أرشيف ملتقى أهل الحديث - 1

بالأدلجة؟ هل تعني بها الحث على التمسك بقيم الجهاد الحق وأحكامه وشرفه؟ إن الأدلجة لا تطلق على أحكام الإسلام، بل هو الدين. ولكنها المحاولة لتسوية الإسلام بالمذاهب الأيدويولوجية العلمانية، التي هي وحدها الأيديولوجيات، أما الإسلام فهو دين الله، فحبذا لو كرم الكاتب والصحيفة والباحث دين الله وما والاه مما تنتجه قرائح المؤمنين الذين ينهلون من دين الله عن رصه في مصاف الأيديولوجيات والفلسفات الظلامية الخاسرة، وإذا لم يكن الكاتب والباحث لا يدركان معنى الأيديولوجيا فلماذا يستعملان ما لا يفهمان؟.

قال حماد سالمي والدكتور ربيع جان"1 - القراءة والمحفوظات للصف السادس الابتدائي (الفصل الثاني)، الدرس الأول: طريقنا نحو القوة والعزة)، يقول: (طريق الأمة الإسلامية إلى القوة والعزة واضح، رسمه لها القرآن الكريم، طلب إليها ألاّ تلجأ إلى أعداء الدين، وألاّ تضع رجاءها بين أيديهم، أو تعتمد عليهم في معاونة على بلوغ حق، أو مناصرة في نضال) (ص 9). "

ويعزز هذه الأدلجة عن طريق التدريب 1، الفقرة الأولى: (طلب القرآن إلى الأمة الإسلامية؛ ألاّ تلجأ إلى أعداء الدين. فلماذا؟) (ص 10).

قلت: وهنا تتضح معالم الفكر الذي أنتج هذه المقالة ونشرها وأعان على نشرها، فلا يوجد عاقل في الدنيا يقول إن على المرء أن يثق في عدوه وأن يضع رجاءه في يديه، فمن يكون أعداء الدين قريبين منه فأعداء بلاد الحرمين قريبين منه، ولا فرق، فالعداء للدين عداء للبلاد، والعداء للبلاد، بلاد الحرمين عداء للدين، وهنا سأوجه هذا التساؤل إلى حماد السالمي وربيع جان ومن يقول إنه وطني صادق مخلص لوطن الحرمين البلاد السعودية: لو عادى الوطن عدو وكاد له هل تجيز لكما مواطنتكما أن تلجآ إلى أعداء الوطن، وأن تضعا رجاءكما بين يديه؟ أو تعتمدان عليه في معاونة على بلوغ حق، أو مناصرة في نضال الحق؟ سؤال مهم وكبير، والدين كذلك، فهو المقدم عند الدولة المسلمة والمسلم العادي على كل شيء، والحفاظ عليه حفاظ على كل شيء والتآمر عليه تأمر على كل شيء، والتهوين من شأنه تهوين من شأن كل شيء.

قال حماد سالمي والدكتور ربيع جان"2 - القراءة والمحفوظات للصف السادس الابتدائي (الفصل الثاني)، (الدرس الثامن: أمة عظيمة)، (ص 37)، خطاب تحريضي مغرق في الكراهية؛ يصوّر العالم كله وكأنه جبهة أعداء، وبشكل خاص الفقرة قبل الأخيرة (ص 38)."

قلت: لماذا لم تعرضا الفقرات التي تريانها كذلك، وخاصة الفقرة الأخيرة على حد زعم الكاتب والباحث؟. قدما ما عندكما لأنكما لم تثبتا شيئا.

قال حماد سالمي والدكتور ربيع جان"3 - القراءة العربية ومهاراتها للصف الثاني المتوسط؛ نص متخيل بعنوان: (لقاء بين عالمين) (ص 157 - 159)، يصور حواراً بين الحسن بن الهيثم وإسحاق نيوتن. هذا النص فيه مبالغة في تمجيد الذات، وتحقير الآخر، إذ يفتخر فيه ابن الهيثم بأنه أعظم من نيوتن.

وفي التدريب (ص 160)؛ يذكر الكتاب: (التزام المسلمين الأمانة العلمية في النقل وضعف ذلك عند بعض علماء الغرب)، ويتجنى على نيوتن بأنه: (كان حريصاً على نيل الوظيفة؛ فلما تحققت له قل إنتاجه العلمي؛ وتقلصت بحوثه) (ص 169)."

قلت: وماذا في هذا، أين الكراهية؟ وأين الحقد؟ وهل أثبت الكاتب والباحث عكس ما في كتاب القراءة للثاني المتوسط؟ لو أثبتا عكس ما ذهب إليه كتاب القراءة لقلنا باحث موضوعي جاء بجديد مفيد ولكن لم يتحقق من ذلك شيء، فأين الموضوعية العلمية؟ بل هو الحقد الذي هو الدافع الواضح للبحث والذي يغلف كل ما جاء في البحث دون استثناء، هذا إذا تجاوزنا ووافقنا على تسمية هذا الكلام المتهافت بحثا!.إن سوق هذه الأمثلة لإثبات هدف الكاتب دليل على الإفلاس وعدم الصدقية.

¥