تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

الأمة الإسلامية العالم من المحيط إلى المحيط، وإبّان الخلافة الإسلامية في أوج عظمتها وسعتها قام الفقهاء والأئمة والعلماء والمجتهدون والقضاة والمفتون ما وقفوا يوماً أمام مسألة من المسائل، ولا نازلة من النوازل، من سعة الشريعة ومن هذا العلم الذي تفجر على أيدي هؤلاء العلماء الصلحاء الأتقياء، الذين كانوا أتقى لله وأورع لله فأبقى الله في الأمة حبهم وودهم وإجلالهم، وأبقى علومهم نيرة وأصبحت العلماء تحكي أقولهم فضل من الله لا يستطيع أحد أن يمنعه، وكرم من الله على هؤلاء الأئمة الثقات الذين اختارهم الله لهذه الأمة، رضي الله عنهم وغفر لهم وأعلى منازلهم وجزاهم عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء، فمن خلال هذا الخلاف ومن خلال هذه الروايات ومن خلال هذه الأوجه تفتقت أذهان العلماء وأفهام العلماء، فقعَّدوا وأصّلوا ونظّروا وضبطوا وقدّموا وأخّروا وخصَّصوا وعمَّموا وقيّدوا واطلقوا، واصبحت الشريعة شريعة زاخرة واسعة وهذا كله يدل على سموها وعلوها وكمالها، لأنها نشأت من كمال {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الأِسْلامَ دِيناً}، {وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقاً وَعَدْلاً لا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ}، فهذا كله فخر للمسلم وليس مذمة كما يظن بعض الجهلاء الذين لا يحسنون الفهم، هذا فضل من الله عظيم أن تجد أئمة وضع لهم القبول بين الأمة الإسلامية شرقا ومغرباً يترحمون عليهم ويذكرونهم، وقل أن يمر يوم إلا ولهم من الحسنات ما لا يعلم أجره وثوابه إلا الله وحده لا شريك له، هؤلاء في مقامات عظيمة من الله U، فنسأل الله أن يفتح علينا كما فتح عليهم، وأن يرزقنا من البركة والخير في علومنا وتعليمنا وإفهامنا مثل ما رزقهم ويزيدنا من فضله.

فالشاهد من هذا أن اختلاف الروايات والأقوال فخر للأئمة وفضل، ولكن لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور، هناك من يذم الخلاف، وهذا من جهله ويذم الروايات، يقول لك إمام واحد عنه عشر روايات، كيف اخرج عنها؟، كيف تخرج عنها لأنك جاهل ما تعرف كيف تُقَعِّد وتُأَصِّل أذهب إلى من هو أعلم منك، وارجع إلى كتب العلماء وأنظر كيف درسوا هذه الروايات، وبينوا صحيحها من ضيعفها وبينوا الذي عليه العمل، والذي لا عمل عليه، فالمقصود أن هذا علم مخدوم، وإذا جاء أحد يشكك فيها وهذا فليذهب إلى كتب والعلماء ولينظر، فهذا فخر للأئمة ونعمة من الله U، والله U شرع الخلاف، حينما جاءت النصوص محتملة دل على مشروعية الخلاف، وحينئذ هناك فرق بين الاختلاف داخل الأمة والخلاف خارج الأمة، والخلاف داخل الأمة محمود وليس بمذموم، لأن الله U أورد النصوص محتملة وهذا قرره شيخ الإسلام رحمه الله، والإمام القيم في الأعلام، تكلم كلاماً نفيسا في هذه المسألة في مسألة خلاف العلماء وورود النصوص على الاحتمال والله تعالى أعلم.

السؤال السادس:

فضيلة الشيخ: في يومي الخميس والاثنين وأيام البيض يوضع التمور في المسجد النبوي للصائمين، فهل يجوز لغير الصائمين أن يجلس مع الصائمين ويأكل معهم وكأنه صائم؟، وجزاكم الله خيراً.

الجواب:

لا يجوز أن يستباح هذا الطعام إلا بأذن من صاحبه، يقول لصاحبه لست بصائم وأريد أن آكل لأنه قد يكون وقفاً وقد يكون نذراً أن يطعم الصائمين، قد يكون واجباً، ثانياً إنه إذا جلس مع الصائمين زكى نفسه أنه صائم وهو ليس بصائم، ولذلك لا شك أنه لا يجوز له الجلوس والأكل لأنه ليس بطعام للجميع، وإنما أذن فيه صاحبه للصائمين بدليل تخصيصه ليوم الاثنين ويوم الصيام، وقصده للصائمين دون غيرهم فلا يجوز أكل هذا الطعام إلا بإذن من صاحبه وعلم وإباحة والله تعالى أعلم.

السؤال السابع:

فضيلة الشيخ: هل يجوز الجمع بين غسل الجمعة وغسل الجنابة؟، وجزاكم الله خيراً.

الجواب:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير