الفقهاء هي خلاصة الفقه وزبدة الفقه، المطلوب من طالب العلم ما يلي:

أولاً: قرءاه المتن أكثر من مرة، وضبط شكله فإذا قرأ المتن أكثر من مرة قبل حضور الدرس.

ثانياً: إذا أمكن وجود شرح مختصر ليس فيه إسهاب وتوسع يحضر لقراءة هذا الشرح المختصر، وإلا اقتصر على القراءة والتكرار أكثر من مرة، ولكلما كرر كلما كان ذلك أضبط له في المسائل والأحكام.

الأمر الثالث: إذا حضر في مجلس العلم فالأفضل أن ينصت ويركز، هذا أفضل شيء، أنه لا يشتغل بشيء إلا الإنصات والتركيز، لأن الله ما جعل لرجل من قلبين في جوفه، فينبغي أن يستفرغ همته لأن يسمع وأن يعي، إذا أراد أن يعلق بعض الأشياء فهذا خلاف الأفضل والناس يختلفون، ولكن الأفضل له أن ينصت إنصاتاً كاملاً، ويستوعب ما يقال له.

الأمر الرابع: بعد أن ينتهي من الدرس يرجع إلى بيته ويحرص دائماً بعد مجالس العلم أن لا يشتغل بغير العلم، حتى يستصحب الخير والبركة والنعمة التي كان فيها، فإن الاشتغال باللهو بعد الذكر يذهب كثيراً من الخير، ويكون الإنسان مع الغافلين والساهين، ولذلك شرع الله بعد الصلاة الأذكار التي بين النبي e أنها معقبات لا يخيب قائلهن، وأنها توجب غفران الذنوب وإن كانت مثل زبد البحر، استتماماً للخير واستدامة له، فطالب العلم بعد الدرس يحرص على أنه يرجع ويجلس مع نفسه، أو يجلس مع طالب علم حضر المجلس، وهذه طريقة السلف الصالح رحمهم الله، فيجلس

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير