تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[هل رؤية الله في المنام ممكنة وإن صحت فكيف تكون]

ـ[أحمد بوادي]ــــــــ[10 - 09 - 06, 01:50 ص]ـ

[هل رؤية الله في المنام ممكنة وإن صحت فكيف تكون]

بقلم / أحمد بوادي

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم

أما بعد:

أنكر البعض من أهل البدع والضلال من متصوفة ورافضة على أهل السنة قولهم برؤية الله بالمنام

وومن فعل ذلك المدعو السخاف في قناة المستقلة وقد كنت رددت عليه آنذاك بمثل موضوعي هذا كما أنكروا على شيخ الإسلام رحمه الله استدلاله بحديث رؤية الله على صورة شاب أمرد

و مع أن هذا الحديث قد تكلم عليه العلماء بعض العلماء وحكموا عليه بالوضع إلا أنني ومن خلال بحثي للمسألة أن بعض أهل العلم قد صححوا هذا الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.

والمسألة هنا ليست في الحكم على الحديث من حيث الصحة والضعف وإنما في بيان مراد شيخ الإسلام لها لقوله بصحتها. وحقيقة الرؤية لله في المنام

ولكن كيف يمكن فهم هذا عن شيخ الإسلام رحمه الله باستدلاله على صحتها (علما أنني لم أجد ما قاله السقاف عن شيخ الإسلام نظرا لأن الكتاب ليس عندي فهو مخطوط غير مطبوع)

ولكن مع القول بتصحيح شيخ الإسلام لها

فلا يصح استدلال هذا السقاف بالحديث على أن شيخ الإسلام يقول ذلك أي رؤية حقيقية على أنها ذاته نفسها

فشيخ الإسلام رحمه الله إنما أراد رؤيته في المنام هذا أولا

وثانيا: لا يلزم من رؤية المنام وأنها حقيقة للأنبياء أن رؤية الله في المنام هي نفس الصورة التي رآها في المنام كما استدل السقاف بذلك

لأنه كما قال شيخ الإسلام رحمه الله واستدل على ذلك برؤيا يوسف عليه السلام عندما رأى الشمس والقمر والكواكب يسجدون له فلو كانت كما يراها السقاف أن الرؤيا في الصفات كالرؤيا في الأوامر من الكلام للزم ذلك أن يرى يوسف عليه السلام سجود الشمس والقمر له حقيقة.

وهذا كلام شيخ الإسلام رحمه الله حتى يتبين لكم الحق إن شاء الله من كلامه لا من كلام السقاف عليه من الله ما يستحق

قال رحمه الله:

وفي الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: يقول الله أنا عند ظن عبدي بي فليظن بي خيرا).

وفي صحيح مسلم عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: لا يموتن أحد منكم إلا وهو يحسن الظن بالله تعالى "

"

فمن ظن وتوهم به أنه بكل شيء عليم وعلى كل شيء قدير كان هذا الظن والتوهم حقا وإن كان الواجب تيقن ذلك

بل لفظ الرؤية وإن كان في الأصل مطابقا فقد لا يكون مطابقا كما في

قوله: (أفمن زين له سوء عمله فرآه حسنا)

وقال: (يرونهم مثليهم رأي العين)

وقد يكون التوهم والتخيل مطابقا من وجه دون وجه فهو حق في مرتبته وإن لم يكن مماثلا للحقيقة الخارجة مثل ما يراه الناس في منامهم

كما رأى يوسف سجود الكواكب والشمس والقمر له فلا ريب أن هذا تمثله وتصوره في نفسه وكانت حقيقته سجود أبويه وأخوته كما قال يا أبت هذا تأويل رؤياي من قبل قد جعلها ربي حقا

وكذلك رؤيا الملك التي عبرها يوسف حيث رأى السنابل بل والبقر فتلك رآها متخيلة متمثلة في نفسه وكانت حقيقتها وتأويلها من الخصب والجدب.

فهذا التمثل والتخيل حق وصدق في مرتبته بمعنى أن له تأويلا صحيحا يكون مناسبا له ومشابها له من بعض الوجوه.

فإن تأويل الرؤيا مبناها على القياس والاعتبار والمشابهة والمناسبة.

ولكن من اعتقد أن ما تمثل في نفسه وتخيل من الرؤيا هو مماثل لنفس الموجود في الخارج وأن تلك الأمور هي بعينها

رآها فهو باطل

وإذا كان كذلك فالإنسان قد يرى ربه في المنام ويخاطبه فهذا حق في الرؤيا ولا يجوز أن يعتقد أن الله في نفسه مثل ما رأى في المنام.

أقول:

وقد حدث مثل هذا معي فرأيت وكأني رأيت الله عز وجل في المنام وأنا في عرصات يوم القيامة، وقدمت للحساب والجزاء، ووقفت أمام الله عز وجل، وفرائصي ترتعد خوفا من الله، وأدعو الله، وأقول له: مغفرتك، مغفرتك، .. أكررها كثيرا وبخوف شديد وكأني بالله جل في علاه ينظر إليّ. وسمعته يقول لي قد غفرت لك.

فأسأله جل في علاه أن تكون رؤيا حق، وحاولت حينئذ أن أفهم معنى هذه الرؤيا حتى وفقني الله للإطلاع على كلام شيخ الإسلام رحمه الله

ثم قال شيخ الإسلام رحمه الله:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير