ثوروا بِأَجمعكم في وجهِ أوّلهم فَإنّ ذلكَ مِنكم فَاِعلموا ظفرُ
ضمّوا طَوائفكم مِن قبل داهيةٍ مِنَ الأمورِ الَتي تُخشى وتنتظرُ
فغوّروا كلّ ماء قبل ثالثةٍ فَلَيس مِن بعده وردٌ ولا صدرُ
وَعاجِلوا القومَ عندَ الليلِ إِذ رَقدوا وَلا تَخافوا لَهم حَرباً وإن كثروا
فلما دهمهم حسان قال لها: ماذا رأيت؟ قالت: الشجر خلفها بشر! فأمر بقلع عينيها وصلبها على باب جو، وكانت المدينة قبل هذا تسمى جواً، فسماها تبع اليمامة وقال:
وسمّيت جوّاً باليمامة بعدما تركت عيوناً باليمامة همّلا
نزعت بها عيني فتاةٍ بصيرةٍ رعاماً ولم أحفل بذلك محفلا
تركت جديساً كالحصيد مطرّحاً وسقت نساء القوم سوقاً معجّلا
أدنت جديساً دين طسمٍ بفعلها ولم أك لولا فعلها ذاك أفعلا
وقلت خذيها يا جديس بأختها! وأنت لعمري كنت في الظّلم أوّلا!
فلا تدع جوّاً ما بقيت بإسمها ولكنّها تدعى اليمامة مقبلا
فصبحتهم الخيل فقتلتهم وأقصتهم وانقضى أمر جديس وطسم.
قال ابن الجوزي: وبنظر هذه المرأة يضرب المثل وكانت زرقاء اليمامة قد نظرت إلى سرب من حمام طائر فإذا فيه ست وستون حمامة وعندها حمامه واحدة فقالت:
ليت الحمام ليه إلى حمامتيه
ونصفه قديه تم الحمام ميه
وزعموا أنها قالت:
قالَت أَلا لَيتما هَذا الحمام لنا إِلى حَمامتنا ونصفه فقدِ
يحفّهُ جانباً نيقٍ وتتبعهُ مثل الزجاجةِ لم تكحل من الرمدِ
فَحسبوه فَألفوه كَما حسبت تِسعاً وَتِسعين لم تنقص ولم تزدِ
فَكملت مائةً فيها حَمامتها وأَسرعت حسبةً في ذلك العددِ
وقال النابغة يخاطب النعمان ويقول
واحكم كحكم فتاة الحي إذْ نظرت إلى حمام شراع وارد الثمد
وقد ذكرها الأعشى في قصيدته التي يقول فيها:
ما نظرت ذات أشفار كنظرتها حقًّا كما صدق الذئبي إذ سجعا
إذ قلَّبت مقلة ليست بكاذبة إذ يرفع الآل (رأس الكلب) فارتفعا
قالت: أرى رجلا في كفه كتف أو يخصف النعل، لهفي أيَّةً صنعا!؟
فكذبوها بما قالت فصبحهم ذو آل حسان يزجي الموت والشرعا
فاستنزلوا أهل جو من منازلهم وهدموا شامخ البنيان فاتضعا
وفي البدء والتاريخ:
فَكَذَّبوها بِما قالَت فَصَبَّحَهُم ذوآل غسان يزجى السمر والسلعا
ـ[هشام الهاشمي]ــــــــ[07 - 09 - 06, 09:59 م]ـ
وكُنّا يوماً عنده بالمدرسة الرواحية فجاء المؤذِّن وأذِّن قبل العصر بساعة جيدة، فقال له الحاضرون: أَيْشِ هذا يا شيخ وأين وقتُ العصر؟ فقال الشيخ موفق الدين: دعوه عسى أن يكون له شغل وهو مُسْتَعْجل. قال: وكان يوماً عند القاضي بهاء الدين المعروف بابن شدّاد قاضي حلب، فجرى ذكر زرقاء اليمامة، وأنّها كانت ترى الشيءَ من المسافة البعيدة حتى قيل إنّها تراه من مسافة ثلاثة أيام، فجعل الحاضرون يقولون ما علموه من ذلك، فقال الشيخ: أنا أرى الشيء من مسافة شهرين، فتعجّب الكلُّ من قوله وما أمكنهم أن يقولوا له شيئاً، فقال له القاضي: كيف هذا يا موفق الدين؟ فقال: لأني أرى الهلال، فقال له: كنت تقول من مسافة كذا كذا سنة، فقال: لو قلت هذا عرف الجماعة الحاضرون غرضي وكان قصدي الإبهام.!!!
اسم الكتاب: الوافي بالوفيات
ـ[المسيطير]ــــــــ[07 - 09 - 06, 10:12 م]ـ
جزاكم الله خيرا.
في الأعلام للزركلي لم يذكر سنة الوفاة.
قال:
زرقاء اليمامة
(000، 000 = 000 - 000)
الزرقاء، من بني جديس، من أهل اليمامة: مضرب المثل في حدة النظر وجودة البصر.
يقال لها " زرقاء اليمامة " و " زرقاء جو " لزرقة عينيها، وجوّ اسم لليمامة.
قال المتنبي:
وأبصر من زرقاء جوّ، لأنني ... إذا نظرت عيناي شاءهما علمي
قالوا: إنها كانت تبصر الشيء من مسيرة ثلاثة أيام.
وذكروا من أخبارها أن حسان بن تبع الحميري لما أقبلت جموعه تريد غزو " جديس " رأتهم زرقاء وأنذرتهم جديسا، فلم يصدقوها، فاجتاحتهم حسان.أ. هـ
ـ[عبدالعزيز بن سعد]ــــــــ[08 - 09 - 06, 12:07 ص]ـ
شكر الله لطفك شيخنا المسيطير
وعذرا على نقل البحث كاملا، مع كون المطلوب بعضه ...
ـ[بن حمد آل سيف]ــــــــ[08 - 09 - 06, 12:21 ص]ـ
وجدت في بعض كتب الأدب خلطاً بين (زرقاء اليمامة) و بين (حذام)!
فهل هما الشخص نفسه؟
ـ[عبدالعزيز بن سعد]ــــــــ[08 - 09 - 06, 12:43 ص]ـ
أُمُّ عجلٍ وحنيفة ابني لُجيم يقال لها حَذام وهي بنت جسر بن تيم بن يفدم بن عنزة،. وفيها يقول لُجيم:
¥