و لم يضع – يجعل – لما انضم إليها من كتاب الشهاب و النجم رمزا, لأنه يجوز أن يكون ما صح من الشهاب و النجم مأخوذا من الصحيحين, فلم يحتج إلى علامة سوى علامة الصحيحين (6) , و إما لشهرتها (7) , و أقول: أنه لم يجعل لهما رمزا و لكنه يذكر روايتهم باسمهم, مثلا يقول: و في رواية الأقليشي "من يقم ليلة القدر" (8) و يقول: و رواية القضاعي "ومن ستر على أخيه" (9)
عدد أحاديثه:
و عدد أحاديث كتاب المشارق على قول الشارح الكاذروني (1) 2246 (2) حديثا و قيل 2269 حديثا. والصواب الأول (3).
الفرق بين "مشارق الأنوار" و "كتاب مشكاة المصابيح" (4):
قد ذكر الشيخ خرم على فرقا بين كتاب المشارق و مشكاة المصابيح و هو: أن كتاب الإمام الصغاني مختصر, و اصغر حجما من المشكاة, و أحاديثه كلها صحيحة و متفق على صحتها – وليس فيها حديث غير صحيح أو غير معتبر, و هذا بخلاف المشكاة, فإنها شاملة لجميع أنواع الحديث, من الصحيح (5) , و الحسن (6) , والضعيف (7) , و غير ذلك. و كتاب الإمام الصغاني مرتب على ترتيب لفظي و كتاب الإمام التبريزي – المشكاة – مرتب على ترتيب معنوي (8).
منزلة الكتاب:
كتاب المشارق كتاب قيم و لطيف, و مرتب بترتيب بديع, و لذلك قال الإمام الصغاني نفسه عن كتابه:
"وهذا الكتاب حجة بيني و بين الله تعالى, في الصحة والرصانة, والإتقان و المتانة, و هو أنيسي مدة حياتي في الدنيا, و شفيعي المشفع في العقبى, و كفى بالله الذي هو عاضد من وضع لتعالي جده, صفحة خده, وعاضد من وضع لتعس جده في تعدى حده, عالما بما عانيت في تأليفه و ترتيبه, و قاسيت في تصنيفه و تهذيبه, و ما يعقل شرف هذا الكتاب و قدره إلا ذو بصارة و بصيرة من العالمين (1).
و قال العلامة ابن الملك-شارح الكتاب- "كتاب مشارق الأنوار في صحاح الأخبار, فإنه مرتب بالتراتيب البديعة و منكب في الأساليب البريعة, و مقصور على محض الفوائد, و محذوف عنه ما هو كالزوائد, و لهذا قد صار في الإشتهار كالشمس في رابعة النهار" (2).
و قال عنه مولانا خرم علي: "لا يعرف قيمة هذا الكتاب و ميزاتها إلا العلماء المهرة (3).
و قال عنه الفيروز آبادي (4) صاحب القاموس المحيط:-
كتاب رضي الدين بحر غطمطم جواهره الزهراء جلت عن الثمن
مشارق فيها للأماني شو ارق سرين كسير الشمس في رينة الزمن
فإني بصرف العمر نحو اقترانه ففيها المعاني والفصاحة واللسن
صغانة أطيار الغصون ترنحت بمدح الصغانى المتقن الفاضل الحسن
سقىالله روح المتجى بغنائه ومحى التقى والدين والشرع والسنن
وحياه بالتهتان من صوب سيبه وأرضاه بالإحسان والفضل والمنن (5)
خدمة العلماء لهذا الكتاب:
لما كان كتاب "مشارق الأنوار" بهذه المنزلة, عكف الناس على قراءته, و أعجب به الخاص و العام, من العلماء و العوام, وقام جهابذة العلماء بخدمات جليلة لهذا الكتاب. فمنهم من شرحه, و منهم من رتبه ترتيبا آخر, و منهم من إختصره, و منهم من وضع له فهرسا, و منهم من ترجمه إلى لغات أخري.
و قد ذكر حاجي خليفة (1) جملة من هذه الخدمات في كتابه "كشف الظنون"*.
