تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

كان الإمام الصغاني قد ألف كتاب "مصباح الدجي من صحاح حديث المصطفي" و كتاب "دواج الشمس المنيرة من الصحاح المأثورة" فجمعهما في كتاب واحد و ضم إليهما ما في كتابي النجم (3) والشهاب (4) لتجتمع الصحاح.

والسبب في ذلك: أن العلماء الذين كان لهم اشتغال بالحديث قد توفوا, و لم يبق عالم يرجع إليه, و لم يكن هناك كتاب يعتمد عليه, و لم يجمع الأحاديث الصحيحة – الخالصة – ليكون مرجعاً لناس يعودون إليه, فلما رأي الإمام الصغاني هذا الحال ألف كتاب المشارق.

ولنقرأ كلام الإمام الصغاني نفسه في أحوال الناس و سبب تاليفه الكتاب, فيقول: "فإني مذ تدرجت مراقي الشرف, وتحرجت من مسافي السرف, عطوت بشناتر العزم على أعراف المجد بزابجها, وطرت بعباب الحزم في خوض بحار الحديث و ركوب ثجها, لعلمي أن من تسنم قنن المعالي, استرذل من لاذ بحضيضها, و من اعلى ذري المناقب السنية, أذعنت له الأمم قضها بقضيضها, و من افتتح قلاع صحاح الحديث و حصونها, داخت له شواردها, و من عادي بين ثوابت الخبر والأثر عداء, تقيدت له أوابدها, و من صرد و شرد نومه قاد حزبه, و هذه رباع الحديث ممحلة, معطلة, و من أحيا أرضا ميتة فهي له, و كأني اذا جعلتها طريقي, و عززت على المصاحبة إليها رفيقي, ووجدت مرادها معاد الذئاب العادية, و صحاحها أماكن متعدية, تتجاوب في أرجائها, و تتناوب العواقي إلى مائها, و تخطب على منابرها الأبوام, بعد ما هدرت بها شقائق الأقوام, قد ألحمت الجنائب ما أسدت بها الشمائل, وامتدت إليها أيدي الأسحار والأصائل, علاني البكاء على مطيهم, يقولون: لا تهلك أسي و تجمل, و إن شفائي عبرة فهل عند رسم دارس من معول, و لعمري: إن هذه لمخايل انقضاض جدرانه و انقياض حيطانه, وانطماس الدال على العين, و انبعاج كظائم سخن العين, و كأن قد يستناخ بعرصتها و لا منيخ, و ينشد بعقوقها ولا صيح, عفت الديار محلها, فمقامها اللهم, إلاقمامها و هامها, و إن عصرنا هذا والله المستعان عليه, و المشتكي من أهله إليه, نحريرهم في الحديث من حفظ كتاب القضاعي أو كتبه, و نقابهم من إختصر النجم أو انتخبه, فإن انضم إليها الخطب (1) الأربعون التي زيفها النقاد أجمعون, فذاك أمثلهم طريقة, و أعلمهم في الحقيقة, فإن اشرأبت همته إلى خطبة الوداع, تسمي بالواعظ الناصح, و تلقب بالداعي الواع. قد خبطوا خبط عشواء, و حملوا على يابس السيساء, ولولا تخلى الغاب من أسامة أبى الشبلين, لما ضج به أبو الحصين, ارتدى برداء الردى من كان ينضح عن حمى الحديث, و ابتكى ببلاء البلى من كان يغيث أهليه أو يغيث, جرت الرياح على مكان ديارهم, فكأنهم كانوا على ميعاد, و هذه مضرور و نفثة مصدور.

و لما توجني الله تعالي بتاج مصباح الدجى من صحاح حديث المصطفى (2) و دواج الشمس المنيرة من الصحاح المأثورة, و أثار الناس الإشتغال بهما جدا لا هوادة فيه, و استيضاح كل حديث منهما, و استكشاف معانيه رأيت أن التباع الحسنة, الحسنة واجرار حصان الخيل رسنة, في العمر الذي سنة منه سنة, أحسن مانصرفت إليه أعنة الهمم الشوارع والعوالي, و أحسن ما انحرفت إليه أسنة الصمم, الشوارع والعوالي, فمزجت البحرين (3) يلتقيان, و غصت على ما فيهما من الدرر و العقيان, و ضممت إلى ما فيهما من كتابي الشهاب و النجم, ليجتمع الصحاح في كتاب خفيف الحجم (4).

ترتيبه:

الإمام الصغاني – رحمه الله – لم يرتب كتابه على ترتيب معنوي, بأن يجعل أحاديث كل موضوع أو باب في مكان واحد مثل: أحاديث الصلاة, الزكاة, الأحكام و غيره, بل رتبه على ترتيب لفظي على طريقة المعجم (1).

قال العلامة ابن الملك: رتب الشيخ المصنف هذا الكتاب بترتيب أنيق وانتخبه بتهذيب ذليق. فأريد أن أذكر كيفية ترتيبه وفصول الأبواب تيسيرا لطالبيه:

الباب الأول: مرتب على فصلين, الفصل الأول: إبتداءه بمن الموصولة أو الشرطية, و الثاني إبتداءه بمن الاستفهامية.

الباب الثاني: رتبه على عشرة فصول: 1 - فيما جاء أوله كلمة إن 2 - كلمة إني 3 - كلمة أنا 4 - كلمة إنه 5 - كلمة إنهم 6 - كلمة إنها 7 - كلمة إنك 8 - كلمة إنكم 9 - كلمة إنكن 10 - كلمة إنما.

الباب الثالث: فيما جاء أوله حرف لا.

الباث الرابع: رتبه على فصلين: الأول: فيما جاء أوله كلمة إذا, الثاني: كلمة إذ.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير