تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

الله كلّم موسى ... باللغة العربية ام العبرية؟

ـ[ابو عبد الرحيم]ــــــــ[09 - 09 - 06, 07:07 م]ـ

عربية أم عبرية

هوية اللغة التي كلَّم الله بها موسى عليه السلام

ندى الفايز

ليس من السهل تحديد نقطة الصفر التي انطلقت منها اللغة، بَيْد أن العربية تُعد إحدى أقدم اللغات إن لم تكن أولاها على الأرض، فلسان سيدنا آدم عليه السلام كان عربياً لأنه نزل من الجنة، ولغة أهل الجنة كما أخبرنا الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام هي اللغة العربية، فلقد علَّم الله آدم الأسماء كلها في الجنة قبل أن ينزل إلى الأرض مع حواء، وعلى هذا كان لسان أبينا آدم عربياً.

ولا ريب أن سيدنا إبراهيم عليه السلام كان لسانه أقرب للعربية هو وأولاده إسماعيل وإسحاق، ومما يؤيد ذلك الاتجاه أنه عند بناء الكعبة المشرفة في مكة كما أمر الله تعالى كانت القبائل العربية ومنهم قبيلة جرهم تسكن بالقرب من مكة المكرمة، الأمر الذي يوضح وجود العرب الناطقين بالعربية قبل نزول الأديان السماوية الثلاثة، وامتثالاً لقول الله تعالى لإبراهيم {وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ}، ولكي يلبوا نداء الحج لا بد أن يكون الأذان بالعربية لأن القبائل التي تسكن هناك عربية.

ولسنا هنا بصدد وجهة نظر فلسفية بقدر ما نريد إثبات أسبقية اللغة العربية وأنها لسان الألسنة .. أما اللغة العبرية الموجودة الآن فهي حديثة ومحدثة في نفس الوقت، فمن جهة العمومية أصل كلمة عبراني مشتقة من عابر حفيد سام بن نوح، وتدل كذلك على الانتقال والتّحول من مكان إلى آخر أو العبور من شط إلى شط آخر، والعبريون هم قوم عبروا النهر فسموا عبرانيين، مثلهم مثل البدوي الذي يتنقَّل ويترحَّل في الصحراء.

وظهرت كلمة عبري في التوارة في سفر التكوين (13 - 14) لإشارة إلى سيدنا إبراهيم عليه السلام باعتباره عابر النهر فلم يكن أصلاً للكلمة دلائل أخرى لعدم وجود الديانة اليهودية أو ابتعاث موسى عليه السلام بالرسالة مع العلم أن أسبقية نزول الديانة اليهودية على بقية الأديان في الأرض لا يعني بالضرورة أسبقية اللغة العبرية نظراً لوجود الشعب الكنعاني (العرب القدماء) في فلسطين قبل مجيء اليهود إليها وقبائل جرهم العربية التي صاهرها إسماعيل بن إبراهيم عليه السلام عندما نزل في مكة المكرمة.

واختلف العلماء حول نشأة اللغة العبرية بالصورة التي يتحدث بها اليهود اليوم، فمنهم من يرجح قيام أحد المستشرقين الألمان بتحويل في اللغة العربية وإضافة بعض الكلمات من الإنجليزية والألمانية وإيجاد اللغة العبرية التي اقتصر استخدامها في البداية على الحاخامات اليهود وعند قراءة النصوص الدينية ومن ثم أخذت في الانتشار بين اليهود.

والغالبية ترجِّح أن إحياء الرطنات المبهمة التي كان اليهود يستخدمونها فيما بينهم تمَّ تطويرها إلى اللغة العبرية من قِبل الحركة الصهيونية بغرض توحيد اللغة التي يتحدث بها اليهود خصوصاً أنه خلال السنوات الأولى لاستيطان اليهود قام العديد من المعارك الثقافية والفكرية حول اللغة التي سيتحدث بها اليهود، وكان التيار الغالب يفضِّل استخدام الألمانية أو الإنجليزية، وكادت تلك الصراعات أن تمزق وحدة الصف .. وتقرر بعدها توحيد اللغة واستخدام العبرية المشتقة من العربية. وقبل أن نمضي في هذا الاتجاه لا بد من التذكير بأن قصة موسى عليه السلام التي تؤكد أنه نشأ وتربى في مصر منذ لحظة ولادته حتى شبابه وغادرها إلى مدين بالأردن وتزوج من ابنة النبي شعيب عليه السلام، وحتى عندما قاد بني إسرائيل خلال القرن الثالث عشر قبل الميلاد إلى فلسطين غير أنه لم يدخلها وتاه في صحراء سيناء مع قومه 40 سنة.

واستناداً إلى ذلك، يمكن تأكيد أن الله عز وجل لم يخاطب سيدنا موسى بالعبرية لأنها في الأصل غير موجودة في تلك الحقبة الزمنية .. هذا بجانب أنه وعند الرجوع إلى النسيج اللغوي بمصر القديمة ومدينة مدين يتضح الآتي:

أولاً: معروف أن الطفل يتعلَّم اللغة من البيئة التي نشأ فيها وكذلك المهاجر والوافد لا بد أن يتحدث بلغة الشعب الذي هاجر إليه أو اندمج فيه.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير