تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

كل من أصيب بحادث أو ضرر في بدنه يجوز له أن يعيد العضو إلى طبيعته وأن يجمل العضو، فالعمليات التجميلية بعد الحوادث مشروعة، لأنها ليست من تغيير خلقة الله وإنما هي إعادة للعضو إلى ما كان عليه، وقد قال e:" تداووا عباد الله"، فدل على أن من أصيب بالداء شرع له أن يلتمس سعة الله U ورحمة الله U بالتداوي، وحينئذ من أصيب بالحروق إذا كانت هذه الحروق أحدثت ضرراً في الجلد يعالج هذا الضرر، ثم بعد الانتهاء من علاج هذا الضرر قالوا نعمل لك عملية تجميلية تزيل هذه الحروق والندب الموجود والنتوء والخلل الموجود في البشرة نقول هذا جائز ومشروع، لأنه لم يغير خلقة الله U بل هو على خلقة تامة كاملة سابقاً يجوز له أن يرجع إليها وأن يتعاطى أسباب الرجوع إليها، لكن من خلقه الله على تشوه في خلقته إن كان فيه ضرر مثل ما ذكرنا بالتفصيل في الدرس الماضي شرع له أن يزيلها ضرراً، مثل تشوهات القلب والصمامات هذه عملية تجميلية ضرورية، لأنه لو ما عملت هذه العملية يترتب عليها الموت، أو عملية تجميلية حاجية في اليد بحيث يستطيع أن يحركها، جاءه تشوه بحيث لا يستطيع أن يقبض يده، أن يحرك ساعده، فيجوز له أن يزيل التشوه وأن يعيد الأوتار إلى وضعها، تشوه في المفصل وقال الأطباء يمكن علاجه هذا شيء محتاج إليه، لكن التشوه الذي يأتي في الصورة وفي الخلقة الذي لا ألم معه ولا ضرر معه يخشى على النفس أو على الأعضاء فإنه لا يجوز لأنه من باب تغيير خلقة الله U، وقد بينا الدليل على تحريمه وأنه من كبائر الذنوب، لا يجوز للمريض أن يطلبه ولا يجوز للطبيب والممرض ومساعديه أن يقوموا بالعمل المخالف لشرع الله بتغير هذه الخلقة والله تعالى أعلم.

السؤال الرابع:

فضيلة الشيخ: إعتاد الناس بعد أن يقصروا شعر الرأس أن يأخذ الحلاق أسفل الرأس من الخلف ومن الجانبين بالموسى، فهل هذا من القزع؟، وجزاكم الله خيراً.

الجواب:

تخفيف جوانب الشعر من جهة الأذنين أو من جهة آخر الشعر وتكثيف الشعر في الوسط منهي عنه شرعا، وهو من القزع الذي حرمه الله ورسوله عليه الصلاة والسلام، وكانت اليهود تفعل هذا ونهي عنه لعدم المشابههة، والشريعة نهت عن حلق بعض الشعر وترك البعض، ونهت المسلم أن يجلس بين الشمس والظل، ونهت أن يمشي منتعلاً بقدم وحافياً بأخرى، وهذا كله من العدل الذي قامت عليه السماوات والأرض، أمر الإنسان بالعدل حتى مع نفسه، لأنه إذا حلق بعض الشعر وترك البعض استضرّ الذي تركه في الصيف واستضرّ الذي حلق في الشتاء، ولأنه إذا جلس بين الشمس والظل استضرّ الذي في الظل إذا كان برداً واستضرّ الذي في الشمس إذا كان صيفاً، ولأنه إذا مشى بإحدى رجليه وانتعل بإحداهما دون الأخرى ظلم التي لم تنتعل، وهذا منهج سامي من الشريعة تعلم المسلم العدل حتى مع نفسه، فإذا حلق بعض الشعر وترك البعض فهو شعار الكفار فلا يجوز التشبه بهم.

وثانياً أن في هذا ظلماً كما ذكرنا للذي لم يحلق من الشعر فإما أن يحلقه كله أو يتركه كله، ولذلك لا يجوز الجمع بين الحلق والتقصير في الرأس، إما أن يقصره كله وإما أن يحلقه كله على الأصل الذي قررناه والله تعالى أعلم.

السؤال الخامس:

فضيلة الشيخ: ما نصيحتكم لرجل يريد أن يقبل على الله تعالى بالتوبة النصوح ويجبر التقصير في الماضي، ما نصيحتكم له؟، مع الدعاء له بالثبات وجزاكم الله خيراً.

الجواب:

التوبة والإنابة إلى الله U النعمة التامة والعطية الكاملة من الله U، والفوز المبين الذي لا فوز مثله، {فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ}، حينما يخرج العبد من ولاية الشيطان إلى ولاية الرحمان، ومن معصية الله إلى طاعته، ومن غضبه وسخطه إلى حبه ورحمته، حينما يخرج من الظلمات إلى النور ومن الشقاء إلى السعادة ومن الرذائل إلى قمم الفضائل، تسمو نفسه وتزكو روحه، {قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا @ وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا}، يخرج ولي الله إلى طاعة الله ومحبة الله ومرضاة الله، فمن الناس من إذا فُتحت عليه أبواب الهداية فُتحت على التمام والكمال، فأنطلق إلى ربه مستجيباً منيباً أوّاهاً صالحاً ظاهراً وباطناً مخبتاً إلى الله على أتم الوجوه وأكملها وهذا بخير المنازل عند الله U، ومن أصدق ما يكون ذلك أن يتفرغ لأحب الأعمال إلى الله وأزكاها عند

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير