حينما كان يؤدي امتحان الليسانس الشفوي كانت اللجنة مكونة من الأستاذ عباس حسن والشاعر علي الجندي، وجاء امتحان النصوص فقال له علي الجندي: قل لي شيئا من النصوص التي تحفظها، فقال له: في أي عصر؟ ففتح عينيه متعجبا، وقال: أتحفظ كل العصور؟ فقال: نعم، قال: هات من العصر الجاهلي، فقال له: لمن؟ قال: وهناك اختيار أيضا في العصر الجاهلي؟ فقال: نعم يا سيدي، قال: هات شيئا لامرئ القيس، فقال: أي قصيدة لامرئ القيس: المعلقة أم البائية أم الدالية؟ قال: أتحفظ كل هذا لامرئ القيس؟ قل ما تشاء، ثم انتقل من امرئ القيس إلى علقمة، إلى طرفة، ثم قال في النهاية له الشاعر علي الجندي: فتح الله عليك يا بني، أنا لا أُري الدرجة لصاحبها على الإطلاق، ولكني سأريك إياها، وأعطاه الدرجة النهائية، وقال: ليت عندنا منك عشرا إذن لاستقام الأمر.
بعثة ألمانيا
تخرج في كلية دار العلوم سنة 1956م، وكان ترتيبه الأول بتقدير ممتاز مع مرتبة الشرف الأولى، وحصل على 92.5%، وكان الثاني في الترتيب الدكتور عبد الصبور شاهين، وحصل على 89.5%، والدكتور عبد الصبور شاهين لم يكن في فرقته أصلا، بل كان يسبقه بعام، وكان أول دفعته أيضا، ولكنه اُعتقل في السنة الرابعة لمشاركته السياسية فأصبح في دفعة الدكتور رمضان رغما عنه.
لم ينتظر الدكتور رمضان طلب الكلية تعيين معيدين، ولكنه سجل في السنة التمهيدية للماجستير، وفي نفس السنة درس الدبلومة العامة في التربية بتربية عين شمس، وفي نفس الوقت عُين مدرسا بمدرسة النقراشي الإعدادية النموذجية، وذات يوم كان يطلع على الصحف اليومية فوجد إعلانا من كلية الآداب جامعة عين شمس عن بعثة إلى ألمانيا مدتها خمس سنوات، التخصص "فقه اللغة العربية" بشرط أن يكون الطالب حاصلا على ليسانس في اللغة العربية، فتقدم ومعه 13 طالبا من أبناء الكلية المُعلِنة، غير أنه كان المرشح الوحيد الذي حصل على تقدير ممتاز مع مرتبة الشرف، وممتاز في مادة التخصص (فقه اللغة)، وفي نفس الوقت أعلنت كلية دار العلوم عن طلب معيد واحد، واستقر رأي الدكتور إبراهيم أنيس عليه، ولكنه فوجئ بأنه يعد للسفر لبعثة، وهنا وقع في مأزق فهو يخشى أن يعينه فيترك الوظيفة ويسافر إلى ألمانيا ويضيعها على غيره، ويخشى أن يعين غيره فلا يسافر لأي سبب من الأسباب فيكون قد أضاع عليه الفرصة، فأخذ يُسوّف ويُرجئ في الإعلان إلى أن اتصل به الدكتور رمضان هاتفيا، وقال له: سأسافر غدا، وفي الاجتماع التالي تقرر تعيين الدكتور عبد الصبور شاهين معيدا، وقال الدكتور أنيس في قرار التعيين: يستحق هذه الدرجة رمضان عبد التواب غير أنه بالبحث والتحري وُجد أنه سافر في بعثة بكلية الآداب جامعة عين شمس إلى ألمانيا، وعلى ذلك يؤخذ الذي يليه في الترتيب وهو عبد الصبور شاهين.
تعلم في ألمانيا على أيدي أساتذة متخصصين مهرة في الدراسات اللغوية، وأتقن اللغات الألمانية والسريانية والحبشية والأكادية والفارسية والتركية والفرنسية واللاتينية والعبرية والسبئية والمعينية، والتقى مع أساتذة عظام– في الدراسات اللغوية- أمثال: يوهان فك وهانزفير وأوتوشبيس وريتر وزلهايم، ودارت بينه وبين بعض منهم مناقشات ومحاورات ومجادلات عن الإسلام؛ إذ كان بعضهم متحاملا على الإسلام، ولكن هذا لم يمنعه من أن يحصل مما لديهم من علم، ثم عاد من البعثة بعد أن أمضى فيها 5 سنوات حصل في أثنائها على الماجستير والدكتوراة في اللغات السامية من جامعة ميونخ بألمانيا بتقدير مرتبة الشرف الأولى سنة 1963م، وبعدها تسلم عمله مدرسا بكلية الآداب جامعة عين شمس.
التدرج الوظيفي
1 - مدرس للغة العربية والتربية الإسلامية بمدرسة النقراشي الإعدادية النموذجية بالقاهرة من 27 - 10 - 1957م.
2 - عضو بعثة جامعة عين شمس للحصول على الدكتوراة من جامعة ميونخ بألمانيا (ديسمبر 1957 - يناير 1963).
3 - معيد بكلية الآداب جامعة عين شمس من 9 - 1 - 1963م.
4 - مدرس بكلية الآداب جامعة عين شمس من 29 - 5 - 1963م.
5 - أستاذ مساعد بكلية الآداب جامعة عين شمس من 11 - 2 - 1969م.
6 - أستاذ العلوم اللغوية بكلية الآداب جامعة عين شمس من 1 - 8 - 1974م.
7 - أستاذ معار بكلية الآداب جامعة الرياض 1 - 9 - 1973م.
8 - أستاذ معار بكلية اللغة العربية جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية من 1 - 9 - 1976م.
¥