قال الحافظ:" فيه (أي الحديث) تأكيد وتنبيه على سرعة نفوذها وتأثيرها في الذات .. الفتح (10/ 214)
أسماء العين:
وردت في السنة الصحيحة أسماء أخرى للعين منها النفس، ذكره الإمام النووي في شرح مسلم وابن القيم في الزاد. شرح مسلم (14/ 170)، الزاد (4/ 168)،وسيأتي ذكر الحديث الذي يدل عليه
وكذلك النظرة، ويقال: رجل منظور،وهي عين الجآن، ذكره ابن القيم. الزاد (4/ 164)، وسيأتي ذكر الحديث الذي يدل عليه.
العين في القران الكريم:
أولاً: قال الله تعالى: {وقال يا بني لا تدخلوا من باب واحد وادخلوا من أبواب متفرقة وما أغني عنكم من الله من شيء إن الحكم إلا لله عليه توكلت وعليه فليتوكل المتوكلون}.الآية: 67 سورة يوسف
أي لما عزم اخوة يوسف على الخروج خشي عليهم يعقوب العين؛ فأمرهم ألا يدخلوا مصر من باب واحد، وكانت مصر لها أربعة أبواب؛ وإنما خاف عليهم العين لكونهم أحد عشر رجلا لرجل واحد؛ وكانوا أهل جمال وكمال وبسطة؛ قاله ابن عباس والضحاك وقتادة وغيرهم. تفسير الطبري (8/ 13)، تفسير ابن كثير (2/ 502)، تفسير القرطبي (9/ 148 - 149)
ثانياً: قال الله تعالى: {وإن يكاد الذين كفروا ليزلقونك بأبصارهم لما سمعوا الذكر ويقولون إنه لمجنون}.الآية: 51 سورة القلم.
فقوله تعالى: "ليزلقونك" أي يعتانونك. "بأبصارهم" أخبر بشدة عداوتهم النبي صلى الله عليه وسلم، وأرادوا أن يصيبوه بالعين فنظر إليه قوم من قريش وقالوا: ما رأينا مثله ولا مثل حججه.
قلت – القرطبي -: أقوال المفسرين واللغويين تدل على ما ذكرنا، وأن مرادهم بالنظر إليه قتله. ولا يمنع كراهة الشيء من أن يصاب بالعين عداوة حتى يهلك. وقرأ ابن عباس وابن مسعود والأعمش وأبو وائل ومجاهد "ليزلقونك" أي ليهلكونك.
قال الهروي: أراد ليعتانونك بعيونهم فيزيلونك عن مقامك الذي أقامك الله فيه عداوة لك. وقال ابن عباس: ينفذونك بأبصارهم؛ يقال: زلق السهم وزهق إذا نفذ؛ وهو قول مجاهد. أي ينفذونك من شدة نظرهم. وقال الكلبي: يصرعونك.
وقيل: المعنى أنهم ينظرون إليك بالعداوة حتى كادوا يسقطونك. وهذا كله راجع إلى ما ذكرنا، وأن المعنى الجامع: يصيبونك بالعين. والله أعلم. تفسير الطبري (14/ 46)، تفسير ابن كثير (4/ 436 - 439)،تفسير القرطبي (18/ 165 - 166)
خطر العين في السنة الصحيحة:
بيّن رسول الله صلى الله عليه وسلم في أقواله خطر العين وكبير ضررها فمن ذلك:
العين قوية الضرر سريعة النفوذ: ويدل عليه ما يلي:
1. عن ابن عباس رضي عنهما قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"العين حق و لو كان شيء سابق القدر سبقته العين و إذا استغسلتم فاغسلوا.
رواه مسلم (برقم 2188) ورواه أحمد (برقم 2473)
2. و عن أسماء بنت عميس قالت يا رسول الله إن ولد جعفر تسرع إليهم العين أفأسترقي لهم فقال نعم فإنه لو كان شيء سابق القدر لسبقته العين ".
رواه الترمذي وقال: وهذا حديث حسن صحيح (برقم 2059) ورواه أحمد (برقم 26924) ورواه ابن ماجة (برقم 3510)،وسنده صحيح كما في صحيح الجامع (برقم 5286).
قال النووي:" في الحديث إثبات القدر وصحة أمر العين وأنها قوية الضرر ". شرح مسلم (14/ 174)
قال الحافظ:" إنما جرى الحديث مجرى المبالغة في إثبات العين لا أنه يمكن أن يرد القدر شيء إذ القدر عبارة عن سابق علم الله وهو لا راد لأمره،أشار إلى ذلك القرطبي و حاصله لو فرض أن شيئاً له قوة بحيث يسبق القدر لكان العين لكنها لا تسبق فكيف غيرها؟ الفتح (10/ 214)، النيل (8/ 216)
العين تهد الجبال وتسقط الرجال: ويدل عليه ما يلي:
1. عن ابن عباس مرفوعاً:" العين حق: تستنزل الحالق ".
رواه أحمد (برقم 2473 و 2676)، ورواه الحاكم،وقال الألباني: (حسن) انظر حديث رقم: 4146 في صحيح الجامع. وقوله صلى الله عليه وسلم: (تستنزل الحالق) أي الجبل العالي.
2. عن أبي ذر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" إن العين لتولع بالرجل بإذن الله تعالى حتى يصعد حالقا ثم يتردى منه ".
رواه أحمد (برقم 20960) قال الألباني: (صحيح) انظر حديث رقم: 1681 في صحيح الجامع.
¥