تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

3. إنهم يستقبلون الجبل جبل عرفة عند الدعاء ولو كانت القبلة خلف ظهورهم أو على أيمانهم أو شمائلهم، وهذا خلاف السنة، فإن السنة استقبال القبلة كما فعل النبي صلى اللهعليهوسلم.

رمي الجمرات والخطأ فيه

ثبت عن النبي صلى اللهعليهوسلم أنه رمي جمرة العقبة وهي الجمرة القصوى التي تلي مكة بسبع حصيات ضحي يوم النحر، يكبر مع كل حصاة. كل حصاة منها مثل حصا الخذف أو فوق الحمص قليلاً، وفي سنن النسائي من حديث الفضل بن عباس رضي الله عنهما ـ وكان رديف النبي صلى اللهعليهوسلم من مزدلفة على مني ـ قال: فهبط ـ يعني النبي صلى اللهعليهوسلم ـ محسراً وقال: (عليكم بحصا الخذف الذي ترمي به الجمرة) قال: والنبي صلى اللهعليهوسلم يشير بيده كما يخذف الإنسان، وفي مسند الإمام احمد عن ابن عباس رضي الله عنهما ـ قال يحي: لا يدري عوف عبد الله أو الفضل ـ قال: قال لي رسول الله صلى اللهعليهوسلم غداة العقبة وهو واقف على راحلته: (هات القط لي). فقال (بأمثال هؤلاء) مرتين وقال بيده. فأشار يحي انه رفعها وقال: (إياكم والغلو فإنما هلك من كان قبلكم بالغلو في الدين).

وعن أم سليمان بن عمرو بن الاحوص رضي الله عنها قالت: رأيت النبي صلى اللهعليهوسلم يرمي جمرة العقبة من بطن الوادي يوم النحر وهو يقول: (يا أيها الناس، لا يقتل بعضكم بعضا، وإذا رميتم الجمرة فارموها بمثل حصا الخذف) رواه احمد.وفي صحيح البخاري عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه كان يرمي الجمرة الدنيا بسبع حصيات يكبر على أثر كل حصاة، ثم يتقدم حتى يسهل فيقوم مستقبل القبلة فيقوم طويلاً ويدعو ويرفع يديه، ثم يرمي الوسطي ثم يأخذ ذات الشمال فيسهل ويقوم مستقبل القبلة فيقوم طويلاً ويدعو ويرفع يديه ثم يرمي جمرة العقبة من بطن الوادي ولا يقف عندها، ثم ينصرف فيقول هكذا رأيت النبي صلى اللهعليهوسلم يفعله.وروي أحمد وأبو داوود عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى اللهعليهوسلم قال: (إنما جعل الطواف بالبيت وبالصفا والمروة ورمي الجمار لإقامة ذكر الله).

والأخطاء التي يفعلها بعض الحجاج هي:

1. اعتقادهم أنه لا بد من اخذ الحصا من مزدلفة، فيتبعون أنفسهم بلقطها في الليل واستصحابها في أيام مني أن الواحد منهم إذا ضاع حصاه حزن حزناً كبيراً، وطلب من رفقته أن يتبرعوا له بفضل ما معهم من حصا مزدلفة .. وقد علم مما سبق أنه لا أصل لذلك عن النبي صلى اللهعليهوسلم، وانه أمر ابن عباس رضي الله عنهما بلقط الحصا له وهو واقف على راحلته، والظاهر أن هذا الوقف كان عند الجمرة إذ لم يحفظ عنه أنه وقف بعد مسيره من مزدلفة قبل ذلك، ولأن هذا وقت الحاجة إليه فلم يكن ليأمر بلقطها قبله لعدم الفائدة فيه وتكلف حمله.

2. اعتقادهم أنهم برميهم الجمار يرمون الشيطان، ولهذا يطلقون اسم الشياطين على الجمار فيقولون: رمينا الشيطان الكبير أو الصغير أو رمينا أبا الشياطين يعنون به الجمرة الكبرى جمرة العقبة، ونحو ذلك من العبارات التي لا تليق بهذه المشاعر، وتراهم أيضا يرمون الحصاة بشدة وعنف وصراخ وسب وشتم لهذه الشياطين على زعمهم، حتى شاهدنا من يصعد فوقها يبطش بها ضرباً بالنعل والحصى الكبار بغضب وانفعال والحصا تصيبه من الناس وهو لا يزداد إلا غضباً وعنفاً في الضرب، والناس حوله يضحكون ويقهقهون كان المشهد مشهد مسرحيه هزلية، شاهدنا هذا قبل أن تبني الجسور وترتفع أنصاب الجمرات. وكل هذا مبني على هذه العقيدة أن الحجاج يرمون شياطين، وليس لها اصل صحيح يعتمد عليه، وقد علمت مما سبق الحكمة في مشروعية رمي الجمار، لإقامة ذكر الله عز وجل، ولهذا كان النبي صلى اللهعليهوسلم يكبر على أثر كل حصاة.

3. رميهم الجمرات بحصى كبيرة وبالحذاء (النعل) والخفاف (الجزمات) والأخشاب، وهذا خطا كبير مخالف لما شرعه النبي صلى اللهعليهوسلم لأمته بفعله وأمره حيث رمي صلى اللهعليهوسلم بمثل حصا الخذف، وأمر أمته أن يرموا بمثله، وحذرهم من الغلو في الدين. وسبب هذا الخطا الكبير ما سبق اعتقادهم أنهم يرمون الشيطان.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير