هو المحافظة على رأس مالنا وهم عوام أهل السُّنَّة .. فوجب علينا أن ننصحهم بالألسنة والأقلام ونشرح لهم ما يلزمهم اعتقاده في حق أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من عقائد الإسلام. فإذا فعلنا ذلك أدينا ما وجب لهم علينا وإذا وفَّقَهم الله للرجوع إلى الحق نقول هذه بضاعتنا ردت إلينا) اهـ من " مقدمة الأساليب البديعة ".
هذا هو التقريب الحقيقي عند الشيعة؟
فالمتابع لكتابات دعاة التقريب من الشيعة يستطيع أن يؤكد أن هناك نوعين من التقريب:
الأول: تقريب الألسن (التقريب المزيف).
والثاني: تقريب الواقع. وهو التقريب الذي يصدقه الواقع والأمر كما قال الدكتور مصطفى السباعي رحمه الله: (إن بعضهم يفعل خلاف ما يقول في موضوع التقريب فبينما هو يتحمس في موضوع التقريب بين السنة والشيعة إذا هو يصدر الكتب المليئة بالطعن في حق الصحابة أو بعضهم ممن هم موضع الحب والتقدير من جمهور السنة) (السنة ومكانتها: 9).
وهذا النوع هو الذي نشاهده في تصرفاتهم وأفعالهم ويهدفون من ورائه لأربعة أمور
1 - استقطاب العلماء والمفكرين والدعاة:
أحد المتشيعة الكبار بمصر وهو المدعو صالح الورداني، وهو يؤرخ لعلماء ومراجع الشيعة الذين زاروا مصر من أجل نشر التشيع ــ يعترف بذلك فيقول: (وقد استمرت جماعة التقريب تعمل في مصر حتى أواخر السبعينات تمكنت من خلال هذه الفترة من استقطاب الكثير من الرموز الإسلامية البارزة فيه .. ) (الشيعة في مصر: 155).
وفي كلامه عن السيد مرتضى الرضوي يقول: (وقد حرص السيد الرضوي على استقطاب الرموز الإسلامية والثقافية في مصر فكان لا يطبع كتابا في مصر إلا ويكون قد كتب مقدمته واحد من هؤلاء الرموز ولم يكن نشاط السيد الرضوي ينحصر في محيط الرموز الإسلامية والثقافية وإنما تجاوز هذا الحد وأجرى اتصالات مع بعض المسئولين في محيط الثقافة وبعض الصحفيين. كان قد التقى مع مدير دار الكتب في عام 65 وقدم إليه طلبا بأن تقوم الدار بإفراد جناح خاص للكتب والمصنفات الشيعية وسوف تقوم الهيئة العلمية في النجف الأشرف بالعراق بإهداء الدار جميع هذه الكتب) اهـ (الشيعة في مصر: 127)
وبتعبير آخر استغفال العلماء والرموز المصريين. نسأل الله السلامة!!
وقد نشروا مؤخرا خمس مجلدات ــ مليئة بالإفك ــ بعنوان " المتحولون " ذكروا فيها كذبا الكثير من العلماء والمفكرين ضمن من تحولوا من السنة للشيعة وفي مقدمتهم من شيوخ الأزهرالسابقين: الشيخ سليم البشري والشيخ محمد عبده، والغرض من هذه الأكاذيب هو اقناع السذج من السنة أن هؤلاء العلماء الكبار تركوا التسنن فافعلوا مثلهم واقتدوا بهم.
2 - إفساح المجال لهم في ديار السنة لنشر عقائدهم وكتبهم:
وظهر هذا بوضوح بعد صدور فتوى الشيخ شلتوت حيث تم نشر الكثير من الكتب بمصر والتي تروج لعقائد الشيعة والتي تهدم فكرة التفاهم والتقريب. فهدفهم الرئيسي من التقريب هو نشر مذهبهم بين أهل السنة وقد نجحوا في العراق حيث تمكنوا من ادخال عدد من القبائل السنية في التشيع.
ويعد نشر الكتب التي تدعو للتشيع بكل ما فيه من انحرافات عقدية هدف رئيسي لدعوة التقريب عندهم. فبسبب هذه الدعوة نشرت كتبهم ورسائلهم وسط بلاد السنة وأصبح علماؤهم يتحركون بكل حرية ويفتحون المراكز ويقيمون الندوات.
ولنأخذ مثالا واحدا لجهود أحد دعاة التقريب قديما وماذا فعل من وراء دعوته للتقريب، وهو السيد مرتضى الرضوي.
يتحدث عنه الورداني المتشيع فيقول: (قام السيد الرضوي برحلتين إلى مصر: الأولى في فترة الخمسينيات ما بين عام 57 وعام 58 والثانية في منتصف السبعينات، وفي كلا الرحلتين قام بدور ملحوظ في ميدان الفكر الإسلامي والوحدة الإسلامية ونشر الكثير من الكتب التي تدافع عن الشيعة .. ومن بين الكتب التي قام بنشرها السيد الرضوي بمصر تفسير شبر، ويقع في مجلد واحد، وكتاب علي ومناوئوه، وكتاب عبد الله بن سبأ وأساطير أخرى، وكتاب المتعة وأثرها في الإصلاح الاجتماعي، وكتاب وسائل الشيعة ومستدركاتها، وكتاب أصل الشيعة وأصولها، وكتاب الوضوء في الكتاب والسنة والسجود على التربة الحسينية) اهـ (الشيعة في مصر: 127).
¥