تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[من شجاعة الصحابي بسر بن أرطاة]

ـ[محمد الأمين]ــــــــ[07 - 12 - 02, 07:43 م]ـ

قال إسماعيل بن عياش عن أبى بكر بن عبد الله بن أبى مريم، عن العلاء بن سفيان الحضرمى قال:

غزا بسر بن أبى أرطاة الروم فجعلت ساقته لا تزال يصاب منها طرف، فجعل يلتمس أن يصيب الذين يلتمسون عورة ساقته، فيكمن لهم الكمين، فيصاب الكمين، فجعلت بعوثه تلك لا تصيب و لا تظفر، فلما رأى ذلك تخلف فى مئة من جيشه، ثم جعل يتأخر حتى تخلف وحده.

فبينا هو يسير فى بعض أودية الروم، إذ دفع إلى قرية ذات حور كثير، و إذا براذين مربوطة بالحور، ثلاثين برذونا، و الكنيسة إلى جانبهم، فيها فرسان تلك البراذين، الذين كانوا يعقبونه فى ساقته، فنزل عن فرسه فربطه مع تلك البراذين، ثم مضى حتى أتى الكنيسة فدخلها، ثم أغلق عليه و عليهم بابها، فجعلت الروم تعجب من إغلاقه و هو وحده، فما استقلوا إلى رماحهم حتى صرع منهم ثلاثة و فقده أصحابه، فلاموا أنفسهم، و قالوا: إنكم لأهل أن تجعلوا مثلا للناس إن أميركم خرج معكم فضيعتموه حتى هلك، و لم يهلك منكم أحد، فبيناهم يسيرون فى ذلك الوادى حتى أتوا مرابط تلك البرذين، فإذا فرسه مربوط معها، فعرفوه، و سمعوا الجلبة فى الكنيسة، فأتوها

، فإذا بابها مغلق، فقلعوا طائفة من سقفها، فنزلوا عليهم، و هو ممسك طائفة من أمعائه بيده اليسرى، و السيف بيده اليمنى، فلما تمكن أصحابه فى الكنيسة، سقط بسر مغشيا عليه، فأقبلوا على من كان بقى، فأسروا أو قتلوا، فأقبلت عليهم الأسارى. فقالوا: ننشدكم الله من هذا الرجل الذى دخل علينا؟ قالوا: بسر بن أبى أرطاة، فقلوا: ما ولدت النساء مثله.

فعمدوا إلى معاه فردوه فى جوفه، و لم ينخرق منه شىء، ثم عصبوه بعمائمهم، و حملوه على شقه الذى ليست به جراح، حتى أتوا العسكر، فخاطوه فسلم و عوفى.

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير