يستفيد منه فلم يرفع له رأساً، إياك والكبر عن هؤلاء، فإن الله U عاتب نبيه من فوق سبع سماوات في هؤلاء الضعفاء،"ورب أشعث أغبر ذي طمرين مدفوع عند الأبواب لو أقسم على الله لأبره"، فتتواضع وتحبهم وتجلهم فإن العلم خاصة إذا كنت من طلاب العلم، العلم مبادئ وليس بالأشكال ولا بالصور ولا بالدعاوى العريضة العلم مبادئ، طالب العلم الذي عنده مبادئ يرى أخاه بمعدنه ودينه، فإذا نظر إلى أخيه في الإسلام غريباً عن وطنه وأهله جعله لحمة عينيه وتاج رأسه من المحبة في الله، فيقدره ويجله وكان أبو موسى الأشعري t إذا أتاه طلاب العلم من الآفاق بسط رداءه لهم، وقال: مرحباً بوصايا رسول الله e، لم يتكبر عليهم ولم يتعالى عليهم ولم يشعر بنفسه عليهم فضلا، هكذا ينبغي أن يكون طلاب العلم وهكذا يكون طلاب العلم، فالعلم بالمبادئ فلا تتكبر عليهم ولا تتعالى عليهم ولا تحتقرهم فيرفع الإنسان صوته عليهم ازدراءً وانتقاصاً لهم بل عليه أن يتقي الله U في هؤلاء.
كذلك أيضاً الكبر على عامة الناس من الضعفاء والفقراء "وهل تنصرون إلا بضعفائكم"، يرفع الكبر من القلب بالدعاء تدعوا لله U، مما يذهب الكبر من القلوب كثرة ذكر الموت، وزيارة القبور والنظر في حال أهلها، من الجبابرة والأكاسرة والعظماء الذين أفضوا إلى ما صاروا إليه، ومن الأغنياء والأثرياء اللذين أصبح لحافهم وغطاؤهم الثرى أذلة بين يدي الله Y.
صاح هذى قبورنا تملأ الرحب فأين القبور من عهد عاد
خفف الوطأ ما أظن أديم الأرض إلا من هذه الأجساد
يعتبر الإنسان وينكسر قبله، مما يكسر القلب عن الكبر محبة الأيتام والضعفاء ومباسطتهم ومسح رأس اليتيم والنزول إلى الفقراء اللذين ينصر بهم المسلمون، "وهل تنصرون إلا بضعفائكم كما قال e" مما يذهب الكبر من القلوب محبة الله U، فمن أحب الله U علم أن الله يحب منه أن يتواضع، فيوطأ كنفه ويكون لين الجانب لأولياء الله وعباد الله نسأل العظيم رب العرش الكريم أن ينزع الكبر من قلوبنا وقوالبنا، وأن يرزقنا التواضع لوجهه.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد.
ـ[ابو انس المكي]ــــــــ[28 - 08 - 06, 09:35 ص]ـ
@ @ @ @ @ الأسئلة @ @ @ @ @
السؤال الأول:
فضيلة الشيخ: هل يشترط في مسح الكفين أن يمسحهما ظاهراً وباطناً وأن يخلل بين أصابعه؟، وجزاكم الله خيراً.
الجواب:
بسم الله الحمد لله والصلاة والسلام على خير خلق الله وعلى آله وصحبه ومن والاه. أما بعد.
فالواجب في التيمم أن يمسح ظاهر كفيه،"ففي الصحيح عن رسول الله e أنه مسح ظاهر كفيه"، هذا هو الأصل والواجب والله تعالى أعلم.
السؤال الثاني:
فضيلة الشيخ وفقك الله: جاء في بعض روايات حديث عمار t تقديم الوجه على الكفين، وفي رواية أخرى تقديم الكفين على الوجه، فهل هذا يدل على أن الترتيب ليس بواجب؟، وجزاكم الله خيراً.
الجواب:
الأصل في الروايات "فمسح بهما وجهه وكفيه"، وعلى هذا اعتبر طائفة من العلماء الترتيب، وأنا أميل إلى أنه يراعي الترتيب في التيمم، فيبداء بوجهه ثم بكفيه على الأصل المقرر في طهارة الوضوء، وبينا هناك وجه الإلزام بالترتيب فقد جاءت الواو عاطفة بين أعضاء الوضوء وهي هنا عاطفة بين أعضاء التيمم، ولذلك يقتصر على هذا والروايات الحادثة واحدة والحديث واحد، ولا يقال هنا بأن تعدد الروايات يفيد حل هذا وهذا، لأن الحادثة واحدة وإذا كانت الحادثة واحدة فالقول واحد، ومن هنا يحمل التقديم والتأخير على تصرف الرواة، ويكون الواو هنا لمطلق الجمع الذي لا علاقة له بالترتيب، كقوله عليه الصلاة والسلام "توضأ واغسل ذكرك ثم نم"، المراد اغسل ذكرك ثم توضأ ثم نم، فقال:"توضأ واغسل ذكرك ثم نم"، وهذا معروف في لسان العرب أنه يطلق بها مجموع الأمور ويبقى الترتيب على الأصل، وعلى كل حال الروايات الصحيحة في تقديم الوجه على الكفين والله تعالى أعلم.
السؤال الثالث:
فضيلة الشيخ: رجل أصابه حرق في وجهه فهل يجوز له أن يجرى له عملية تجميل؟، وجزاكم الله خيراً.
الجواب:
¥