تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

الشيخ رحمه الله جعل اركان الايمان بالله اربعه , وجعل اولها الايمان بوجوده, وهذا لانحتاج اليه اذا قررنا الثلاثة, لكن لما كان هناك والعياذ بالله من يجحد وجود الله ذكر بعضهم اولا الايمان بوجود الله ثم من آمن بوجود الله عليه ان يؤمن بالجوانب الثلاث , لكن من آمن باسماء الله وصفاته وآمن بربوبيته فهو مؤمن بوجوده , لان هذه المعاني لاتتحقق الا لموجود , فالله تعالى موجود وهو أكمل الموجودات, لانه موصوف بكل كمال ومنزه عن كل نقص ولانه الخالق وكل ما سواه مخلوق وهو الملك المتصرف , وهو الاله المستحق للعباده وحده دون ما سواه.

[معرفة مذاهب الخلق في الايمان بالله من خلال هذا التقسيم]

والخلق في الايمان بالله مذاهب وطرق:

1) فاجهلهم واضلهم واكفرهم الجاحد لوجود الله , وهم قله في العالم, وحتى من يجحد وجود الله الغالب عليهم انهم يفعلون ذلك تلبيسا وتجاهلا وتضليلا , كما صنع فرعون حين قال ((مارب العالمين)) ويقول ((ماعلمت لكم من اله غيري)) وهذا تلبيس ((فاستخف قومه فاطاعوه)) وهو يعرف لكن وجد أقواما يخدعهم ويضللهم, قال الله عن موسى انه قال لفرعون ((لقد علمت ما أنزل هؤلاء الا رب السماوات والارض)) وقال تعالى ((وجحدوا بها واستيقنتها انفسهم ظلما وعلوا فانظر كيف كلن عاقبة المفسدين)) وقال في الذين جحدوا الرسالة ((فانهم لايكذبونك ولكن الظالمين بآيات الله يجحدون))

2) وهناك من يؤمن بوجود الله لكن لا يؤمن به على الوجه الصحيح الذي دلت عليه العقول والفطر والشرائع , فالفلاسفة يثبتون وجود الله ويسمونه العله الأولى , لكن يقول فيه اقوالا تناقض القول والفطر وما جاءت به الرسل.

3) ثم آخرون يؤمنون بوجود الله ويؤمنون بصفات الله ويؤمنون بربوبية الله , ولكنهم يعبدون معه غيره , وهذا هو الغالب على الامم انهم يقرون بوجود الله وبربوبيته وبصفاته في الجمله ولكنهم يتخذون معه اندادا يعبدونهم, فيكون اخلالهم في توحيد العبادة حيث جعلوا مع الله آلهه اخرى.

4) وآخرون لا يشركون هذا الشرك, وهذا مما حدث في الأمة الإسلامية, فيهم الذين يؤمنون بوجود الله وأنه هو الإله وحده وان لم يحققوا هذا التوحيد , ولكنهم يجحدون صفاته كالجهمية.

فبهذا التقسيم أمكن معرفة واقع الامم واحوالها , بتحديد ما اقروا به وما انكروا به , وتحديد ما معهم من حق وباطل.

[الجواب عن من زعم ان تقسيم التوحيد بدعة]

وزعم بعض المتعصبين ان تقسيم التوحيد الى هذا التقسيم بدعة وان هذا من اختراع ابن تيمية ,ولكن هذا الزعم من اقوال اهل الاهواء:

1) لان هذا التقسيم مستمد من الكتاب والسنه ومن واقع الناس, فالنصوص دلت على انه سبحانه هو الاله الحق وانه رب كل شيء , وانه الموصوف بكل ( .. كلمة غير واضحة .. ) , وانه لاشبيه ولا شريك له.

2) نقول ايضا ان الفقهاء قسموا افعال العبادات الى اركان وواجبات وسنن مع ان هذا غير موجود لا في النصوص ولا في كلام السلف , لكنها تقسيمات صحيحه مستمدة من معاني النصوص. فالأركان واجبات لكن اصطلح الفقهاء على أن الركن هو واجب لكن يختلف عما سموه واجبا من جهة الحكم, فأركان العبادة وجوبها آكد مما يقال فيه انه من قبيل الواجبات ولهذا قالوا ان الركن يلزم من تركه بطلان العبادة بخلاف الواجبات فإنها تنجبر, فمثلا في الصلاة تنجبر بسجود السهو وفي الحج تنجبر بفديه الى آخره.

[التعبد لله بأسمائه وصفاته]

إستدل الشيخ على ذكر الاسماء بالآية ((ولله الاسماء الحسنى)) فجميع أسماءه حسنى, بالغة في الحسن غايته, له الاسماء الحسنى جاء هذا في مواضع من القرآن, وقال سبحانه وتعالى ((فاعوه بها)) يالله يا رحمن ((قل ادعو الله أو أدعو الرحمن أيا ما تدعو فله الأسماء الحسنى)) يا حي يا قيوم يا ذا الجلال والإكرام يا أرحم الراحمين.

وكلما كان العبد اعلم بالله باسمائه وصفاته واكمل استشعارا واستحضارا لها كان أكمل عبودية وأكمل عبادة وكان اكمل في الأحول العبادية, خوفا ورجاء وتوكلا. وكل شيء من احوال القلوب له مقتضيات من أسماء الله, فكونه شديد العقاب هذا يقتضي الخوف, وكونه الغفور الرحيم الكريم هذا مما يقتضي رجاءه وحسن الظن به وكونه المالك المتصرف الذي بيده الخير الملك هذا يقتضي صدق التوكل عليه

قال الشيخ محمد العثيمين رحمه الله:

القاعدة الأولى:

أسماء الله تعالى كلها حسنى:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير