? في «المستدرك على الصحيحين»: أخبرناه أبو بكر بن إسحاق الفقيه أنبأ عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني عمرو بن محمد الناقد ثنا يحيى بن عيسى الرملي عن الأعمش عن عبد الله بن مرة عن مسروق قال عبد الله: (آكل الربا، وموكله، وشاهداه إذا علماه، والواشمة والموتشمة، ولاوي الصدقة، والمرتد أعرابيا بعد الهجرة: ملعونون على لسان محمد صلى الله عليه وسلم يوم القيامة. وقال الحاكم: (هذا حديث صحيح على شرط مسلم فقد احتج بيحيى بن عيسى الرملي ولم يخرجاه)، وأخرجه البيهقي من طريق الحاكم ثم عقَّب: (تفرد به يحيى بن عيسى هكذا، ورواه الثوري وغيره عن الأعمش عن عبد الله بن مرة عن الحارث)، وهو كذلك من طريق مسروق في صحيح ابن خزيمة: حدثنا علي بن سهل الرملي حدثنا يحيى بن عيسى به.
ــ ولكنه جاء في «المجتبى من السنن» للنسائي من طريق الحارث الأعور، وليس عن مسروق: أخبرنا إسماعيل بن مسعود قال حدثنا خالد عن شعبة عن الأعمش قال سمعت عبد الله بن مرة يحدث عن الحرث عن عبد الله قال: (آكل الربا وموكله وكاتبه، إذا علموا ذلك، والواشمة والموشومة للحسن، ولآوي الصدقة، والمرتد أعرابيا بعد الهجرة ملعونون على لسان محمد صلى الله عليه وسلم يوم القيامة).
ــ وهو في «مسند الإمام أحمد بن حنبل»: حدثنا يحيى بن سعيد ووكيع قالا ثنا الأعمش (المعنى عن الأعمش) قال حدثني عبد الله بن مرة به.
ــ وأخرجه أحمد من طريق أخرى: حدثنا عبد الرزاق أنا سفيان عن الأعمش به.
ــ ومن طريق رابعة: حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن سليمان عن عبد الله بن مرة به.
ــ وفي «صحيح ابن حبان»: أخبرنا الفضل بن الحباب قال حدثنا محمد بن كثير العبدي قال أخبرنا سفيان الثوري عن الأعمش به، وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط: حديث صحيح.
ــ وفي «مسند أبي يعلى»: حدثنا أبو خيثمة حدثنا يحيى بن سعيد عن الأعمش به. وقال الشيخ حسين أسد: إسناده ضعيف. قلت: هذا التضعيف بسبب الحارث الأعور
ــ وفي «مسند أبي داود الطيالسي»: حدثنا أبو داود قال حدثنا محمد بن خازم عن الأعمش به.
فهؤلاء الأئمة الأثبات من أصحاب سليمان بن مهران الأعمش: أبو معاوية محمد بن خازم الضرير، وهو المرجع والحجة في حديث الأعمش، ويحيى بن سعيد القطان، وسفيان الثوري، وشعبة، ووكيع، وكلهم ثقة ثبت حجة، كلهم يقول عن الحارث الأعور، ثم ينفرد يحيى بن عيسى الرملي بذكر مسروق، نعم: يحيى بن عيسى الرملي صدوق، ولكنه يخطيء، وليس هو بالحافظ المتقن، ولا هو بمرتبة أولئك الأكابر، هذا بعيد جداً.
الحارث بن عبد الله، أبو زهير الهمداني الحوتي الأعور، فيه الكلام المشهور، وقد وثقه الإمامان يحيى بن معين والنسائي على تعنتهما وتشددهما، ولكن الجمهور على تليينه، ولعلهم ظلموا الرجل بعض الشئ. وبقية رجال الإسناد ثقات أثبات، ومع ذلك قال الألباني: (صحيح)، وكذلك قال شعيب الأرناؤوط: (حديث صحيح)
قلت: على الرغم من الكلام في الحارث الأعور فإن النفس مطمئنة لصحة هذا الحديث، فليس إسناده بالساقط، ومتنه في غاية الاستقامة والانسجام مع نصوص الكتاب والسنة في هذا الخصوص.
? كما جاء في «المعجم الكبير»: حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي وعبدان بن أحمد قالا ثنا أحمد بن مالك الغبري ثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد حدثني أبو محمد السوائي من ولد جابر بن سمرة عن عمه حرب بن خالد عن ميسرة مولى جابر بن سمرة عن جابر بن سمرة قال قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: «لعن الله من بدا بعد هجرة، لعن الله من بدا بعد هجرة، لعن الله من بدا بعد هجرة: إلا في فتنة: فإن البدو خير من المقام في الفتنة». قلت: إن صح هذا فلعله رواية بالمعنى للفظة: «تعرب»، حيث جعلها أحد الرواة مرادفة لـ: «بدا»، كما هو ظاهر بقرينة أنه قابل ذلك بـ «الهجرة».
¥