تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

8 - إثبات أن نقض العهد مستحيل في حق الرسل عليهم الصلاة والسلام، لأنهم لا يطلبون حظ الدنيا الذي لا يبالي طالبه بالغدر، ولأنه غدر ينافي الشرف والمروءة، ويدفع المواطنين دفعا إلى عدم احترام الغادر.

9 - الدعوة إلى عبادة الله وحده، والنهي عن عبادة الأوثان هي دعوة جميع الرسل.

10 - الأمر بالصلاة التي هي صلة بين العبد وربه، والصدق في الأقوال والأفعال، وجميع أنواع الصلة بين المواطنين، معدودة من أوصاف الرسل.

وختم ملك الروم تعليقاته بأربع فقرات:

الأولى: "فإن كان ما تقول حقا؛ فسيملك موضع قدمي هاتين". وقد كان ذلك في عهد أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه، حيث قضى على مملكة الروم، واستولى على جميع بلاد الشام، ومنها: مدينة القدس المقدسة.

والثانية: قوله: "وقد كنت أعلم أنه خارج، ولم أكن أظن أنه منكم". وهي تفيد اطلاعه على الكتب السماوية، وعلمه بأن النبي الخاتم قرب ظهوره، واعترافه بأنه لم يكن يعرف أن حكمة الله تعالى اقتضت أنه سيكون من العرب. وهو أعظم شرف خص الله به الأمة العربية دون سائر الأمم.

والثالثة: قوله: "فلو أني أعلم أني أخلُص وأصل إليه؛ لتجشَّمتُ وتكلفت لقاءه". يشير إلى المعارضة التي يشعر بها من طرف وزرائه وقادة النصرانية ببلاده فيما عرض عليهم الإسلام في مقابل ثبات ملكه.

والرابعة: قوله: "ولو كنتُ عنده؛ لغسلت قدميه". وهي إشعار برغبته في الإيمان، ومبالغة في خدمته وطاعته.

القاريء العزيز:

إن الاهتمام بنبي الإسلام من طرف ملك مملكة الروم العظيمة، التي كانت بجانب مملكة الفرس، ثاني المملكتين العظيمتين في العالم في القرن السادس الميلادي.

وإن الأسئلة الهامة التي وجهها لأبي سفيان بن حرب، الذي قضى نحو سبعة عشر عاما في محاربة الإسلام ونبي الإسلام، قبل أن يؤمن بالله ورسوله، ويصبح قائدا عسكريا من قواد الإسلام العظام. والأجوبة الصحيحة التي تلقاها منه، والاعترافات النبيلة التي أعلنها ملك الروم وسط وزرائه وعظماء مملكته وأعداء الإسلام.

أقول: إن ذلك كله يعد إحدى الدلائل على عظمة خاتم أنبياء الله ورسله – عليه وعيهم أفضل الصلاة وأزكى السلام – إنه دليل واحد من آلاف الأدلة نعطيه اليوم لأجيالنا الصاعدة لتعتز به وتضيفه إلى أمجادها الكثيرة، ونعطيه أيضا لكل إخواننا في الإنسانية من أتباع الديانتين المسيحية واليهودية لعلهم يتفكرون ويتذكرون، ويعقلون ويبادرون إلى الإيمان بالنبي الأمين، الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والإنجيل، يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر، ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث، ويضع عنهم إصرهم والأغلال التي كانت عليهم.

وصدق الله تعالى في قوله: {فالذين آمنوا به وعزروه ونصروه واتبعوا النور الذي أنزل معه أولئك هم المفلحون}. [**/ **].

ـ[البشير المغربي]ــــــــ[16 - 09 - 06, 10:05 ص]ـ

رحم الله الشيخ السيد الإمام المشارك المصلح الشريف أبا هريرة عبد الرحمن بن محمد الباقر الكتاني رحمة واسعة، وجزاه الله عن العلم والإسلام خير الجزاء.

فقد كان رحمه الله آمرا بالمعروف، ومغيرا للمنكر، غير وجل و لا هياب، وله مواقف لصالح الإسلام مشهودة.

هذا ونشكر الأخ السيد حمزة على تفضله بإنزال بعض من درر الشيخ، كما نرجو أن يتحفنا بموسوعته الرجالية التي انفرد بها، ولم يشاركه فيها غيره، فقد حفظ لنا فيها تراجم وأعلام المغرب العربي في القرن الماضي.

ـ[حمزة الكتاني]ــــــــ[16 - 09 - 06, 04:21 م]ـ

رحم الله الشيخ السيد الإمام المشارك المصلح الشريف أبا هريرة عبد الرحمن بن محمد الباقر الكتاني رحمة واسعة، وجزاه الله عن العلم والإسلام خير الجزاء.

فقد كان رحمه الله آمرا بالمعروف، ومغيرا للمنكر، غير وجل و لا هياب، وله مواقف لصالح الإسلام مشهودة.

هذا ونشكر الأخ السيد حمزة على تفضله بإنزال بعض من درر الشيخ، كما نرجو أن يتحفنا بموسوعته الرجالية التي انفرد بها، ولم يشاركه فيها غيره، فقد حفظ لنا فيها تراجم وأعلام المغرب العربي في القرن الماضي.

أشكرك أخي الحبيب على الاهتمام، أما كتاب التراجم فهو تحت الطبع، عجل الله فرجه ... :)

ملاحظة لإدارة الملتقى:

عذرا؛ لم أستوعب أنكم وضعتم المقالات في صفحة واحدة، فجزاكم الله خير ..

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير