تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[29 - 08 - 06, 03:33 ص]ـ

وهذا نص الرسالة:

((بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم.

من أبي معاذ طارق بن عوض الله بن محمد.

إلى: فضيلة الشيخ العلامة بكر أبو زيد.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...

وبعد:

أكتب إليكم يا شيخنا الفاضل، مشتكياً إليكم ومحتكماً بخصوص أمر قد ظلمني فيه بعض إخواني ممن تعرفونه - فيما أعلم - معرفة جيدة، ألا وهو الأخ على حسن علي عبد الحميد الحلبي.

ذلك: أني كنت كتبت منذ أربع سنوات تقريباً كتاباً في بيان أباطيل كتاب: " تنبيه المسلم إلى تعدي الألباني على صحيح مسلم " لذلك المدعو: محمود سعيد ممدوح.

وأسميته: " ردع الجاني المتعدي على الألباني " ونشره - بفضل الله تعالى - أخونا عماد صابر المرسي في مكتبته: " مكتبة التربية الإسلامية " بالقاهرة في سنة إحدى عشرة وأربع مئة وألف للهجرة (1411 هـ).

واشتهر كتابي - ولله الحمد - في بلدنا (مصر) وفي كثير من البلدان الإسلامية، وقد كنت ذكرتُ عنوان منزلي في آخر المقدمة (ص 8)، فراسلني كثير من الإخوان من السعودية والجزائر والسودان وغيرها، وهذه الرسائل كلها محفوظة عندي.

ومنذ فترة أرسل إلى من السعودية بعض إخواني الكويتيين بالبريد نسخة من كتاب خرج حديثاً للأخ على حسن عبدالحميد اسمه: " كشف المُعلِم بأباطيل كتاب تنبيه المسلم " - طبع دار الهجرة بالرياض - الطبعة الأولى (1412 هـ).

فلما نظرت فيه، وجدت مؤلفه: الأخ على حسن قد استفاد من كتابي في مواطنَ كثيرٍ من كتابه، بما يدل على أنه اعتمد على كتابي اعتماداً كلياً، أو شبه كلي.

فقد أخذ كثيراً من البحوث التي أودعتها كتابي، فنقلها في كتابه، بعد أن لخصها، وقدم فيها وأخّر، وزينها بالألفاظ الحلوة والعبارات الرشيقة!

ثم لم يشر إلي، ولا إلى كتابي أدنى إشارة، لا في المقدمة، ولا في صلب الكتاب، ولا في الهوامش.

هذا، في الوقت الذي صرح فيه بأسماء لمؤلفين معاصرين، وبأسماء مؤلفات، تارة في " المقدمة " وتارة في صلب الكتاب، وتارة في الهوامش، مع أنه لم يأخذ عنهم في كتابه هذا مثل الذي أخذه من كتابي!!

وليس بيني وبين الأخ على حسن - بحمد الله تعالى - ما يدعوه إلى هذا الفعل، بل بفضل الله تعالى تجمعنا عقيدة سلفية صافية، ومنهج سوي واضح، تكتنفه الأخوة في الإسلام والاحترام المتبادل، وما يقتضيانه من بذل النصح في الله تصحيحاً للمسار، وسلوكاً للجادة.

ولست أعيب على أحد أن يستفيد من كتابي، أو يقتبس منه، لكن الاقتباس مشروط بأداء أمانته، وهو نقله بأمانة منسوباً إلى قائله، دونما غموض أو تدليس أو إخلال كما تفضلتم ببيانه في كتابكم القيم " فقه النوازل " (2/ 25).

وبفضل الله تعالى قد وقفت في كتابه هذا على أدلة تدل دلالة واضحة، لا خفاء فيها، على أنه قد استفاد من كتابي، واعتمد عليه اعتماداً أساسياً.

وهذه الأدلة على قسمين:

القسم الأول: أدلة يقينية (مادية)، تدل على المراد دلالة قطعية، لا يتطرق إليها الشك البتة.

والقسم الثاني: أدلة ظنية، تعتمد على شئ من الملاحظة والمقارنة، وهي كثيرة، وبعضها أقوى من بعض، وهي وإن كانت مفرادتها لا تكفي للجزم بالمراد، إلا أنها - مجتمعة - تكفي للقطع به، لا سيما إذا اقترنت بها تلك الأدلة اليقينية المشار إليها.

وقد رأيت أن أبداً بذكر تلك الأدلة القطعية للدلالة على كثرة المواضع التي أخذها من كتابي، ثم أودعها كتابه، ثم أُتبعها بعد - إن شاء الله تعالى - بالأدلة اليقينية والله الموفق.

الأدلة الظنية

وهي إجمالاً ثلاثة أدلة:

وشواهده كثيرة:

فمنها:

اتهم المعترضُ محمود سعيد في كتابه " تنبيه المسلم " - إتهم الشيخ الألباني بالتفرد بتضعيف رواية " الست ركعات في صلاة الكسوف " التي رواها عبد الملك بن أبي سليمان، ونقل كلاماً للإمام ابن حبان يعارض به صنيع الشيخ الألباني.

فتعقبته، ببيان أن كلام ابن حبان لا يعارضه صنيع الشيخ الألباني، وأثبت له أن هناك جماعة من الإئمة قد سبقوا الشيخ إلى تضعيف هذا الحديث.

فقلت (ص 308):

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير