(القول أنا نُكفِّر بالعموم فذلك من بهتان الأعداء الذين يصدون عن هذا الدين، ونقول: سبحانك هذا بهتان عظيم) [الدرر السنية:1/ 100].
(نسبوا إلينا أنواع المفتريات، فكبرت الفتنة، وأجلبوا علينا بخيل الشيطان ورجله، فمنها: إشاعة البهتان بما يستحي العاقل أن يحكيه فضلاً عن أن يغتر به، ومنها: ما ذكرتم أني أكفر جميع الناس الا من اتبعني، وأني أزعم أن أنكحتهم غير صحيحة، فيا عجباً كيف يدخل هذا عقل عاقل، وهل يقول هذا مسلم؟!
إني أبرأ إلى الله من هذا القول الذي ما يصدر إلا من مختل العقل فاقد الإدراك فقاتل الله أهل الأغراض الباطلة) [الدرر السنية:1/ 80].
(أنا أُكفر من عرف دين الرسول عليه الصلاة والسلام ثم بعد ما عرفه سبَّه، ونهى الناس عنه، وعادى من فعله، فهذا الذي أُكفره، وأكثر الأمة ولله الحمد ليسوا كذلك) [الدرر السنية:1/ 73].
المسألة الخامسة: مذهب الخوارج
من الناس من يتهم الشيخ بأنه على مذهب الخوارج المكفِّرين بالمعاصي.
والجواب عن ذلك من كلام الشيخ، قال رحمه الله:
(لا أشهد على أحد من المسلمين بجنة ولا نار إلا من شهد له الرسول، ولكني أرجو للمحسن وأخاف على المسيء، ولا أُكفر أحداً من المسلمين بذنب ولا أخرجه من دائرة الإسلام) [الدرر السنية:1/ 32].
المسألة السادسة: التجسيم
مما يثار عن الشيخ - أيضاً - أنه مجسِّم - أي يُمثل صفات الله بصفات خلقه.
وقد ذكر الشيخ معتقده في هذا الباب وهو بعيد كل البعد عما يلصقه به مخالفوه، إذ يقول:
(من الإيمان بالله: الإيمانُ بما وصف به نفسه في كتابه وعلى لسان رسوله، من غير تحريف ولا تعطيل، بل أعتقد أن الله سبحانه وتعالى ليس كمثله شيء وهو السميع البصير، فلا أنفي عنه ما وصف به نفسه ولا أحرف الكلم عن مواضعه، ولا ألحد في أسمائه وصفاته، ولا أكيف ولا أمثل صفاته تعالى بصفات خلقه، لأنه سبحانه لا سمي له، ولا كفؤ له، ولا ند له، ولا يقاس بخلقه.
فإنه سبحانه أعلم بنفسه وبغيره، وأصدق قيلاً وأحسن حديثاً، فنزه نفسه عما وصف به المخالفون من أهل التكييف والتمثيل، وعما نفاه عنه أهل التحريف والتعطيل، فقال سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ (180) وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ (181) وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ [الصافات:180 - 182]) [الدرر السنية:1/ 29].
(ومعلوم أن التعطيل ضد التجسيم، وهل هذا أعداء لأهل هذا، والحق وسط بينهما) [الدرر السنية:3/ 11].
المسألة السابعة: مخالفة العلماء
بعض الناس يقول: أن الشيخ محمد بن عبد الوهاب قد خالف سائر العلماء فيما دعا إليه، ولم يلتفت إلى قولهم، ولم يعتمد على كتبهم، وإنما خرج بشيء جديد، وأتى بمذهب خامس.
وخير من يبين حقيقة الحال هو الشيخ نفسه، حيث يقول:
(نحن مقلدون الكتاب والسنة وصالح سلف الأمة وما عليه الإعتماد من أقوال الأئمة الأربعة: أبي حنيفة النعمان بن ثابت، ومالك بن أنس، ومحمد بن إدريس، وأحمد بن حنبل رحمهم الله) [مؤلفات الشيخ:5/ 96].
(فإن سمعتم أني أفتيت بشيء خرجت فيه عن إجماع أهل العلم توجه علي القول) [الدرر السنية:1/ 53].
(إن كنتم تزعمون أن أهل العلم على خلاف ما أنا عليه فهذه كتبهم موجودة) [الدرر السنية:2/ 58].
(أنا أخاصم الحنفي بكلام المتأخرين من الحنفية، والمالكي والشافعي والحنبلي فلا أخاصمه بكلام المتأخرين من علماء مذهبه الذين يعتمد عليهم) [الدرر السنية:1/ 82].
(وبالجملة فالذي أنكره: الإعتقاد في غير الله مما لا يجوز لغيره، فإن كنت قلته من عندي فارم به، أو من كتاب لقيته ليس عليه العمل فارم به كذلك، أو نقلته عن أهل مذهبي فارم به، وإن كنت قلته عن أمر الله ورسوله عليه الصلاة والسلام وعما أجمع عليه العلماء في كل مذهب فلا ينبغي لرجل يؤمن بالله واليوم الآخر أن يعرض عنه لأجل أهل زمانه، أو أهل بلده، أو أن أكثر الناس في زمانه أعرضوا عنه) [الدرر السنية:1/ 76].
ـ[بنت ابى اسحاق]ــــــــ[24 - 08 - 06, 07:42 م]ـ
الخاتمة
في الختام هاتان نصيحتان مقدمتان من الشيخ:
أولاهما: لمن يسعى ضد هذه الدعوة وأتباعها، ويؤلب عليها، ويلصق بها أنواع التهم والأباطيل .. لهؤلاء يقول الشيخ:
¥