تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[نحن والكافرون (عبدالله القحطاني)]

ـ[نياف]ــــــــ[04 - 09 - 06, 12:24 ص]ـ

نحن والكافرون

إن أمّتنا تعيش مرحلةً جديدة في تاريخها ... في هذه المرحلة الحرجة تقع أمّتُنا وعقائدُها تحت ضغوط رهيبة، تكاد تجتثّها من أساسها، لولا قوّةُ دينها وتأييدُ ربّها عز وجل.

ومن هذه العقائد التي وُجّهت إليها سهامُ الأعداء، وانجرَّ وراءهم بعضُ البُسطاء، واندفع خلفهم غُلاةٌ وجُفاة، وبالغ في تصويرها محبي الشهرة والبروز: عقيدةُ الولاء والبراء ...

زاد الأمر خطورةً، عندما غلا بعضُ المسلمين في هذا المعتقد إفراطاً أو تفريطاً. وأصبح هذا المعتقدُ مَحَلَّ اتّهام، وأُلْصِقَتْ به كثيرٌ من الفظائع والاعتداءات ...

نحن المسلمون .. أصحابُ دين ومنهج، ربنا وخالقنا هو الله ..

ونبينا وقدوتنا محمد صلى الله عليه وسلم ...

نحن المسلمون .. أصحاب عقيدة صافية تدكدك كل معلم أو إشارة تنبئ عن الميول والروغان عنها.

نحن المسلمون .. لا ينقطع بنا الدرب، ولا يفوتنا الركب، ولا تنهار بنا القوى، ولا تيبس لدينا أوراق الهدى ...

نحن المسلمون .. أنصار الدعوة إلى السنة والعقيدة الصحيحة مهما علا صوت الباطل، ومهما ظهرت نواقيس العداء ..

نحن المسلمون .. خرج منا علماء ربانيين، أناروا طريق السالكين، وأرشدوا كل التائهين، وهدوا كل الحائرين، وتميز في صفنا علماء جهابذة في العلوم الطبيعية والعلوم التقنية وفي العلوم الأخرى.

نحن المسلمون .. رزقنا الله بالتوحيد الخالص الذي نور الله به كلِّ أفقٍ وبقعة في في هذه الديار،فازدهرت الأرض به بعد قحْط، وارتوت به بعد ظمأٍ وهلكة، وأنقذ الله به عباده من ظلمات الجهل والشرك والتذلل لغيره سبحانه. وكان ذلك على يد الإمام المجاهد محمد بن عبد الوهاب رحمه الله، يعاونه على ذلك ويشد أزره الإمام محمد بن سعود رحمه الله تعالى ...

نحن المسلمون .. أصحاب لا إله إلا الله، نرجوا بها السعادة والفلاح في الدنيا والآخرة ... نحن المسلمون .. مصابون بدعاةٍ من بني جلدتنا يهاجموننا ويغزوننا في الصميم، ويتعرفون على نقاط الضعف فينا حتى يؤصلوا في مجتمعاتنا الولاء للكافرين والبراء من الصالحين.

ونحن .. واجبٌ علينا أن تقدِّرَ لهذا التحدي قَدْرَه، وأنْ نعرف أنّ اليومَ يومٌ له ما وراءه، وأننا نواجه حَرْبَ استئصالٍ حقيقيّة لعقيدة الولاء والبراء ...

نحن المسلمون .. لا يخفى علينا أن (الولاء والبراء) محطّ إجماع بين جميع أهل القبلة، بل هو معتقدٌ لا يخلو منه أتباعُ كل دين أو مذهب ...

وعلى هذا فالولاء شرعاً، هو: حُبُّ الله تعالى ورسوله ودين الإسلام وأتباعِه المسلمين، ونُصْرةُ الله تعالى ورسولِه ودينِ الإسلام وأتباعِه المسلمين ...

والبراء هو: بُغْضُ الطواغيت التي تُعبَدُ من دون الله تعالى (من الأصنام الماديّة والمعنويّة: كالأهواء والآراء)، وبُغْضُ الكفر (بجميع ملله) وأتباعِه الكافرين، ومعاداة ذلك كُلِّه ...

هذا هو معنى الولاء والبراء في الإسلام ...

فهو معتقدٌ قلبيٌّ، لابُدّ من ظهور أثره على الجوارح، كباقي العقائد، التي لا يصح تصوُّر استقرارها في القلب دون أن تظهر على جوارح مُعتقِدِه ...

وعلى قَدْر قوّة استقرارها في القلب وثبوتها تزداد دلائل ذلك في أفعال العبد الظاهرة ...

وعلى قَدْرِ ضعف استقرارها تنقص دلائلها في أفعال العبد الظاهرة. فإذا زال هذا المعتقد من القلب بالكلية، زال معه الإيمانُ كُلّه ...

يقول فضيلة الشيخ صالح بن فوزان الفوزان عضو هيئة كبار العلماء: (فمن أصولِ العقيدةِ الإسلاميةِ أنَّه يَجبُ على كلِ مسلمٍ يَدينُ بهذه العقيدةِ أنْ يوالىَ أهلهَا ويعادىَ أعداءَها فيحبُ أهلَ التوحيدِ والإخلاصِ ويواليهِم، ويُبغِضُ أهلَ الإشراكِ ويعاديهِم، وذلك من ملةِ إبراهيمَ والذين معه، الذين أُمِرْنَا بالاقتداءِ بهم، حيث يقولُ سبحانه وتعالى: ((قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ)) (الممتحنة:4).

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير