تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ينبغي على طالب العلم إذا استدل بدليل أن يستدل بدليل واضح بين، الآية نصت على أن الدم المسفوح نجس، وكل ما سفح وخرج بغير ذكاة شرعية قبل حصول الزهوق فإنه محكوم بنجاسته، من ا لآدمي وغيره على حد سواء على ظاهر الآية الكريمة والله تعالى أعلم.

السؤال الثالث:

فضيلة الشيخ هذا سائل يقول: يتوسع بعض الجيران في طلب بعض الأشياء من جيرانهم كطلب الأطعمة والأواني أو غير ذلك من غير ضرورة، هل هذا يدخل في المسألة المذمومة؟، وجزاكم الله خيراً.

الجواب:

سؤال الناس لا شك أنه بلاء، ولذلك قال إبراهيم ابن ادهم وكان من الصالحين الأخيار رحمه الله كان في سفينة وهاج البحر وتلاطمت الأمواج حتى كادوا يهلكوا، فلما نجو قالوا: يا إبراهيم ألم ترى إلى هذه الشدة، فقال رحمه الله: إنما الشدة الحاجة إلى الناس، فالشدة الحقيقية هي أن تحتاج إلى الناس، ولذلك من صان وجهه عن الناس صان الله كرامته، وحفظ له مكانته، فالأفضل للمسلم والمنبغي للمسلم دائماً أن يتحرى العفة عن الناس، والاستغناء بالله Y، ولذلك أخبر النبي e كما في الصحيحين عنه، "أن من استغنى بربه أغناه، وأن من استكفى بالله كفاه، وأن من أفتقر إلى الله أغناه"، كما قال e:" ومن يستغني يغنه الله، ومن يستعفف يعفه الله"، فهذا يدل على أنه ينبغي للمسلم أن يتحرى المعاملة مع الله U، وأن لا يجعل حاجته إلى الناس، خاصة في الكمالات ولذلك قال e:" لا تزال المسألة بالرجل حتى لا تترك في وجهه مُزْعة لحم"، وهذا يدل على خطر سؤال الناس، وإنزال الحاجة بالناس، ومن نزلت به فاقة وحاجة فأنزلها بالناس جعل الله فقره بين عينيه، وما زال يسترسل من بلاء إلى بلاء أو من فاقة إلى ما هو أعظم منها، ومن نزلت به فاقة فأنزلها بالله يوشك أن يتأذن الله له بفرجٍ عاجل، فالمؤمن دائماً يحسن الظن بالله U ولا يتوسع، وإما إذا ابتلي الإنسان بجيران يسألونه هذه الأشياء وهي في الكمالات ماله إلا أن يصبر، يحمد الله U باب من الأجر سخره الله له، مادام يحفظون له متاعه ولا يضيعونه فيعطيهم إياه، فإذا حصلت عنده ضرورة أو حاجة وأنه هو أحوج وأحق فهذا يستثنى، أما الأصل فإنه مهما كان يصبر عليهم ويبعث إليهم ما يحتاجون، لأن الله ذم منع الماعون، وخاصة الجار له حق وقد قال رسول الهدى e:" لا تحقرن جارة لجارتها ولو كفرسن شاة"، وهذا يدل على فضل الإحسان إلى الجيران والله تعالى أعلم.

السؤال الرابع:

فضيلة الشيخ هذا سائل يقول: من شرع في صلاة العصر ثم تذكر أنه لم يصلي الظهر فماذا يفعل؟، وجزاكم الله خيراً.

الجواب:

إذا شرع في صلاة العصر فإنه في هذه الحالة لا يمكنه أن ينتقل إلى الظهر، لأنه لا ينتقل من فريضة إلى فريضة بعد الشروع في إحداها إحدى الفريضتين، السبب في هذا أنه لا تصح صلاة العصر حتى تنويها عصراً مع تكبيرة الإحرام، فإن تأخرت النية إلى ما بعد تكبيرة الإحرام لم تنعقد عصرا، وقد قال e:" إنما الأعمال بالنيات"، فامتنع أن ينتقل إلى الظهر وحينئذٍ يتمها نافلة، وقال بعض المتأخرين وبعض الفقهاء بطلت فريضة لأنه صلاها فريضة وبطلت نافلة ولا تنعقد له لا فريضة ولا نافلة، وهذا ضعيف فالصحيح أنها يتمها نافلة، لأنه يجور الانتقال من الأعلى إلى الأدنى، فإذا تعذرت عليه فريضة عصراً وتذكر أنه لم يصلي الظهر فحين إذاً يتمها نافلة، ثم يقيم ويصلي الظهر ثم يقيم ويصلي العصر، وله أن يسلم منها حتى يصيب الأجر فيما مضى، ثم يكبر وراء الإمام بنية الظهر والإمام يصلي العصر، لأنه يجور اختلاف النيتين إذا اتخذت صورة الصلاتين، فالظهر وراء والعصر والعصر وراء الظهر جائز لأن صورة الصلاتين واحدة، وحينئذٍ لا بأس عليه ولا حرج لأنه يدرك فضيلة الجماعة ويدرك أيضاً إبراء ذمته بفعل ما أوجب الله عليه والله تعالى أعلم.

السؤال الخامس:

فضيلة الشيخ هذا سائل يقول: هل يجوز لي أن أطلب من البائع أن يزيد في الوزن؟، وجزاكم الله خيراً.

الجواب:

هو الأصل أن الميزان يرجح كفة المشتري قليلاً،"زن وأرجح" يعني يجعل رجحاناً قليلاً في كفة المشتري، هذا الأصل الذي ينبغي أن يتحرى فيه لأنه لا يتحقق من وفاء الحق إلا بهذه الزيادة، ولذلك يزيد فإذا زادك وأعطاك يعني زاد الميزان ونزلت الكفة التي لك، ماذا تريد بعد هذا تريده يملأ الميزان ظلمته، يعني تصبح من سؤال الناس أعطاك حقك، فحينئذٍ إذا طلبت الزيادة فتعتبر سؤال يعني مثل الذي يستجدي الناس وهذا لا يليق، إذا أعطاك حقك حمدت الله U وحينئذٍ إذا أردت زيادة تدفع حقها لأن هذه حقوق الناس {وَلاَ تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ}، خاصة إذا أحرجه، بعضهم يأتي للبائع ويقوله أنت بخيل ما تزيد ما شاء الله ما جاء الكرم إلا في الميزان، يعني يضر بالناس وبعض الأحيان يكون هذا البائع وبالمناسبة البائع أمين ووكيل ما يستطيع أن يخون أمانته، وليس باللائق بالمسلم أن يدعوا إلى خيانة الأمانة، فعليك أن تتقى الله إذا زاد ميزانك فاحمد الله U واقنع بما أعطاك الله، فإن الله يبارك لك فيما جاءك وليس بملزم أن يزيد إذا ما أراد أن يزيد فهذا شأنه وقد يكون من الحزم أن لا يزيد، لأنه يخاف أن يفتح هذا الباب وقد يضر بماله ويضر بالأمانة التي عنده، فليس بواجب عليه أن يزيد، نسأل الله العظيم أن يرزقنا العلم النافع والعمل الصالح.

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير