وفي السنة من حديث أبي هريرة: ? صلوا في بيوتكم لا تجعلوها مقابر ?،ومن حديث أبن عمر: ?لا تتخذوها قبورا ?.
واللفظان يدلا ن على أن المقابر هي القبور، لكن الشيخ الألباني لم يرتض هذا الجمع،ورد على من قال: إن الحديثين يدلان على كراهة الصلاة في القبر لا في المقابر-مع أنه هو المعنى المتبادر من ظاهر الحديثين – قال:لأن حديث ابن عمر مخالف لحديث أبي هريرة،فلا يحسن حمله عليه،وعلل ذلك فقال: لأن الصلاة في القبر غير ممكنة عادة،فكيف يحمل كلام الشارع عليه؟ اهـ من (أحكام الجنائز ص.213).
قلت: كلام الشارع متجانس كله، يصدق بعضه بعضا، وليس بين الحديثين مخالفة تمنع من حمل أحدهما على الآخر، فالقبور هي المقابر،والعكس صحيح.لأن لفظة (المقابر) في حديث ابي هريرة جمع (مقبر) اسم مكان من: قبر يقبر المقبر، وليس جمع (مقبرة).انظر (تاج العروس للزبيدي 3/ 478).
وفي صحيح مسلم (1/ 218) عن أبي هريرة رضي الله عنه: ?أن رسول الله صلى الله عليه و سلم خرج إلى المقابر فقال: السلام عليكم دار قوم مؤمنين وإنا إن شاء الله بكم لاحقون ?.
ورواه أحمد أيضا (المسند 2/ 375) وسيأتي التعرض له قريبا فقوله: ?خرج إلى المقابر? لا شك أنه يريد القبور التي في مقبرة البقيع.
أقول:ولأن الصلاة في القبر غير ممكنة عادة كما قرر الشيخ الألباني نفسه فإن المعنى يكون: أن النبي صلى الله عليه و سلم نهى أن نجعل بيوتنا كالقبور كما لو أنها غير ممكنة التعبد. ومما ينبغي أن ننبه إليه،هو أن الشيخ الألباني ليس بحجة في اللغة وفقهها،وهذا لا يقدح في عمله،ولا ينقص من قدره،ولكن لكل فن اهله.
قال ابن قتيبة رحمه الله: المنفرد بفن من الفنون،لا يعاب بالزلل في غيره،وليس على المحدث عيب أن يزل في الإعراب،ولا على الفقيه ان يزل في الشعر،وإنما يجب على كل ذي علم أن يتقن فنه،إذا احتاج الناس إليه وانعقدت إليه الرئاسة به. أهـ (1).
وقد قال أهل اللغة: أن (المقبرة) هي مجتمع القبور،قال الزهاوي:
يسير إلى المقابر كل يوم * أخ منها التراب به يزيد
ويعني بالمقابر القبور.
(1) - ((تأويل مختلف الحديث)، (ص87)
ويشهد له حديث ابن مسعود رضي الله عنه قال:] خرج رسول الله صلى الله عليه و سلم يوما إلى المقابر فاتبعناه،فجاء حتى جلس إلى قبر أمه ... [، وذكر الحديث (1).وقد تقدم حديث أبي هريرة قريبا فتذكره.
ومن العلماء من فرق في (المقبرة) بين فتح الباء وضمها،قال العيني رحمه الله:- (المقبرة) بضم الباء هو المسموع والقياس فتحها.وفي " شرح الهادي ": أن ما جاء على مفعلة بالضم يراد بها أنها موضوعة لذلك ومتخذة له،فإذا قالوا: (المقبرة) –بالفتح- أي مكان الفعل (أي القبر)،وإذا ضموا أرادوا البقعة التي من شأنها أن يقبر فيها.اهـ (2).
قلت:وسواء كانت كلمة (المقبرة) في الحديث، على الاسم أو على الفعل،فإنه لا ينتهض بأي حال لمقاومة الأدلة القوية في جواز الصلاة في المقبرة على المعنيين كليهما!
(1) -رواه ابن ماجة والحاكم مختصرا كما في (الزوائد3/ 58) وعزاه ابن كثير لابن أبي حاتم، قال الهيثمي: حديث حسن، قلت: وله شاهد من حديث زيد ابن الخطاب
(2) - (عون المعبود) للعظيم آبادي (1/ 183)
.... الخ
عطونا رأيكم يا أهل العلم
ـ[أبو نايف]ــــــــ[07 - 12 - 02, 06:53 ص]ـ
إنا لله وإنا إليه راجعون
ـ[عبدالوهاب مهية]ــــــــ[09 - 12 - 02, 06:52 م]ـ
قولك يا أخي أبا نايف: إنا لله و إنا إليه راجعون، لا يشفي عليلا و لا بروي غليلا ... و اعلم أنني أنا صاحب ذلك المبحث و لطالما حدثتني نفسي بطرحه في هذا المنتدى لأنتفع بتعاليق إخواني من أهل العلم و الفضيلة ... و لكن منعني من ذلك أسباب لا حاجة إلى ذكرها ..
فإن كان لك ما تقوله بعلم فاعلم أني ما تركت في سجدة من سجودي هذا الدعاء: اللهم احفظ لي قلبي من الزيغ عن الحق أو الصد عن قبوله ...
ـ[مبارك]ــــــــ[10 - 12 - 02, 12:50 ص]ـ
في هذا الرابط رد مفحم على من جوز الصلاة في المقبرة
http://www.alisteqama.net/cgi-bin/sahat/showflat.pl?Cat=&Board=forum2&Number=8168&page=2&view=collapsed&sb=5&part=
ـ[أبو إسحاق الزيدانى]ــــــــ[10 - 12 - 02, 01:54 ص]ـ
###
ـ[مبارك]ــــــــ[10 - 12 - 02, 04:26 م]ـ
* قال ابن سيده في " المحكم " (6/ 239):
¥