تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

{وقد سبق الشيخ الألباني - حفظه الله تعالى - إلى ماحققه في هذا الحديث أئمة كبار فمنهم: الإمام الشافعي والإمام أحمد والإمام البخاري، والإمام البيهقي (أنظر سننه 3/ 326،328،329) وكذا ابن عبد البر (أنظر " التمهيد " 3/ 306 - 307) والإمام ابن تيمية والإمام ابن القيم (انظر " زاد المعاد " 1/ 452 - 456) فهل يكون متعدياً من وافق هؤلاء الكبار، أم الأمر كما قيل: " رمتني بدائها وانسلت "؟!} انتهى كلامه.

فجاء الأخ على حسن، فتعقب المعترض بمثل ما تعقبته به، وتكلم على كلام ابن حبان، بمثل كلامي، ثم قال (ص 126):

{إن عدداً من أهل العلم قد أعد هذا الحديث، وأستشكل ذكر " الست " فيه، مثل الأمام الشافعي، والأمام البخاري، والإمام أحمد، والأمام البيهقي، والإمام ابن عبد البر، وشيخ الإسلام ابن تيمية، وتلميذه ابن القيم وغيرهم، فانظر " السنن الكبرى " (3/ 326، 328، 329) و " التمهيد " (3/ 306 - 307) و " زاد المعاد " (1/ 425 - 456)! فهل مثل هذه الموافقة لهؤلاء الأعلام تُسمى تعدياً؟! أم أنها اللجاجة؟! أم أن في النفسِ حاجة!} أ. هـ كلام على حسن.

فأتساءل: هل الأذهان يمكن لها أن تتوارد على مثل هذا الاستقصاء والتتابع والتسلسل؟! وهل التشابه يمكن أن يصل إلى هذا الحد الذي يكاد يكون تطابقاً من غير قصدِ ونقلِ؟!

ومنها:

روى مسلم في " صحيحه " عن أبي الدرداء أنه قال: " خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في شهر رمضان في حر شديد، حتى إن كان أحدنا ليضع يده على رأسه من شدة الحر، وما فينا صائم إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم وعبد الله بن رواحة.

ضعّف الشيخ الألباني زيادة " في شهر رمضان " في هذا الحديث، واعتبرها شاذة من أربعة أوجه ذكرها.

وزدت عليه (ص 105 - 106): أن هذا الغزوة لا يمكن أن تكون في رمضان من الناحية التاريخية؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يغز في رمضان إلا غزوة بدر وغزوة الفتح، فأما الفتح فلا يمكن أن تكون هي المقصودة لأن عبد الله بن رواحة استشهد بمؤتة وهي قبلها بلا خلاف، وقد استثناه أبو الدرداء في هذه السفرة مع النبي صلى الله عليه وسلم، ولأن سياق أحاديث غزوة الفتح أن الذين استمروا من الصحابة صياماً كانوا جماعة، وفي هذه أن عبد الله بن رواحة وحدهُ.

وأما غزوة بدرٍ؛ فأيضاً ليست هي المقصودة، لأن أبي الدرداء لم يكن حينئذ أسلم، وهو الذي يحكي القصة هنا، ويقول فيها " خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ..... ".

وذكرت قول الحافظ ابن حجر المتعلق بذلك من " فتح الباري (4/ 182).

ثم ذكرت بعض شبهات المعترض، وبينت مافيها فذكرت (ص 106) عنه أنه قال: " يمكن حملها على بدر، ويكون معنى كلام أبي الدرداء: " خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم .... الحديث، خرجنا، أي: " المسلمين ".

فتعقبته بما هو مذكور في كتابي (ص 106)، ثم أكدت ذلك بقولي (ص 106 - 107):

{بل إن قوله: " حتى إن كان أحدُنا ليضع يده على رأسه من شدة الحر وما فينا صائم ... " وفي رواية البخاري (4/ 182 فتح): " خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض أسفارنا ... " لصريح أو كالصّريح في أنه كان معهم} أ. هـ كلامي.

فجاء الأخ على حسن (ص 270 - 271) فتعقب المعترض بنحو ما تعقبته به ثم قال: { .. وبخاصة أن رواية البخاري (4/ 182) فيها قوله: " خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض أسفارنا .... وقوله: " حتى إن كان أحدنا ليضع يده على رأسه من شدة الحر، وما فينا صائم إلا ... " وهي أقوال تكاد تكون صريحة في نفي التأويل البارد!} ا. هـ كلام الأخ على حسن.

فهل هذا التشابُه الذي يكاد يكون تطابقاً مما تتوارد عليه الأذهان؟؟

ومما يؤكد أن الأخ على حسن لم يرجع إلى " صحيح البخاري " لينقل لفظ الحديث منه، أنه عزا هذين اللفظين كليهما إلى البخاري حيث قال: " ... وبخاصة أن رواية البخاري (4/ 182) فيها قولُه: ....... وقوله: ..... "!

ولو رجع لصحيح البخاري في الموضع لما وجد لهذا اللفظ الثاني - في ترتيبه - ذكراً فيه، ولا في أي موضع آخر من صحيح البخاري.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير