ولكن الدكتور أبو شهبة يرد هذا ويقول: أن ما قاله الصحابي يسمى سبب ذكر, ولا يسمى سبب ورود فيقول" والحق أن سبب الورود إنما يراد به السبب الذي بسببه قال النبي – صلى الله عليه وسلم – الحديث , أما ذكر الصحابي للحديث فيما بعد ليستدل به فى مناسبة من المناسبات فانه لا يسمى سب ورود وإنمايسمى " سبب ذكر" فيقول مثلا: والسبب فى ذكر الصحابي الحديث هوكذا ... , فذكر الصحابي المسور بن مخرمة على زين العابدين وآل البيت لا يعتبر سبب ورود أبدا, وإنما يعتبر سببا لذكره, وفرق بين الأمرين فلينتبه إلى هذا التحقيق أهل الحديث وطلبته.
أقسام سبب الورود:
الحديث الشريف فى الورود على قسمين:
1 - ما له سبب قيل لأجله.
2 - ما لاسبب له.
فالحديث الذي له سبب قيل لأجله أنواع:
1 - يكون آية قرآنية: وذلك بأن تنزل آية من الآيات تحمل صيغة العموم ويراد منها الخصوص, كما فى قوله تعالى " الذين آمنوا ولم يلبسوا أيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون " فقد فهم بعض الصحابة من هذه الآية أن المراد من الظلم, الجور ومجاوزة الحد, ولذلك جاءوا شاكين إلى رسول الله – ? – فأعلمهم بأن المراد من الآية الشرك. فقد ورد عن عبد الله بن مسعود – رضي الله عنه – لما نزلت " الذين آمنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم " شق ذلك على أصحاب رسول الله – ? -وقالوا: أينا لم يلبس ايمانه بظلم؟ فقال رسول الله – ? - "انه ليس بذاك, ألا تسمع الى قول لقمان لابنه " ان الشرك لظلم عظيم ".
2 - أن يكون حديثا: وذلك بأن يقول النبي – ? – حديثا فيشكل فهمه على بعض الصحابة, فينطق النبي – صلى الله عليه وسلم – بحديث آخر يزيل هذا الاشكال. وهذا نوعان:
أ - أن ينقل السبب في الحجية مثل حجية القلتين, سئل عن الماء يكون بفلاة وما ينوبه من السباع والدواب فقال: "اذا بلغ الماء قلتين لم يحمل الخبث. "
ب- أن لا يذكر السبب في الحديث , أو ينقل في بعض طرقه وهذا هو الذي ينبغي الاعتناء به. وذلك مثل حديث " أفضل صلاة المرء في بيته إلا المكتوبة " وذكر السبب هو ما رواه ابن ماجه والترمذي في الشمائل عن عبد الله بن سعد -رضي الله عنه –" سألت رسول الله – ? - أيما أفضل الصلاة في بيتي أو الصلاة في المسجد؟ قال: ألا ترى إلى بيتي ما أقربه من المسجد فلأن أصلي في بيتي أحب إلي من أن أصلي في المسجد إلا أن تكون صلاة مكتوبة ".
3 - أن يكون أمرا متعلقا بالسامعين من الصحابة: وذلك كأمر الشريد الذي جاء إلى النبي – ? – يوم الفتح وقال له: إني نذرت إن فتح الله عليك أن أصلى في بيت المقدس. فقال له النبي- صلى الله عليه وسلم – "هاهنا أفضل. ثم قال: والذي نفسي بيده لو صليتها هنا أجزأ عنك. ثم قال صلاة في هذا المسجد أفضل من مائة ألف صلاة فيما سواه من المساجد".
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
ـ[عبدالله يعقوب]ــــــــ[03 - 09 - 06, 02:15 ص]ـ
لو ذكرت كتاب ابن حمزة الحسيني لكان حسناً
واسمح لي بذلك ...
اسم الكتاب
((البيان والتعريف في أسباب ورود الحديث الشريف))
تأليف
السيد الشريف إبراهيم بن محمد بن كمال الدين الشهير بابن حمزة الحسيني الحنفي الدمشقي
تحقيق
الدكتور الحسيني عبدالمجيد هاشم
وكيل الأزهر الشريف
يقع الكتاب في ثلاثة أجزاء
طبع في مكتبة مصر