[خدعة التقريب بين السنة والشيعة لأشرف عبد المقصود]
ـ[ابن يوسف المصري]ــــــــ[11 - 09 - 06, 03:15 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وأصحابه وسلم تسليما كثيرا وبعد:
هناك نقطة منذ البداية وهي أننا حين نطرح هذه القضية يجب أن نوضح لإخواننا دعاة التقريب من السنة: أننا نعلم أن نيَّتهم الخير، وأنهم ينشدون الاعتصام بين المسلمين وتآلفهم واجتماعهم وعدم تفرقهم، وهذا مَقْصدٌ إسلامي عظيم. ونحن وإن كنا نختلف معهم في الأسلوب إلا أننا يجمعنا حب الصَّحابة رضوان الله عليهم.
وسوف نناقش بموضوعية خطر هذه الدعوة وحقيقة أمرها، وإلى أي شيء تهدف، مع التدليل على ذلك بأمثلة لدعاة التقريب من الشيعة وماذا قدموا لمذهبهم من خلال هذه الدعوة، ثم نعرج على شهادات من دعاة التقريب من السنة، ثم نتبع الكلام على فتوى الشيخ شلتوت رحمه الله في هذا الباب والتي تستغل أسوأ استغلال، ونختم بأقوال وصيحة نذير لبعض علماء ومفكرين من السنة.
عوام السنة هم ضحية التلبيس من دعاة التقريب:
والمشاهد اليوم لما يجري على الساحة يجد من دعاة التقريب من السنة حماسًا منقطع النظير لايقتصر فحسب على الدعوة للتآلف بل تعدى الأمر إلى التلبيس وتعمية الأمر على عوام أهل السنة بالقول بأنه لا يوجد خلاف بين أهل السنة والشيعة في الأصول بالرغم من وجوده، وهذا يُعَدُّ أمرًا خطيرًا ومزلقا صعبًا!!
والأسباب التي أوقعتهم في هذه الخدعة تتنوع بحسب حال الدعاة وهي في تقديرنا ترجع لعدة أمور:
أولهما: الجهل الشديد بعقائد القوم. فتجد الواحد من هؤلاء متخصص في فن معين بعيد عن العقائد والفرق والملل والنحل، ولا يطلع على معتقدات القوم أو اطلاعه قاصر. والأمر كما قال الحافظ ابن حجر رحمه الله (من تحدث في غير فنه أتى بالعجائب).
وثانيها: التقيَّة التي يُلبس بها الشيعة على هؤلاء الدعاة من السنة فيخدعونهم. ومن المعلوم أن للتقية عندهم شأن عظيم حتى جعلوها تسعة أعشارالإيمان.
وثالثها: بعض هؤلاء العلماء لهم صداقات ومصالح مع بعض علماء الشيعة، ولا يريدون لها أن تتعكر إثر تصريح منهم بنقد أو كشف زيف مما يروج له هؤلاء.
ورابعها: شراء بعض الأقلام خاصة في مجال الصحافة والإعلام لنشر باطلهم حيث خصصت بعض الصحف صفحات كاملة لبعضهم وما من مناسبة يستطيعون أن ينفذوا من خلالها ليروجوا سمومهم إلا واستغلوها أتم استغلال، ولا أنسي يوم أن تهجم كاتب المسلسلات على شخصية عمرو بن العاص وإذا بالصحف الصفراء تنقل صفحات من مواقع الشيعة في إلصاق البهتان والكذب بالصحابي الجليل. وكتابات المتشيع أحمد راسم النفيس بجريدة القاهرة ــ لسان وزارة الثقافة بمصر للأسف ــ خير دليل على ما نقول فقد كتب بها سلسلة مقالات عن صلاح الدين الأيوبي وصفه فيها بأقذع الألفاظ وأنه قاتل وسارق وفي الوقت نفسه يكتب بعد ذلك سلسلة مقالات أخرى للدفاع عن ابن العلقمي الخائن الذي تآمر مع التتار ضد الخلافة الإسلامية ببغداد.
والحاصل: أن عوام أهل السنة هم الضحية لهذا التلبيس من جانب دعاة التقريب من السنة.
وهذا ما دفع العلامة الصوفي النبهاني لتأليف كتاب يذود به عن الصحابة ويدفع به تلبيس الشيعة قال فيه: (سوء حال هؤلاء الجهلة من أهل السُّنَّة هو الذي حَمَلني على تأليف هذا الكتاب؛ ليعرف من قرأه منهم أنه في خطأ عظيم وخطل ذميم , وأنه في ذلك ليس على هدى من الله بل هو على شفا جرف من الهلاك إن لم يتداركه باللطف مولاه. أما الشيعة: فليس لي أمل في رجوعهم بقراءته عن مذهبهم القديم وإن كان غير مستقيم؛ لأنهم ورثوه عن الآباء والأجداد وَسَيُوَرِّثونه الأبناء والأحفاد!! فإن صاحب البدعة والمذهب المخالف مهما أقمت عليه الحجة وألزمته الدليل وعجز هو عن الردِّ ولم يجد للجواب من سبيل لا يحمل ذلك على أن مذهبك حق ومذهبه باطل , وإنما يحمله على أنك أمهرُ منه بترتيب الحجج وإقامة الدلائل. فهو لا يترك مذهبه لزخرفة أقاويلك بزعمه , وزيادة علمك عن علمه , وقد يهدى الله لنوره من يشاء ويوافق العلةَ الدواءُ فيحصل بإذن الله الشفا وهذا إذا قدَّر الله حصوله بهذا الكتاب وظهر به لبعض الشيعة الصواب فأرضى الله ورسوله بالجمع بين محبة الآل والأصحاب يكون ذلك نعم الفائدة ولكنها فائدة زائدة. ومقصودي الأصلي:
¥