شروحه:
1 - شرح الشيخ البابرتي (2) و سماه "تحفة الأبرار في شرح مشارق الأنوار".
2 - شرح الشيخ الفيروز آبادي (3) , و سماه "شوارق الأسرار العلية في شرح مشارق الأنوار النبوية" في أربع مجلدات.
3 - شرح الشيخ العطوفي (4) في ثلاث مجلدات, و سماه "كشف المشارق".
4 - شرح الشيخ الإمام الكاذروني (5) و ذكر في آخر كل باب و فصل عدد الأحاديث, فجمع على أن يكون عدد أحاديث المشارق 2246 حديثا.
5 - شرح العلامة عبد اللطيف بن عبد العزيز (ابن الملك) (6) و سماه "مبارق الأزهار شرح مشارق الأنوار" و هذا الشرح هو موضوعي بحثي.
6 - شرح المولى, كمال باشا (7) و لم يشتهر شرحه.
7 - شرح الشيخ الأرزنجاني (8) , و سماه, "حدائق الأزهار شرح مشارق الأنوار" أوله "الحمد لله على توافر فضله ... و قال جميع ما أوردته من شرح السنة, و نوادر الأصول, و الفائق, و النهاية, و جمع الغرائب, و مطالع الأنوار, و شرح البيضاوي.
8 - و شرحه الشيخ ابن الصائغ (1).
9 - و شرحه المحشى, شيخ زاده (2).
10 - و شرحه جلال الدين التباني (3).
11 - و شرحه ضياء الدين الكرماني (4) , و سماه "ضياء المشارق الجدير بالوضع على المفارق" في مجلدات.
12 - و شرحه علاء الدين القزويني (5) , شرحين كبيرا, و صغيرا, أول صغيره "الحمد لله الذي خلق السموات مزينة بمصابيح النجوم", و فرغ من ببغداد سنة 725هـ, و قال فى بعض مواضعه: "قد استقصينا الكلام في شرحنا المطول", و ذكر مذهب الشيعة مع مذاهب الائمة فى الأحكام.
13 - و رتبه الشيخ علي بن الحسن (6) , و سماه "مبارق الأزهار".
14 - واختصره الشيخ القدسي (7) و سماه "دقائق الآثار في مختصر مشارق الأنوار".
15 - ووضع الشيخ المولوي إلهي بخش سنة 1279هـ فهرسا على المشارق و خرج أحاديثه, و سماه "تبصرة الابصار في تخريج الآثار" و رتب هذا الفهرس على شكل فهرس كتاب "مشكاة المصابيح" و قال "وضعت هذا الفهرس ليسهل للطالب الرجوع إلى مطلوبه, بيسر و سهولة, إذا كان يعرف موضوع الحديث, لأن ترتيبه الأول كان ترتيبا لفظيا, لا يجد الطالب مطلوبه إلا إذا كان يعرف بداية الحديث. و رتب هذا الفهر بشكل جدول, له خطوط, فهو يذكر بابا لأحاديث موضوع واحد مثل: كتاب الإيمان, الصلاة, و غير ذالك. ثم يذكر في الأول رقم الباب و في الثاني, الفصل و النوع و في الثالث إسم المصدر, مثل خ, م, ق, و في الرابع رقم الحديث, و في الخامس, إسم الرواي للحديث, و في السادس صدر الحديث.
نموذج للفهرس:
الأبواب فصول و أنواع اسماء الكتب رقم الحديث اسم الرواي صدر الحديث
1 من الشرطية ق 14 ابن مسعود من أحسن
2 ان المكسورة م 296 أبو هريرة إن الله
(1)
16 - و ترجمه الإمام المحدث أبو محمد سليمان عمر بن الصلاح البخاري إلى اللغة الفارسية و علق عليه باللغة العربية, و لا زالت مخطوطة منه نسخة بمكتبة جنج بخش إسلام آباد تحت رقم ().
17 - و ترجمه الشيخ خرم علي إلى اللغة الأردية, و سماه "تحفة الأخيار فى ترجمة مشارق الأنوار" و قد طبع بالهند سنة 1889م.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم